جيفري جيبسون يتحدث عن الحيوانات خلال إزاحة الستار عن تماثيل جديدة في متحف المتروبوليتان

أربعة مخلوقات فضولية تحدق بالمارة أمام متحف متروبوليتان للفنون، ويعود أثرها، إلى حد ما، إلى لوحات مبكرة للفنان الأبوي جيفري جيبسون رسمها على جلود حيوانات. خلال حديثه يوم الإثنين عن عمله الجديد الذي كُلّف به ليزيّن واجهة المتحف، استعرض جيبسون لوحتين من عام 2013 تبرزان أسلوبه الديناميكي المميّز على جلود الظباء المدبوغة بعناية.

مقالات ذات صلة

أثناء العمل على الجلود، قال إنه «تواجه ندوبًا وبصيلات شعر؛ تذكرك بأن المادة كانت حيوانًا حقيقيًا. لو أنني رسمت هذه الأعمال على قماش كان يمكن قراءتها كاستطالة هندسية وتجريد رسمي. لكن هنا، تُذكَر أن هناك عشرين حيوانًا في الغرفة معك، وأعتقد أن ذلك شكّل نقطة تحول لديّ في كيفية إعادة توجيه نظر المشاهد بدلًا من تغيير ما أحاول تحقيقه.»

في حوار مع أمينة متحف المتروبوليتان جاين بانيتا، تحدث جيبسون عن عرضه الأخير بعد جناحه الأمريكي في بينالي البندقية العام الماضي ومعرض كبير في MASS MoCA (معروض حتى الخريف المقبل): أربع تماثيل ضخمة لظبي وذئب البراري (كويوتي) وسنجاب وصقر، جميعها مصبوبة من البرونز وتُعرض تحت العنوان الجماعي «الحيوان، إذًا أنا».

قال عن الأعمال: «ركزت عندي فكرة الروحانية الحيوانية في الثقافات المبكرة حول العالم. لقد تحدثت طويلاً عن فلسفات القرابة لدى الشعوب الأصلية ورؤاها للعالم، التي تقوم على تكريم جميع الموجودات الحية كامتدادات للذات. وخاطرت في ذهني سلسلة محاضرات جاك دريدا من 1997 بعنوان “الحيوان، إذًا أنا”. عندما ألقى تلك المحاضرات، كانت تبدو خارجة عن السياق — عن الحيوانات. تساءل كثيرون لماذا يكرّس هذا المفكر العظيم تركيزه فجأة لقطة؟»

لكن دريدا، الفيلسوف الفرنسي المرتبط بنظرية التفكيك، لامس عنده وترًا حساسًا. قال جيبسون: «كلما قرأت أكثر، شعرت أن القضية تتعلق بوضع أنفسنا في قمة هرم الكائنات الحية مع تجاهل أن للحيوانات كيانًا خاصًا بها ومجتمعاتها وطرق تواصلها، ولها نظم اجتماعية — كثير منها أكثر استدامة من نظامنا.»

يقرأ  طفل من بين 33 فلسطينياً أُصيبوا في اقتحام للجيش الإسرائيلي في رام اللهالضفة الغربية المحتلة

ربط جيبسون التماثيل بموقع المتحف في سنترال بارك ووطنه في وادي نهر هدسون شمالًا، إذ تُعرف هذه الأنواع الأربعة بأنها تعيش في كلا المكانين. «انتقلت إلى الريف قبل ثلاث عشرة سنة، وأنظر إلى الجبال عينها يوميًا، وإلى المياه عينها. نحاول في الواقع إيجاد طرق لاستيعاب الحيوانات التي تعيش هناك، لأنني أشعر أكثر أنني في مساحتها بدلًا من أنني أتحكم في وجودها في مساحتي.»

كل عمل من الأعمال يرتدي أنواعًا مختلفة من الطقوس واللباس الاحتفالي المستوحى من الزي الرسمي للقبائل الأمريكية الأصلية. قال الفنان: «هناك شيء في هذا الزي يجعله جسدًا قائمًا بذاته. بأي حال، الزي الاحتفالي ليس مجرد ملابس؛ هو شيء يمنحه القدرة على تحويل المرء — حين ترتديه تصبح كائنًا مختلفًا.»

أما بالنسبة لتوزيع التماثيل الأربعة على عرض المتحف كي يراها المارة على طول الجادة الخامسة، فأوضح جيبسون أنه تعامل مع المشروع — كما يفعل مع كل أعماله — كرسام. «أعلم أنني أصنع أجسامًا ثلاثية الأبعاد، لكني ما زلت أنظر إليها كلوحات ذات وجوه متعددة. أنظر من هذا الجانب ومن ذلك، وهكذا أقرر إن كان يهمني العمل بأربع جهات — أو حتى أكثر من ثلاث جهات.»

أضف تعليق