قفزت أسهم تسلا نحو 6% يوم الاثنين بعد أن كشف الرئيس التنفيذي إيلون ماسك أنه اشترى أسهماً بقيمة مليار دولار. هذه الخطوة تعزز مساعيه للسيطرة الأكبر على الشركة، وتأتي بعد أسبوع من عرض مجلس إدارة تسلا عليه حزمة مكافآت بقيمة تريليون دولار على مدى العقد المقبل.
يُعد شراء ماسك للأسهم — وهو أول عملية شراء علنية في السوق منذ 2020 — توقيتًا حساسًا لشركة تسلا، التي تسابق الزمن لتحول نفسها إلى شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، بينما تواجه في الوقت ذاته تراجعاً في مبيعات المركبات الكهربائية.
قصص موصى بها
لكن راتب ماسك أثار انتقادات حادة. في عطلة نهاية الأسبوع الماضية أدان البابا ليو اتساع فجوة الأجور بين الرؤساء التنفيذيين من أمثال إيلون ماسك — الذي تُقدَّر ثروته الآن بنحو 367 مليار دولار — والناس العاملين العاديين، وقال إن ذلك يعد عاملاً رئيسياً في تزايد الاضطرابات العالمية.
عرضت سيارات تسلا موديل Y أثناء افتتاح تسلا أول صالة عرض لها في دلهي-NCR في أيروسيتي في 11 أوغسطس 2025 في نيودلهي، الهند (فيبين كومار/هندستان تايمز عبر غيتي إيميجز)
لماذا يشتري ماسك أسهم تسلا؟
في 12 سبتمبر اشترى ماسك، 54 عاماً، 2.57 مليون سهم (ما يمثل أقل من واحد في المئة من القيمة السوقية لتسلا)، داعماً السعر بين 372 و397 دولاراً للسهم كما تباين خلال اليوم، وفقاً لإفصاحات تنظيمية. أصبح ماسك الآن يمتلك ما يقرب من 20% من تسلا، وهو ما بدا أنه أسعد المستثمرين.
وصل سعر سهم تسلا إلى نحو 422 دولاراً يوم الاثنين — لا يزال أقل بنحو 12% من أعلى مستوى سجل له عند 479 دولاراً (الذي بلغه في ديسمبر 2024). وبعد تحركه الأخير نشر ماسك على منصة X أن ارتفاع قيمة تسلا «تنبأ به في النبوة».
لم يكن ماسك مؤسساً أصلياً لتسلا — فقد استثمر في الشركة قبل عام من تأسيسها — لكنه أصبح رئيساً لمجلس إدارتها في 2004. وطوال السنوات طالَب بحق أكبر في الملكية وبقوة تصويتية أعظم في تسلا، وقد سبق أن قال إنه يفضّل تطوير منتجات ذكاء اصطناعي وروبوتات خارج تسلا إذا لم يتمكن من السيطرة على 25% من حقوق التصويت في الشركة.
باع ماسك أكثر من 20 مليار دولار من أسهم تسلا (ما يعادل 4.6% من قيمتها السوقية) في 2022 لتمويل استحواذه على تويتر، الذي صار يُعرف الآن باسم X، مقابل 44 مليار دولار. كما يمتلك حصصاً خاصة في سبيس إكس ونيرولينك وذا بّورينغ كومباني.
هل سيحصل ماسك فعلاً على تريليون دولار؟
سيكون على الرئيس التنفيذي لتسلا أن يفي أولاً بمعايير أداء محددة. لفتح المدفوعات الكاملة البالغة تريليون دولار، يجب على ماسك رفع قيمة الشركة من نحو تريليون دولار اليوم إلى 8.5 تريليون دولار خلال عشر سنوات. عليه أيضاً أن يبيع مليون سيارة أجرة ذاتية القيادة ومليون روبوت، وأن يزيد أرباح تسلا بأكثر من 24 ضعف ما حققته العام الماضي.
تشغّل تسلا حالياً عددًا محدودًا من سيارات الأجرة الذاتية في منطقة محددة بمدينة مقرها أوستن بولاية تكساس الأميركية. وتعرف تلك المركبات باسم «روبوتاكس»، وهي سيارات ذات قيادة ذاتية مصحوبة بـ«مشرفي أمان» بشريين يمكنهم التدخل حال حدوث مشكلة.
في جانب الروبوتات كشفت الشركة عن أول روبوت شبيه بالبشر — أوبتيموس — في 2022. وفي 2024 ادعى ماسك أن تسلا ستنشر روبوتات «لاستخدام داخلي [أي لاستخدام داخل مصانعها]» في 2025، وأنها ستنتج 5000 وحدة بحلول ذلك الحين. حتى الآن لم يتحقق أيّ من هذين الوعدين.
