إسرائيل تصعّد القصف — ووزير الدفاع: «غزة تحترق»

يولاند نيل ـ مراسلة شؤون الشرق الأوسط، القدس
توم باتيمان ـ مراسل وزارة الخارجية، القدس

شُوهدت انفجارات تعلو أفق غزة من جنوب إسرائيل

شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة على مدينة غزة طوال الليل، مع تقارير غير مؤكدة من موقع الأخبار الأميركي Axios وَصحيفة Jerusalem Post تفيد بأن الجيش بدأ هجومًا بريًا لاحتلال المدينة بأكملها. كما تُسجَّل ضربات إسرائيلية في وسط القطاع، في الاتجاه الذي يتجه إليه آلاف النازحين، فيما تؤكد الجهات الفلسطينية ارتفاع أعداد القتلى والجرحى.

تفاقمت الأعمال القتالية قبل شن الغزو البري الشامل الذي كان مهددًا منذ وقت طويل، وبات يستهدف مدينة يقطنها مئات الآلاف من المدنيين. وجاء ذلك بعد ساعات من تأكيد وزير الخارجية ماركو روبيوو لمثل دعم أميركي ثابت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته للقدس يوم الاثنين.

وفي وقت مبكر من صباح الثلاثاء، غرّد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس على منصة X قائلاً: «غزة تحترق»، مهددًا بأن إسرائيل «لن تتراجع ولن تتوقف — حتى إنجاز المهمة». ويقول صحفيون محليون في غزة إن الهجمات الجوية ونيران المدفعية وإطلاق النار استمرت تقريبًا بلا انقطاع في مدينة غزة؛ وأُبلغ عن تدمير منازل واحتجاز مواطنين تحت الأنقاض. ولم تؤكد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية رسميًا أي توغل بري جديد حتى الآن.

طالبت إسرائيل سكان مدينة غزة بمغادرتها والاتجاه جنوبًا نحو منطقة مركزية في القطاع. وتقدر قوات الدفاع الإسرائيلية أن نحو 250 ألف فلسطيني فرّوا، رغم أن مئات الآلاف يعتقد أنهم ما زالوا في المنطقة. ويقول بعض النازحين إنهم لا يملكون القدرة المادية على الانتقال جنوبًا، فيما يرى آخرون أن جنوب القطاع ليس آمنًا أيضًا لأن إسرائيل نفذت هناك ضربات جوية، وذكر بعضهم أنهم حاولوا التوجّه جنوبًا لكنهم فشلوا في نصب خيامهم فعادوا إلى مدينة غزة.

يقرأ  نيبال ترفع الحظر عن منصات التواصل الاجتماعيبعد احتجاجات أدت إلى سقوط قتلى

وأفادت وكالات أنباء بأن الضربات الإسرائيلية استمرت حتى الثلاثاء.

ما زال روبيوو في طريقه لزيارة قطر، حيث دان قادة عرب يوم الاثنين هجوم إسرائيل الأسبوع الماضي على العاصمة الدوحة الذي استهدف، بحسب التقارير، قيادات لحركة حماس دون أن ينجح في قتلهم. وقال من مدرج مطار بن غريون إن قطر تبقى الدولة الوحيدة القادرة على الوساطة بشأن غزة. وعند مضاعفة سؤال BBC عن إدانة إسرائيل من قِبل الدول العربية والإسلامية في الدوحة، شدد روبيو على أن الولايات المتحدة تفضّل حلًا تفاوضيًّا للنزاع وأعرب عن أمله في استمرار انخراط الشركاء الإقليميين.

ونقلت وكالات Reuters وAFP عنه أنه «توجد نافذة زمنية قصيرة جدًا» للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، مضيفًا أن حركة حماس يجب أن «تتوقف عن الوجود كقوة مسلَّحة».

في إسرائيل، خيّم أقارب الرهائن ليلًا أمام منزل رئيس الوزراء لأنهم يعتقدون أن الاستراتيجية العسكرية الحالية تَعَرّض أحبّاءهم للخطر. ويُعتقد أن نحو 48 رهينة ما زالوا في غزة، ويُظَن أن 20 منهم على قيد الحياة.

تصاعد القصف على غزة جاء أيضًا بعد أن رفض نتنياهو استبعاد مزيد من الضربات ضد قيادات حماس في الخارج، رغم الانتقادات الدولية للهجوم على قطر. وفي وقت سابق قالت البيت الأبيض إن ترامب طمأن الدوحة «بأن مثل هذا الأمر لن يتكرر على أرضهم» — وهو ما كرره هو مساء الاثنين.

تستضيف قطر قاعدة جوية أميركية كبرى ولعبت دورًا أساسيًا في تسيير جهود دبلوماسية لوقف الحرب في غزة، متولّية الوساطة في مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، وقد احتضنت المكتب السياسي لحماس منذ عام 2012.

فتش الفلسطينيون عن ناجين في أنقاض برج الغفاري السكني بعد تدميره بغارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة، 15 سبتمبر 2025.

يقرأ  محكمة الاستئناف تُبطل غرامة مدنية بقيمة ٥٠٠ مليون دولار مفروضة على ترامب

بينما التقى روبيوو ونتنياهو، اصطف قادة الدول العربية والإسلامية في قطر لإدانة إسرائيل على تكثيف هجومها في مدينة غزة وضربتها الأخيرة في الدوحة.

أطلقت إسرائيل حربها على غزة ردًّا على هجوم قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص وأسر 251 آخرين. ومنذ ذلك الحين، تقول وزارة الصحة التي تُدار من قِبل حركة حماس في غزة إن أكثر من 64,500 شخص قُتلوا خلال حملة إسرائيل — نحو نصفهم من النساء والأطفال.

مع إعلان المجاعة فعليًا في المنطقة من قبل هيئة مدعومة أمميًا، حذّرت الأمم المتحدة من أن تصعيد الهجوم سيدفع المدنيين إلى «مأساة أعمق بكثير».

أضف تعليق