تيمور الشرقية تتخلى عن خطة شراء سيارات مجانية للنواب بعد احتجاجات

ألغت تيمور الشرقية خطة تزويد نواب البرلمان بسيارات مجانية بعد أن خرج آلاف المواطنين إلى الشوارع للاحتجاج ضدها.

في يوم الثلاثاء أشعل المتظاهرون إطارات السيارات واحبرو مركبة حكومية، وردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع — وبعد ساعات استسلمت الحكومة للضغط الشعبي وأسقطت الخطة. (ملاحظة: استخدمت كلمة «احرقوا» بصورة عامية في وصف الحدث.)

وعلى الرغم من ذلك، عاد كثيرون إلى الشوارع، وقال أحد المحتجين لهيئة الإذاعة البريطانية إنه قدر عدد المشاركين في احتجاجات العاصِمة ديلي يوم الأربعاء بنحو ألفي متظاهر.

وبينما كانت شرارة الاحتجاجات في الأصل هي مسألة السيارات، فقد توسعت المطالب حالياً لتشمل إلغاء معاشات مدى الحياة التي تمنح للنواب المتقاعدين.

تأتي هذه الاضطرابات على خلفية موجة احتجاجية أوسع في آسيا، من نيبال إلى إندونيسيا، يقودها شباب غاضب يشكك في ما يعتبره إسرافاً وامتيازات لطبقة السياسيين.

أخبرت طالبة فضّلت عدم الكشف عن هويتها هيئة الإذاعة البريطانية أنها تعرّضت للغبار الغازي أمام حرم الجامعة.

وقالت إنها غاضبة من النواب لأنهم «يرغبون في شراء سيارات فاخرة للعمل بينما شعبهم ما يزال يعاني».

وفقاً للاتحاد البرلماني الدولي، يصل الراتب الأساسي السنوي للنواب في تيمور الشرقية إلى 36,000 دولار (حسب بيانات 2023).

هذا المبلغ يفوق بمعدل يزيد على عشرة أضعاف متوسط الدخل في البلاد، الذي قدّره تقرير حكومي عام 2021 بنحو 3,000 دولار سنوياً.

وليس اقتراح شراء السيارات جديداً؛ فقد شهدت البلاد احتجاجات دورية ضد منح سيارات مجانية للنواب منذ مطلع الألفية، كما قال قيزاريو سيسار، أحد أبرز قادة الاحتجاجات، لهيئة الإذاعة البريطانية. في عام 2008 اعتقلت الشرطة عدداً من الطلاب للاحتجاج على خطة لإنفاق مليون دولار على سيارات جديدة للنواب.

لكن الحركة تكثفت الآن وسط استمرار تزايد معدلات التفاوت والبطالة.

يقرأ  إيرلندا تهدّد بمقاطعة مسابقة يوروفيجن 2026 في حال مشاركة إسرائيل

قال سيسار: «بدأنا هذا الاحتجاج عندما قرروا شراء السيارات»، وأضاف أن المظاهرات تصاعدت لأن «الناس سئموا من الحال».

وتابع: «الناس لا يملكون وصولاً إلى تعليم جيد ولا إلى مياه وصرف صحي… نفتقر للمرافق، ومع ذلك يشرّعون قوانين كثيرة لصالح أنفسهم. نرى في ذلك ظلماً».

وأضاف الطالب البالغ من العمر ثلاثين عاماً أن النواب يملكون بالفعل سيارات توفرها الحكومة، مع وجود خطط لاقتناء سيارات جديدة رغم أن سياراتهم الحالية «ما زالت في حالة جيدة».

وصوّت البرلمان بالإجماع يوم الثلاثاء لإلغاء الخطة التي كانت تقضي بشراء سيارات تويوتا برادوا طراز برادو لكل واحد من نواب البلاد البالغ عددهم 65 نائباً.

ومع ذلك استمرت الاحتجاجات يوم الأربعاء، وأبدى بعض المشاركين تشككهم في نية الحكومة الحقيقية عن التخلي عن الخطة.

قال ترينيتو جايو (42 عاماً) لوكالة فرانس برس: «تنتشر شائعات تفيد بأن السيارات بالفعل في الطريق»، وأضاف: «لهذا السبب يقف كل هؤلاء الطلاب وأنا هنا اليوم، للتأكد من أن أموال ضرائبي لا تذهب في الاتجاه الخاطئ».

كما يطالب المتظاهرون بإصلاح قانون يضمن للنواب السابقين معاشات مدى الحياة.

تيمور الشرقية من بين الدول ذات التركيبة السكانية الشابة في جنوب شرق آسيا، إذ يزيد نسبة من هم دون الخامسة والثلاثين عن 70% من السكان، وفق تقرير للأمم المتحدة.

وتعد أيضاً من أفقر دول المنطقة، رغم أنها كثيراً ما تُستشهد كنموذج للديمقراطية بين جيرانها.

قال فيدليس لايتي ماغالهايس، وزير سابق ورئيس معهد السياسة والشؤون الدولية في تيمور الشرقية، لهيئة الإذاعة البريطانية إن «الناس اعتادوا على فكرة أن الاحتجاج جزء من النظام الديمقراطي».

وأضاف: «الحياة طبيعية في ديلي. هذه واحدة من أكبر الاحتجاجات، لكن الاحتجاجات لم تعد تثير الذعر في المجتمع».

يقرأ  الولايات المتحدة ترفع السرية عن سجلات تحقيق مقتل إيميت تيل قبيل الذكرى الـ٧٠ لشنقه

وتتزامن هذه الأحداث مع احتجاجات مماثلة شهدتها دول مجاورة في آسيا نتيجة الغضب من الفساد والتفاوت الاجتماعي. في نيبال قُتل العشرات خلال احتجاجات واسعة الأسبوع الماضي، حيث خرج جيل زد إلى الشوارع احتجاجاً على ظاهرة «أبناء المحسوبية» والنخبة السياسية، مما أدى إلى سقوط قادة البلاد خلال 48 ساعة فقط.

وفي أغسطس الماضي أدت الضغوط المعيشية وغضب مماثل من النخبة إلى احتجاجات واسعة في إندونيسيا، تصاعدت بعد وفاة سائق دراجة نارية ارتطمته مركبة للشرطة.

تقرير إضافي لغافين باتلر.

أضف تعليق