يسود القلق والترقّب بين المالاويين لمعرفة من سيترشح لرئاسة البلاد، بعد إغلاق مراكز الاقتراع في معظم المناطق وبدء فرز الأصوات.
اصطف آلاف الناخبين خارج مراكز الاقتراع يوم الثلاثاء للإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس وبرلمانيين ومستشارين محليين، آملين إحداث تغيير في بلد يرزح تحت وطأة أزمات اقتصادية عميقة. ولا تزال بعض المناطق تفتح مراكزها متأخرة، فيواصل سكانها الإدلاء بأصواتهم.
في حملته للفوز بفترة ثانية، تعهد الرئيس الحالي لازاروس تشاكويرا بإصلاح الاقتصا المالى، كما وعد خصمه الرئيسي، الزعيم العجوز بيتر موثاركا.
إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من نصف الأصوات، يتوجّب على المرشحين الأكثر تصويتاً التوجّه إلى جولة إعادة.
“هناك غضب في داخلنا. أريد تغيير هذه الحكومة. أريد أن يجد الشباب وظائف جيدة”، قالت إيتاه نياسولو، نادلة تبلغ من العمر 28 عاماً لوكالة الصحافة الفرنسية قبل توجهها للإدلاء بصوتها.
ظلت مالاوي طويلاً من بين أفقر دول العالم، لكن الفترة الأخيرة كانت قاسية بشكل خاص. ارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من 30% خلال العام الماضي، في حين لم تواكب الأجور هذا الارتفاع.
عزت السلطات جزءاً من ارتفاع معدل التضخم إلى نقص العملة الأجنبية — ما يعرف بـ”الفوركس” — في المصارف. “هناك الكثير من القضايا، خصوصاً ما يتعلق بالفوركس والبطالة”، قالت راشيل تشاجوزا، خريجة جامعة تبلغ من العمر 26 عاماً وتبيع الزهور، لوكالة فرانس برس بعد تصويتها. وأضافت: “يجب أن نبحث ما الخطأ ونعمل على تغييره نحو الأفضل.”
تعاني الدولة جنوب الصحراء أيضاً من انقطاعٍ واسع للتيار الكهربائي ونقص في الوقود. وبينما كان الناس يصطفون للإدلاء بأصواتهم يوم الثلاثاء، استمرت طوابير السيارات الطويلة أمام محطات التزوّد بالوقود.
ووعد تشاكويرا بمعالجة هذه الأزمة، وامضى في طابور التصويت مع سكان قريته مسليماً، ماليمبو، على بعد نحو 56 كم شمال شرق العاصمة ليلونغوي، تحت مراقبة عدد من عناصر الشرطة والحرس العسكري الذين راقبوا الرئيس وزوجته بينما تجمع الناخبون لالتقاط لمحة منهم.
تقتصر المنافسة عملياً على مرشحين بارزين، تشاكويرا والرجل الذي هزمه في انتخابات 2020، موثاركا البالغ من العمر 85 عاماً، رغم وجود 15 مرشحاً آخر من بينهم رئيس سابق وواحدة من النساء اللاتي تولّين رئاسة البلاد سابقاً، جويس باندا.
قبل ساعات من إغلاق المراكز، قالت رئيسة مفوضية الانتخابات آنابل موتاليمانجا إن 3.7 مليون شخص — أي حوالى نصف الذين تسجّلوا للتصويت — أدلوا بأصواتهم. وللأسف أظهرت الأرقام أن نسبة المشاركة أقل من المتوقع.
سارت عملية التصويت إلى حدّ كبير بسلاسة في أكثر من 15 ألف مركز اقتراع، لكن وكالة رويترز نقلت تقارير عن تأخيرات في بعض المراكز بسبب أعطال أجهزة قراءة البصمات الحيوية. وأقرت المفوضية بوجود “مشكلة طوابير” في “مركز أو اثنين” لكنها قالت إنّ الموقف تحت السيطرة.
تُوفرت تسهيلات للناخبين الذين لا يستطيعون الكتابة؛ فوُقّعت بطاقتهم ببصمة حبر، فيما استخدم آخرون القلم لاختيار مرشحهم. كما نُهِر مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي بعدم البث المباشر أو تصوير أنفسهم أثناء التصويت، لأن القوانين تمنع التقاط صور لبطاقات الاقتراع.
بدأ فرز الأصوات فور إغلاق المراكز عند الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش. ولدى مفوضية الانتخابات مهلة حتى نهاية 24 سبتمبر لإعلان نتيجة رئاسة الجمهورية، وحتى نهاية 30 سبتمبر لإعلان نتائج الانتخابات البرلمانية.