قال ماسك أيضاً مؤخراً إن «80% من قيمة تسلا المستقبلية ستكون لأوبتيموس».
كيف ارتفعت مكافآت ماسك في تسلا بمرور الزمن؟
بعد انضمامه إلى تسلا في 2004، تقاضى ماسك مبالغ نقدية ضئيلة جداً، مفضلاً أن يُدفع له على شكل أسهم. ثم في 2018 وافق المساهمون على حزمة مكافآت تاريخية لمدة عشر سنوات مرتبطة بأهداف تشغيلية عدة — قُدِّرت قيمتها بـ2.6 مليار دولار.
مع صعود القيمة السوقية لتسلا بعد مطلع 2020 (حين كان السهم يتداول عند نحو 29.50 دولاراً)، تحققت العديد من أهداف تلك الحزمة، وتلقّى ماسك عدداً كبيراً من أسهم تسلا الإضافية. وبفضل مكاسب سوق الأسهم العامة منذ جائحة كوفيد-19، قُدِّرت مكاسب ماسك بنحو 40–60 مليار دولار.
على الرغم من أن مكافأة ماسك الهائلة أثارت تدقيقاً تنظيمياً بشأن الإفراط في التعويض، لا سيما من محكمة تشانسي في ديلاوير، فإن معظم مساهمي الشركة أعادوا التصديق على حزم دفع الرئيس التنفيذي مراراً وتكراراً.
كيف تقارن حزم رواتب الرؤساء التنفيذيين برواتب العاملين العاديين في الولايات المتحدة؟
لا تكشف تسلا عن رواتب غير التنفيذيين، لذلك يصعب القول كيف تقارن دخل ماسك بدخل العامل العادي هناك.
لكن أجر الشركات الكبرى في الولايات المتحدة نما عامةً خلال العقود الأخيرة مقارنة بأجور العمال. وفقاً لمعهد السياسات الاقتصادية، ارتفع متوسط أجر الرؤساء التنفيذيين في شركات S&P 500 — أكبر 500 شركة مدرجة في الولايات المتحدة — بنحو 1000% على مدى الخمسين سنة التي سبقت 2024.
بالمقابل، زاد راتب العامل العادي في شركة مدرجة ضمن S&P 500 بنحو 27% فقط (بعد تعديل التضخم) خلال نفس الفترة. وبعبارة أخرى، ارتفعت نسبة أجر الرئيس التنفيذي إلى أجر العامل من 30:1 إلى 350:1 خلال العقود الخمسة الماضية.
في مقابلة الأسبوع الماضي مع موقع أخبار كاثوليكي، أشار البابا ليو إلى إيلون ماسك كمثال للثروة التي قال إنها تقوّض «قيمة الحياة البشرية، وقيمة الأسرة، وقيمة المجتمع».
وعندما سُئل عن حزمة الرواتب المقترحة بقيمة تريليون دولار لتسلا، رد ليو: «ماذا يعني ذلك، وما المغزى منه؟ إذا أصبح تراكم الثروة الشخصية هو الشيء الوحيد الذي له قيمة الآن، فنحن في ورطة كبيرة.»
هل تسلا في ورطة؟
على الرغم من تحسّن سهمها أخيراً، فقد كانت أداءً من بين الأسوأ هذا العام ضمن مجموعة «السبع العظام» للتكنولوجيا — التي تضم أيضاً ألفابت وأمازون وآبل وميتا ومايكروسوفت ونيفيديا — إذ فقدت نحو 2% من قيمتها هذا العام حتى الآن.
أظهرت أحدث نتائج ربع سنوية لتسلا خسائر صافية وسط تراجع الطلب على المركبات الكهربائية وارتفاع تكاليف الإنتاج المستوردة المرتبطة بتعريفات تجارية فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. نظرة مستقبلية: تبدو الأرباح مرشحة للاستمرار في التراجع.
من المتوقع أن تتراجع مبيعات سيارات تيسلا في الولايات المتحدة بشكل أكبر خلال الربع الأخير من عام 2025، بعدما رفض ترامب تمديد الائتمان الضريبي لشراء المركبات الكهربائية للمستهلكين الأميركيين بعد أكتبر. وحتى الآن، لعبت هذه الحوافز الضريبية دوراً محورياً في جعل المركبات الكهربائية الأميركية أكثر سهولة في متناول المستهلك.