إنجاز هندسي ينقل السفينة الفايكنغ الأكثر حفظًا في العالم إلى موطنها الجديد — كولوسال

في عام 1903، وعلى مزرعة في جنوب شرق النرويج، خرجت إلى العلن اكتشاف استثنائي من تلةٍ كبيرةٍ متواضعةٍ في حقل. وعند التنقيب في 1904، أظهرت التلة سفينة فايكنغ كاملة مدفونة كقبر احتوى على رفات امرأتين وعدد من الحيوانات ومجموعة واسعة من الأغراض المزخرفة بعناية.

عُرفت السفينة باســم أوسبرغ تيمُّناً بالمزرعة التي عُثر عليها فيها. يعتقد الباحثون أنها شُيِّدت حوالى عام 820 ودُفنت حوالى عام 834. أشارت عمليات إعادة البناء خلال العقود الأخيرة إلى أن السفينة صمِّمت أصلاً للإبحار، لا لتكون مجرَّد وسيلة دفن — وهو طقس كان يُحجز عادةً للأشخاص ذوي المكانة العالية، حيث وفّرت السفينة لهم “عبوراً” إلى ما بعد الحياة. المدفونة عميقاً في التربة الرطبة، حفظت أخشابها بشكلٍ استثنائي لأكثر من ألف عام، رغم أن كثيراً من أجزاء الخشب كانت مضغوطة ومهترئة.

قاد التنقيب عن سفينة أوسبرغ في 1904 البروفيسور غابرييل غوستافسون.

استغرقت محاولات الترميم الأولية لأكثر من عشرين عاماً، وحاول الخبراء الحفاظ على أكبر قدر ممكن من هيكل السفينة باستخدام الزيوت والراتنج لمنع تفتت الخشب. اليوم، نحو تسعين بالمئة من مكونات السفينة أصلية، مما يجعلها أفضل مثال محفوظ من نوعه في العالم.

إنجاز هندسي وتخطيط دقيق جعلا نقل سفينة أوسبرغ مؤخراً إلى مقرّ دائم جديد أمراً ممكناً؛ وتُخطط عملية نقل مماثلة لسفينتين طويلتين أخريين، جوكستاد وتون. لأكثر من عامين وُضعت أوسبرغ داخل هيكل فولاذي يزن أكثر من خمسين طناً، ما سمح ببقائها في موقعها أثناء بناء المتحف الجديد.

عُرضت السفينة في متحف سفن الفايكنج التابع لجامعة أوسلو لما يقرب من قرن من الزمن. ومع مرور الوقت أدت أساليب الترميم غير المستقرة، ونقص التحكم في الرطوبة، وتضعف الدعامات إلى إجهادٍ متزايد في هيكل السفينة، وجعلتها عرضةً لمزيد من التلف إذا تُركت في موقعها القديم.

يقرأ  رئيس بيرو يؤكد سيادة بلاده على جزيرة في نهر الأمازون مع تصاعد التوترات مع كولومبيا

في 2014 أطلق مشروع حكومي بعنوان «إنقاذ أوسبرغ» مهمة استمرت أكثر من عشر سنوات ليس فقط لحماية واحد من أهم الاكتشافات الفايكنغية في العالم، بل لضمان تمتع الأجيال المقبلة بدراسته والاطلاع عليه. في أوائل 2023 بدأت أعمال تشييد مساحة جديدة متصلة بالمبنى الأصلي لمتحف سفن الفايكنج، الذي أعيدت تسميته الآن بـ«متحف عصر الفايكنج». من المقرّر أن يفتتح الحرم الموسّع في 2027.

في 10 سبتمبر، رُفعت سفينة أوسبرغ بطول 71 قدماً (حوالي 21.6 متراً) المحفوظة داخل صندوق فولاذي مقاوم للاهتزاز إلى مسارٍ فولاذي حملها عبر رواق طويل إلى قاعة المعرض الجديدة. استغرق النقل حوالى عشر ساعات لتحريك السفينة مسافة نحو 350 قدماً، بسرعة قصوى تقارب 10 بوصات في الدقيقة (≈25.4 سم/دقيقه).

احتفت المديرة أود ف. تونيسين بهذه الخطوة التاريخية قائلة: «إنها سفينة كانت جزءاً من الكثير، ولها حياة أخرى تجعلني أشعر بالقشعريرة عندما أفكر فيها». وأضافت لوكالة الأنباء النرويجية: «أجد الأمر محركاً للغاية أن أفكر بأنها الآن في رحلتها الأخيرة».

لمزيد من المعلومات ومتابعة تقدم عمليات نقل جوكستاد وتون، تابعوا موقع المتحف وقناته على يوتيوب.

صور وملاحظات:
– سفينة أوسبرغ في موطنها السابق داخل متحف سفن الفايكنج
– تفصيل في الأعمال الخشبية ونسخة من رأس الأفعى المزخرف
– تشييد هيكل فولاذي يحيط بالسفينة
– وضع السفينة في مقرها الجديد

هل تهمك مثل هذه القصص والفنون؟ كن عضواً في Colossal الآن وادعم النشر الفني المستقل.

مزايا العضوية:
– إخفاء الإعلانات
– حفظ مقالاتك المفضلة
– خصم 15% في متجر Colossal
– الحصول على نشرة إخبارية حصرية للأعضاء
– تخصيص 1% لشراء مستلزمات فنية للفصول الدراسية في التعليم الأساسي والثانوي

أضف تعليق