من هي سوشيلا كاركي، رئيسة وزراء نيبال المؤقتة الجديدة البالغة 73 عاماً؟

تعيين سوشييلا كاركي رئيسة وزراء مؤقتة في نيبال بعد احتجاجات شبابية دامية

أُعلن يوم الجمعة 12 سبتمبر عن تعيين سوشييلا كاركي رئيسةً للوزراء بالإنابة في نيبال، بعد أيام من احتجاجات شبابية تحولت إلى مواجهات دموية. وقد أدّت اليمين الدستورية في اليوم نفسه لتُصبح أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في تاريخ البلاد.

من هي سوشيلا كاركي؟
بعد احتجاجات قادها شابات وشباب من “جيل زد” ضد الفساد، استقال رئيس الوزراء كيه بي شارما أولي الثلاثاء الماضي. كلّف الرئيس رامشاندرا بوديل كاركي بقيادة حكومة انتقالية حتى انتخابات مبكرة مقررة في 5 مارس 2026. تبلغ كاركي من العمر 73 عاماً، وُلدت في يونيو 1952 في مدينة بيراتناغار بشرق نيبال. درست في كلية ماهندرا مورانغ ونالت بكالوريوس الآداب في سن العشرين، ثم أكملت دراستها العليا في الهند حيث نالت درجة الماجستير من جامعة باناراس الهندوسية، وعادت بعد ذلك إلى نيبال لاستكمال دراستها في القانون في جامعة تريبهفان، وتخرجت عام 1978 قبل أن تمارس المحاماة وتدرّس القانون في حرم ماهندرا متعدد التخصصات بمدينة داران.

ترأست كاركي المحكمة العليا لتصبح أول امرأة تشغل منصب كبيرة قضاة نيبال عام 2016. وفي مايو 2017 واجهت محاولة عزل من قبل أعضاء البرلمان بعد قرار قضائي ألغى تعيينهم لرئيس الشرطة، لكنّ جهود العزل وُصفت من قبل الأمم المتحدة بأنها دوافعها سياسية وتمّت إعادتها وبقيت كاركي حتى تقاعدها في يونيو 2017.

ما الذي جرى في نيبال؟
انطلقت مظاهرات حاشدة في كاتمندو ومدن أخرى في 8 سبتمبر احتجاجاً على الفساد وسلوك أبناء المسؤولين الحكوميين الذين يظهرون أساليب حياة مسرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار غضب الشارع. قبل المظاهرات بأيام حظرت الحكومة أكثر من عشرين موقعاً للتواصل الاجتماعي لعدم امتثالها لمطالب السلطات. في اليوم الأول، اخترق بعض المتظاهرين الحواجز الأمنية ودخلوا مجمع البرلمان، فكان رد قوات الأمن تصعيدياً أسفر عن عشرات القتلى، ثم تصاعدت الأحداث إلى إحراق مبان حكومية وإخراج آلاف السجناء، وأُخلي وزراء بالهليكوبتر حفاظاً على سلامتهم. وأعلنت قوات الأمن أن حصيلة القتلى وصلت إلى 51 قتيلاً بحسب تصريح متحدث باسم الشرطة في 12 سبتمبر. أُعلن عن استقالة أولي في 9 سبتمبر، وانتشر الجيش لاحقاً لمحاولة إعادة النظام؛ ومع بداية التهدئة أعيد فتح المدارس واستؤنفت الأنشطة التجارية.

يقرأ  محكمة تايلاندية تقضي بسجن رئيس وزراء سابق لمدة عام واحد

كيف اتُخذ قرار التكليف؟
نظّم “حامي نيبال” — المجموعة التي نسّقت الاحتجاجات — جلسة تصويت عبر تطبيق الدردشة Discord لاختيار رئيس وزراء مؤقت. شارك نحو 10 آلاف نيبالي، بينهم كثيرون من المغتربين، وفي نهاية مناقشات مطوّلة وقع الاختيار على كاركي. أعلن الرئيس بوديل التعيين وحلَّ البرلمان المكوّن من 275 مقعداً، وحدّد موعد الانتخابات في 5 مارس 2026، أي مبكرة بنحو عامين عن الموعد السابق.

لماذا اختارها المحتجون؟
رغم أن الاحتجاجات عكست فجوة جيلية بين قيادات البلاد والشباب، اختار المتظاهرون شخصية مسنّة لقيادة المرحلة الانتقالية. استند الاختيار بالأساس إلى سمعة كاركي وسماتها المرتبطة بالنزاهة ورفض التدخّل السياسي في القضاء، بحسب تحقيقات شبابية سبروا من خلالها خلفية مسيرتها القضائية. قال صحفي محلي إن الناس أرادوا شخصاً يُحترم ويُوثق به أكثر من كونه شاباً بالضرورة، وأعرب بعض الناشطين عن أملهم بأن تؤدي الفترة الانتقالية إلى ظهور وجوه جديدة مع الانتخابات المقبلة.

ما الذي قامت به كاركي حتى الآن؟
أوضحت كاركي أنها ستعمل وفق رؤية “جيل زد” واعتبرت مطالب الشباب بإنهاء الفساد وتحقيق حكم رشيد ومساواة اقتصادية من أولويات حكومتها المؤقتة. أكدت أن ولايتها لن تتجاوز ستة أشهر وأن عليها إتمام مهام نقل السلطة إلى برلمان وحكومة منتخبة لاحقاً. وعينت ثلاثة وزراء جدد هم أوم برايش أغريال وزير داخلية، وراميشوار براساد خانال وزير مالية، وكولمان غيسينغ وزير الطاقة.

ماذا ينتظر نيبال؟
مع حل البرلمان، ستواجه الحكومة المؤقتة صعوبات في سن تشريعات جديدة؛ ويُثار قلق أن لا توجد حتى الآن برامج عملية لمكافحة الفساد بما يطمئن حركة “جيل زد”. علّق محللون على ضرورة أن يضمن الحكم المؤقت إجراء انتخابات حرة في موعدها وأن يضع خطة لإعادة الإعمار ومعالجة آثار الاحتجاجات، وإلا فإن الشرخ السياسي والاجتماعي قد يطول ويعيق الاستقرار والتنمية في البلاد. وأمل كثيرون أن تُنجز الحكومة الانتقالية مهمّتها بوضوح وتفتح الطريق أمام عملية انتخابية شفافة تقود إلى تجديد شرعية المؤسسات. اختياراتم تركت انطباعاً بأن الشارع يريد تغييراً جذرياً، لكن الطريق إلى ذلك لا يزال محفوفاً بالتحديات.

يقرأ  لقاء ترامب وبوتين:كم من الأراضي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا؟ — أخبار حرب روسيا وأوكرانيا

أضف تعليق