تقرير المكتب المركزي للإحصاء: عدد الإسرائيليين المهاجرين فاق عدد القادمين خلال العام الماضي

في عشية رأس السنة، يبلع تعداد سكان إسرائيل نحو 10.148 مليون نسمة، بعد أن تجاوز البلاد حاجز الـ 10 ملايين في العام الماضي.

أظهرت بيانات مكتب الإحصاء المركزي قبيل الأعياد أن قيماً جديدة تشير إلى رحيل عدد أكبر من الإسرائيليين عن البلاد خلال السنة الماضية مقارنةً بالمهاجرين القادمين، ما يعني أن ميزان الهجرة لا يزال سلبياً رغم الزيادة الكلية في عدد السكان.

خلال السنة الماضية هاجر نحو 79,000 إسرائيلياً إلى الخارج، في حين وصل حوالي 25,000 مهاجر جديد. كما دخل نحو 5,000 عبر لمّ شمل عائلي، وعاد نحو 21,000 إسرائيلي بعد فترات إقامة في الخارج. وتشير الأرقام إلى أن عمليات المغادرة فاقت بكثير الواردات، مستمرةً بذلك اتجاهًا يثير قلق صناع السياسات والديموغرافيين.

يبلغ عدد سكان إسرائيل حالياً نحو 10.148 مليوناً؛ منهم نحو 7.707 ملايين يهود وآخرون (ما يعادل 78.6% من السكان)، وحوالي 2.104 مليون عربي (21.4%). كما يقيم في البلاد نحو 260,900 من غير المواطنين.

سُجل خلال العام الماضي 181,614 ولادة، و51,888 حالة وفاة. ومنذ 7 أكتوبر 2023 وحتى نهاية السنة تقرَّب 1,267 قتيلاً من المدنيين والعسكريين جراء الحرب، ما يُشكّل حوالى 2.5% من إجمالي الوفيات. وظل السرطان السبب الرئيسي للوفاة بنسبة 23.5%، يليه أمراض القلب بنسبة 12.2%.

بين الإسرائيليين اليهود فوق سن العشرين، لا تزال الهوية العلمانية الأكثر انتشارًا؛ إذ وصف نحو 42.7% أنفسهم بأنهم علمانيون، بانخفاض طفيف من 43.5% في العام السابق. وزادت نسبة من يصفون أنفسهم تقليديين وغير متدينين من 18.9% إلى 21.5%، بينما تراجع من يصفون أنفسهم تقليديًا ودينياً من 13% إلى 12%. وشكَّل المتدينون والحريديم على التوالي نحو 12% و11.4%.

وصل معدل الراتب الإجمالي الشهري إلى 22,013 شيكل جديد، بينما بلغ المتوسط الصافي 18,237 شيكل. ظل معدل التشغيل الوطني أعلى من 60% رغم تراجع طفيف مقارنة بالعام الماضي؛ فهبط تشغيل الرجال إلى 63.9% من 64.5%، والنساء إلى 57.9% من 58.3%. وارتفع معدل تشغيل المواطنين العرب قليلاً من 47.9% إلى 48%. أما متوسط ساعات العمل الأسبوعية فبلغ 34.8 ساعة.

يقرأ  باريس تستدعي السفير الروسي احتجاجاً على خرق المجال الجوي البولندي

أظهرت بيانات الإسكان أن 62.7% من الأسر تسكن في شقق مملوكة لها، ويقوم 34.3% من هؤلاء بتسديد قروض عقارية. وكان متوسط الإنفاق الشهري للأسرة 14,526 شيكل؛ شكل الإسكان حوالي 24.8% من هذا الإنفاق، والنقل والاتصالات 18.6%، والطعام 18%.

على صعيد المؤشرات الصحية، أفاد 20.5% من البالغين (21 سنة فأكثر) بأنهم يدخنون بانتظام أو أحيانًا. ويعاني نحو 54.4% من زيادة في الوزن أو السمنة أو السمنة المفرطة، بينما يلبّي 33.7% فقط توصيات التمرين الوطنية.

تدهورت سلامة الطرق مقارنة بالعام الماضي: توفي 439 شخصًا في حوادث طرق خلال العام الماضي، بارتفاع نسبته 21.6% مقارنة بعام 2023، وأصيب 2,808 أشخاص إصابات خطيرة بزيادة 5.2%. وأفاد نحو 46.3% من البالغين (20 عاماً فأكثر) أنهم تعرضوا لغضب الطريق أو عنف مرتبط بالقيادة مرة واحدة على الأقل خلال السنة.

رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية، أظهر الإسرائيليون درجات عالية من الرضا عن حياتهم؛ فقد قال 91.1% إنهم راضون عن جودة حياتهم العامة، و66.1% عن وضعهم المالي. ومع ذلك، يظل الضغط المالي مصدر قلق: أفاد 27.4%، أي نحو 1.7 مليون شخص، أنهم يواجهون صعوبة في تغطية نفقات الأسرة، و23.3% تجنّبوا الحصول على رعاية أسنان لازمة لأسباب مالية. كما صرّح 25.8% بأنهم يشعرون بالتوتر دائمًا أو كثيرًا، و21.6% بأنهم يشعرون بالوحدة على الأقل أحيانًا، بينما أفاد نحو 22.1% بتعرّضهم للتمييز خلال العام الماضي.

مع احتفال إسرائيل ببداية سنة جديدة، تُبرز البيانات مزيجًا من النمو والضغوط: فبينما يستمر تعداد السكان بالزيادة، وبدرجة كبيرة عبر الزيادة الطبيعية، قد يشير استمرار العجز في ميزان الهجرة إلى تساؤلات أوسع بشأن فرص العمل وتكاليف المعيشة والثقة طويلة الأمد في اتّجاه البلاد.

أضف تعليق