القاذفات الروسية بعيدة المدى تحافظ على زخم الهجمات وتُظهر صمود الأسطول رغم هجوم أوكرانيا المسمى «شبكة العنكبوت» — وزارة الدفاع البريطانية

قالت وزارة الدفاع البريطانية إن قاذفات روسيا لا تزال تهاجم أوكرانيا بوتيرة ثابتة رغم «عملية سبايدرويب».

ورصدت الوزارة أكثر من 70 صاروخ كروز أُطلقت خلال يوليو، معتبرة أن ذلك يعبّر عن “مرونة” أسطول القاذفات الروسي.

وكانت وسائل إعلام أوكرانية قد أفادت سابقًا بأن الروس اضطروا إلى تحميل صواريخ إضافية على قاذفاتهم للتعويض عن الخسائر.

في تقييم استخباراتي صدر مؤخرًا، ذكرت الوزارة أن قاذفات الطيران بعيد المدى الروسية واصلت وتيرتها الهجومية على الرغم من هجوم الطائرات المُسيَّرة الجريء في الأول من يونيو 2025.

في تحديث استخباراتي يوم الأربعاء، كتبت الوزارة أنها رصدت سبع حزم هجوم طويلة المدى أُطلقت نحو أوكرانيا في يوليو، تضمنت ما لا يقل عن 70 “ذخيرة رائدة” — وهي صواريخ كروز قوية — ما يدل على مواصلة إظهار مرونته واحتفاظه بقدراتها بعد عملية سبايدرويب.

يأتي هذا التقييم بعد ستة أسابيع من شن أوكرانيا هجومًا مفاجئًا بطائرات مسيّرة على أربع قواعد جوية داخل عمق الأراضي الروسية كانت تستضيف القاذفات الاستراتيجية وطائرات الإنذار المبكر.

باستخدام طائرات مُسيّرة تعمل بنظام العرض الأولي (FPV) ونُقلت بواسطة شاحنات، قالت أوكرانيا إنها ألحقت أضرارًا بما وصفته بأنه نحو ثلث أسطول القاذفات الروسي.

وصُفت العملية، التي عُنونت «سبايدرويب»، كأحد أبرز أمثلة الحرب غير المتماثلة التي تُمكّن من تعريض أصول عسكرية عالية القيمة للخطر، مثل قاذفة Tu-95MS التي تُقدر قيمتها بنحو 150 مليون دولار. وقد صرّح مسؤولون أوكرانيون بأن الهجوم ألحق أضرارًا تُقدَّر بنحو 7 مليارات دولار.

قبل الهجوم، كان يُعتقد أن روسيا تملك نحو 67 قاذفة استراتيجية في جردتها النشطة، وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها أوكرانيا أن تسعًا على الأقل منها تعرّضت لأضرار بالغة في عملية سبايدرويب. وأبلغت كييف عن تضرر أو تدمير ما لا يقل عن 41 طائرة إجمالًا، لكن محللين مستقلين حذروا من صعوبة تأكيد هذا الرقم بشكل قاطع.

يقرأ  كليون بيترسونلوحات جريئة ووحشية تكشف صراع البشر على السلطة

تُظهر صور فضائية آثار هجوم الطائرات المسيّرة على قاذفات Tu-95 مدمرة على مرابِطها في قاعدة بيلايا الجوية.

والأهم أن هذه الطائرات لا تُعوَّض بسهولة. يُعتقد أن روسيا أوقفت إنتاج Tu-95 وTu-22M، وعلى الرغم من استمرارها في تصنيع نسخة Tu-160 الأحدث، فقد أُبلغ عن تصنيع طائرتين فقط في السنوات الثلاث الماضية. تجدر الإشارة أيضًا إلى أن القاذفات بعيدة المدى تُشكّل أحد الأعمدة الثلاثة في الترسانة النووية الروسية.

ومع ذلك، واصلت روسيا قصف أوكرانيا بعد هجوم يونيو باستخدام مزيج من الطائرات المسيّرة الهجومية أحادية المسار والصواريخ.

تعتمد روسيا عادةً على قاذفاتها الاستراتيجية لإطلاق صواريخ كروز، وغالبًا ما تكون من عائلة صواريخ Kh الموجهة جو-أرض.

بعد عملية سبايدرويب، وقع واحد من أكبر هجمات القاذفات الاستراتيجية الروسية في 6 يونيو، عندما أفادت أوكرانيا بأن موسكو أطلقت ما لا يقل عن 36 صاروخ Kh-101 في ليلة واحدة.

ونقلت وسائل إعلام أوكرانية حينها، استنادًا إلى مصادر لم تُسمَّ، أن القوات الروسية اضطرت إلى تحميل كل قاذفة بأقصى طاقة حمولة لتعويض ضعف الأسطول.

وبالرغم من ذلك، استمرت روسيا في استخدام أسطول قاذفاتها في هجمات بارزة؛ ففي 12 يوليو أبلغت القوات الجوية الأوكرانية عن موجة أخرى تضم 26 صاروخ Kh-101 أُطلقت تجاه الأجواء الأوكرانية.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا أطلقت خلال شهر يوليو وحده أكثر من 3800 طائرة مسيّرة شَهِد (Shahed) متفجرة وحوالي 260 صاروخًا، مع أنه لم يحدد أيًّا من تلك الصواريخ كان مصدره القاذفات الاستراتيجية.

نُشر هذا التقدير الأصلِي في تقرير لِـ Business Insider.

أضف تعليق