مدينة غزة تحت قصفٍ مستمرّ إثر شنّ إسرائيل غزوًا بريًا أخبار النزاع الإسرائيلي–الفلسطيني

هجوم بري على مدينة غزة وخروج قسري للسكان

أطلقت إسرائيل هجومًا بريًا مخططًا له منذ مدة على مدينة غزة، ودخلت قواتها عميقًا إلى مناطق مكتظة بالسكان خضعت لقصف عنيف على مدى أسابيع، ما أدى إلى نزوح قسري لعشرات الآلاف من الفلسطينيين.

تزامن بدء الهجوم مع تقرير تحقيق للأمم المتحدة خلُص إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، التي يقطنها نحو 2.1 مليون فلسطيني، كثيرون منهم تعرضوا للتهجير المتكرر خلال 23 شهرًا من الحرب التي أودت بحياة ما يقارب 65 ألف شخص.

إدانة دولية وتحذيرات

قرار إسرائيل السيطرة على المدينة، التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة، أثار إدانة عالمية واسعة. وصفت أنقرا العملية البرية بأنها مرحلة جديدة ضمن «خطط إبادة» وحذرت من أنها ستؤدي إلى موجة نزوح واسعة.

«تدمير متعمد»

قدّر مسؤول في الجيش الإسرائيلي أن حوالى 40% من سكان مدينة غزة، أي نحو 350 ألفًا، فرّوا نحو الجنوب، في حين دُمّرت عشرات المباني، واضطرت عائلات لحفر الأنقاض بأيديها بحثًا عن أقارب محاصرين. أظهرت لقطات، تم التحقق من صحتها، انفجارات ضخمة وأعمدة دخان أسود عندما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية حي تلّ الهوى، مضيئةً شوارعٍ ما تزال محاطةً بأنقاض هجمات سابقة.

أبلغ مسؤولون طبيون عن مقتل ما لا يقل عن 78 فلسطينيًا منذ الفجر، 68 منهم في مدينة غزة وحدها. وأفادت خدمات الطوارئ بمقتل 20 شخصًا في قصف حي الدرج الذي سويت فيه أحياء سكنية بأكملها بالأرض. ونددت وكالة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بـ«التدمير المتعمد» لمدينة غزة واعتبرته «يقارب التطهير العرقي».

نزوح السكان وصعوبات الإنقاذ

من قلب المدينة، أبلغ مراسل الجزيرة هاني محمود أن تكتيك إسرائيل يكمن في «حشر من تبقى داخل المدينة»، مشيرًا إلى أن الجزء الشرقي من غزة قد بات خاليًا ليس فقط من المباني بل من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، ما يجعل النازحين الذين فرّوا غربًا معرضين للتهجير مرة أخرى.

يقرأ  صندوق نرويجي يسحب استثماراته من شركة كاتربيلر الأميركيةعلى خلفية انتهاكات في غزة والضفة الغربية — أخبار غزة

بينما كانت المقاتلات تحوم على ارتفاع منخفض، كافح الأهالي ومنقذون لاستخراج ناجين من بين كومات الخرسانة والحديد الملتوي. قال المنقذ بشير حجاج إنه «أخرجنا شهداء وجرحى كثيرين»، وبيّن أن الوضع كان بالغ الصعوبة بسبب القصف والمروحيات والصواريخ والطائرات دون طيار ومقاتلات إف‑16.

روى أحد السكان، العبد زقوت، كيف سحق كتلة خرسانية قريبتَه أثناء أحد الضربات: «لا ندرى إن كنا نحاول انتشالها أم نتركها»، وأضاف: «نحفر ونكسر الخرسانة بأيدينا لعدم وجود أدوات».

منطقة المواصى المزعومة «الآمنة»

قُدمت منطقة المواصى على امتداد الساحل الجنوبي كـ«منطقة آمنة» بحسب إسرائيل، لكنها تعرّضت لقصف متكرر، وأكدت وزارة الصحة في غزة أن المنطقة تفتقر إلى ضروريات الحياة الأساسية من ماء وغذاء وخدمات صحية، وأن أمراضًا تنتشر في مخيماتها المزدحمة. وقالت الوزارة إن العائلات النازحة تواجه «استهدافًا مباشرًا وقتلًا داخل المخيمات وعند محاولتها مغادرتها»، في حين خاطر مئات الآلاف بالعودة شمالًا رغم القصف فوجد كثيرون منازلهم مدمرة.

ردود فعل دولية ومحلية

تزايدت الانتقادات الدولية لتصعيد إسرائيل. وصف وزير الخارجية الألماني يوهان واديفول تصاعد العنف بأنه «خطوة في الاتجاه الخاطئ تمامًا»، وحذّرت وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة ايفيت كوبر من أن الهجوم «سيجلب مزيدًا من سفك الدماء». قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن الهجوم «سيزيد من تفاقم وضعٍ مأسوي أصلاً»، وكتبت على منصات التواصل إنه يعني «مزيدًا من الموت والدمار والنزوح»، وأعلنت أن الاتحاد سيعرض إجراءات للضغط على الحكومة الإسرائيلية لتغيير مسار الحرب.

داخليًا، دان زعيم المعارضة يائير لابيد تعامل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الغزو البري واصفًا إيّاه بـ«التحرك الهاوي والمرتجل». كما قالت منظمات حقوقية إسرائيلية، بينها جمعية الحقوق المدنية، وأطباء لحقوق الإنسان، وجيشا، وعدالة، إن أوامر «الإخلاء» لمدينة غزة ترقى إلى التهجير القسري. وذكرت تلك المجموعات، في تصريحات لصحيفة هآرتس، أن هذه التهديدات تهدف إلى تهجيرَ شعبٍ مرهق وجائع لا يجد ملاذًا، وأن الأوامر «لا تستند إلى ضرورة عسكرية» وأنها «تتنافى مع القانون الدولي».

يقرأ  العارضون وأحواض اللعبأروع لقطات أفريقيا

أضف تعليق