فيديو من احتجاجات نيبال يُنسب زورًا إلى تظاهرات مناهضة للفساد في مانيلا

الغضب يتفاقم في الفلبين على خلفية فضيحة فساد متعلقة بمشاريع وهمية لمكافحة الفيضانات، لكن مقطعاً متداولاً على مواقع التواصل لا يُظهر فلبينيين غاضبين يتوجهون إلى شوارع مانيـا. الفيديو المصور في الواقع التقط في نيبال خلال احتجاجات مناهضة للفساد أسفرت عن إطاحة بالحكومة الهيمالايَية.

نُشر الفيديو المحذوف لاحقاً، الذي يظهر متظاهرين يواجهون عناصر شرطة في شارع واسع تصطفّ فيه الأشجار، على منصة تيك توك في 9 سبتمبر 2025، وحصد أكثر من 99 ألف مشاهدة قبل حذفه.

أُدرجت على المقطع عبارات باللغة التاغالوغ تزعم أن المتظاهرين في طريقهم إلى مقر إقامة الرئيس في العاصمة، وأن التظاهرة تمثّل «قوة الشعب» مرة أخرى — إشارة إلى انتفاضة 1986 السلمية التي أطاحت بنظام ديكتاتوري لوالد الرئيس الحالي، الذي استمرت فترة حكمه عشرين سنة وترتب عليها إفلاس جزئي للدولة بعد سرقة قُدّرت بنحو عشرة مليارات دولار من خزائن الدولة.

تزامن تداول المقطع مع تزايد الغضب حيال مزاعم فساد تتعلق بمشروعات حكومية لمكافحة الفيضانات، حيث تبادل مقاولون وسياسيون اتهامات بالرشاوى والاختلاس. الفلبين لها سوابق طويلة في قضايا اختلاس الأموال العامة، وغالباً ما يتهرّب المسؤولون رفيعو المستوى المدانون في قضايا فساد من عقوبات سجن رادعة.

نُشر نفس المقطع أيضاً عبر حسابات تيك توك مماثلة، ما أثار موجة تعليقات من مستخدمين صدّقوا أن انتفاضة ضد إدارة الرئيس فرديناند ماركوس انطلقت بالفعل. كتب أحدهم: «يا إلهي، لماذا هذا ليس على شاشات الأخبار؟» وآخر قال: «التاريخ يعيد نفسه.»

مع أن فضيحة الفساد أثارت احتجاجات محدودة النطاق في العاصمة، فإن المقطع المتداول لا يعود لتلك التظاهرات المحلية.

حوّل تحقيق سريع بصور مفصّلة عبر محرك بحث جوجل، مستخدماً لقطات من المقطع، إلى العثور على نفس الفيديو المنشور على تيك توك في 8 سبتمبر 2025 حيث تجاوزت مشاهداته ثمانية ملايين مشاهدة. وكان تعليق صاحب المنشور يؤيد احتجاجات «زين جي» ويطالب بعدم تبذير أموال الشعب النيبالي في مظاهر البذخ، وأن تُستخدم الموارد لخدمة رفاهية المواطنين.

يقرأ  انطلاق محاكمة هاكيونغ لي المتهم بـ«جريمة الحقيبة»

تشير التقارير إلى أن الاحتجاجات الشبابية في نيبال اندلعت بسرعة وتصاعدت حتى طالت مبنى البرلمان ومقار حكومية رئيسية أحرقت أو تضررت بشدّة، وكانت لقطات المقطع متطابقة مع صور من خرائط جوجل لشارع يؤدي إلى مبنى البرلمان في كاتماندو، كما تطابقت مع صورة لوكالة الأنباء الفرنسية التقطها المراسل برابين رانابهات.

أسفرت الاحتجاجات العنيفة عن الإطاحة بالحكومة، وتسعى نيبال الآن لفرض النظام وتقييم الأضرار الناجمة عن أسوأ أعمال شغب تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية وإلغاء الملكية في 2008. وأسفرت المواجهات خلال يومين عن مقتل 72 شخصاً على الأقل وإصابة أعداد كبيرة بجروح، وفق أرقام رسمية.

وكالة الأنباء الفرنسية أيضاً فككت سلسلة من المعلومات المغلوطة الأخرى المتعلقة باحتجاجات نيبال، مؤكدة أن مقطع الشارع المتداول الذي رُوّج له على أنه في الفلبين في واقع الأمر يوثق أحداثاً وقعت في نيبال، وأنه أُعيد استخدامه لخدمة رواية خلافية حول الفساد في الفلبين. كما تبيّن أن لقطات شاشة زُعمت بأنها منشورة على فيسبوك التُقطت في 16 سبتمبر 2025 كانت جزءاً من تداول أوسع للمقطع نفسه.

من الضروري التمييز بين مواد بصرية متداولة بسرعة على المنصات الاجتماعية ووقائع الأحداث الموثقة بسياقها الزمني والجغرافي الصحيح، لتجنّب تضليل الرأي العام واستغلال المشاعر الشعبية في أزمات حسّاسة. حكومتهآ في نيبال تعمل الآن على احتواء الاضطرابات ومحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف وإصلاح الأضرار.

أضف تعليق