رئيس وزراء بولندا: التحقي جارٍ بعد رصد طائرة من دون طيار فوق مبان حكومية في وارسو
أعلنت السلطات البولندية أن مواطنين بيلاروسيَّين قد تم احتجزا وأن الطائرة «تم تحييدها» بعد أن حلّقت فوق مبانٍ حكومية ومقر رئاسة الجمهورية في العاصمة وارسو.
قال رئيس الوزراء دونالد توسك في وقت مبكر من صباح الثلاثاء إن عناصر خدمة حماية الدولة ألقوا القبض على المواطنَيْن البيلاروسيَيْن، وأن الشرطة تواصل التحقيق في ملابسات الحادث.
نقلت وكالة أسوشيتد برس عن العقيد بوغوسواف بيوركوفسكي، المتحدث باسم الخدمة، أن الطائرة لم تُسقَط بواسطة قوات بولندية، بل هبطت بعدما تم توقيف مشغّليها.
وقالت كاتارزينا بيلتشينسكا-نالينتش، وزيرة صناديق التنمية والسياسة الإقليمية، لقناة TVN24 المحلية — وفق ما نقلت الوكالة — إن «الانطباع يفيد بأن الطائرة لم تأتِ من الخارج، بل أُطلقت محلياً». وأضافت الوزيرة نصيحة إلى الجمهور بعدم القفز إلى الاستنتاجات أو ربط الحادث بخرق الجو الروسي البارز الأسبوع الماضي الذي استهدف أجواء بولندا خلال هجوم جوي على أوكرانيا.
ترجمة للتغريدة الرسمية التي نُشرت من حساب رئيس الوزراء: «قبل لحظات، حيّدت خدمة حماية الدولة طائرة من دون طيار كانت تعمل فوق مبانٍ حكومية (شارع باركوفا) وبالقرب من قصر بلفدر. تم توقيف مواطنين بيلاروسيَّين. الشرطة تحقق في ملابسات الحادث.»
تأتي أنباء توقيف مشغّلي الطائرة البيلاروسية في وقت تشارك فيه آلاف القوات من بيلاروس وروسيا في تدريبات عسكرية تحت اسم «زاباد (الغرب) 2025»، التي انطلقت يوم الجمعة ومن المقرر أن تنتهي يوم الثلاثاء. وذكرت سلطات مينسك أن التدريبات تشمل نحو 6 آلاف جندي من بيلاروس وألف من روسيا.
أغلقت بولندا ولاتفيا وليتوانيا معابرها الحدودية وعززت دفاعاتها تحسباً لهذه المناورات. كما أن بولندا في حالة تأهب قصوى إثر اختراقات الطائرات الروسية الأسبوع الماضي، التي دفعت مقاتلات بولندية وطائرات حلف شمال الأطلسي إلى التدخل للدفاع عن الأجواء، ووُصفت تلك الحوادث بأنها «انتهاك غير مسبوق للمجال الجوي البولندي» من قبل موسكو.
انتشرت مقاتلات بولندية من طراز F‑16 وطائرات هولندية من طراز F‑35، بالإضافة إلى طائرات مراقبة إيطالية من طراز AWACS، لمواجهة الطائرات المسيّرة، وكانت هذه المرة الأولى منذ غزو روسيا الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022 التي تتعامل فيها قوات حلف الأطلسي مع أصول عسكرية روسية بشكل مباشر.
تسببت إحدى الطائرات المسيرة بأضرار في مبنى سكني في مدينة ويريكي بشرق بولندا، من دون أن تُسجَّل إصابات، وفق وكالة رويترز.
أعلن أمين عام الناتو مارك روتّيه أن الحلف سيزيد من «وضعية» دفاعه في أوروبا الشرقية على خلفية خروقات المجال الجوي البولندي، وأن «عملية المراقب الشرقي» ستشمل أصولاً عسكرية من دول أعضاء مختلفة في الحلف، بينها الدنمارك وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة. وصف روتّيه الخروقات بأنها «متهورة وغير مقبولة».
في ظل تصاعد التوتر مع روسيا، أفادت رومانيا أيضاً باختراق طائرة مسيرة أجواءها يوم السبت، ما دفع إلى تعبئة مقاتلتين من طراز F‑16 إلى جانب مقاتلتين من طراز يوروفايتر، والتحذير للمواطنين بأخذ الحيطة.
قال وزير الدفاع الروماني أيونوت موستيانيو إن المقاتلات كادت أن تُسقط الطائرة قبل أن تغادر المجال الجوي الروماني باتجاه أوكرانيا. واستدعت وزارة الخارجية الرومانية السفير الروسي في بوخارست يوم الأحد، حيث أبلغت السلطات الروسية احتجاجها القوي على «هذا الفعل غير المقبول وغير المسؤول الذي يشكل انتهاكاً لسيادة الدولة». وطلبت رومانيا من روسيا «بشكل عاجل… اتخاذ تدابير لمنع أي انتهاكات مستقبلية».