سوبيانتو الإندونيسي يعين وزير أمن جديد بعد احتجاجات دامية

المنافس السابق والجنرال المتقاعد جاماري تشانياغو يُعيّن بعد احتجاجات اقتصادية أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص الشهر الماضي

نُشر في 17 سبتمبر 2025

عيّن الرئيس الإندونيسي Prabowo Subianto جنرالاً سابقاً كان خصماً له ليشغل منصب الوزير المنسق للشؤون السياسية والأمنية، خلفاً لبودي غونوان الذي أقيل في وقت سابق من هذا الشهر. جاء هذا التغيير بعد احتجاجات عنيفة هزّت البلاد أواخر أغسطس وأسفرت عن مقتل عشرة متظاهرين.

امتدت الشرارة الأولى لغضب الشارع إلى موجة أوسع من السخط على الأوضاع الاقتصادية، بعد انكشاف تسلّم بعض السياسيين بدل سكن بقيمة 3000 دولار شهرياً — مبلغ يعادل بين عشرة وعشرين ضعف الحد الأدنى للأجور في اندونيسيا بحسب المنطقة. تصاعد العنف بشكل كبير حين أصيب سائق توصيل دراجات نارية شاب، عفان كورنياوان (21 عاماً)، إثر اصطدامه بمركبة شرطية خلال احتجاجات في العاصمة جكرتا فأدى الحادث إلى مقتله، وما لبثت الاضطرابات أن توسعت.

أسفرت الأزمة عن إقالة خمسة وزراء، من بينهم وزيرة المالية سري مولياني إندراواتي، التقنيّة التي شغلت مناصب عليا في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ويعكس قرار برابوو سوبريانتو بتعيين تشانياغو محاولة لإعادة تجميع السلطة عبر استبدال الوزراء ذوي الأداء المتدنّي بمسؤولين أقرب إليه أو أكثر قدرة على تنفيذ سياساته.

كما شهدت الفترة الأخيرة تعيينات لجنرالات متقاعدين في مواقع مؤثّرة واستخداماً أوسع للقوات المسلحة في مهام مدنية وأمنية متنوّعة، شملت إدارة التظاهرات في الشوارع، تنفيذ برامج وجبات مدرسية مجانية ومشروعات للأمن الغذائي، تصنيع أدوية، وحتى الاستحواذ على مزارع زيت النخيل لصالح شركة حكومية جديدة.

تاريخ الخصومة

كان تشانياغو واحداً من سبعة جنرالات تشكّلوا في ما عرف بمجلس ضباط الشرف الذي تأسّس عام 1998 في خضم تحقيقات حول اختطاف ناشطين معارضين لنظام الرئيس السابق سوهارتو في أيام حكمه الأخيرة. حينذاك كان سوبريانتو قائداً عسكرياً، وخلص تحقيق المجلس إلى اتهامه بـ«سوء تفسير أوامر» رؤسائه، ما أدّى إلى إبعاده من الخدمة عام 1998 بعدما اتُهمت عناصر من قوات كواباسوس بتورّطها في اختطاف وتعذيب معارضين سياسيين.

يقرأ  الشرطة الأمريكية: مطلق النار على كنيسة مينيابوليس كان يقدّس القتلة الجماعيين— أخبار العنف المسلّح

من بين 22 ناشطاً اختفوا في تلك الحملة، لا يزال 13 منهم مفقودين. حوكم عدد من أفراد وحداته وأُدِينوا، لكن سوبريانتو لم يُحاكم، ولم يرد هو بنفسه على تلك الاتهامات، واختار اللجوء إلى المنفى الاختياري في الأردن عام 1998. في مايو من ذلك العام، تولى تشانياغو قيادة احتياط الجيش الاستراتيجي (كوسترد) خلفاً لسوبريانتو في لحظة سياسية شديدة التوتّر عقب سقوط نظام سوهارتو.

أضف تعليق