مأساة قبالة سواحل طبرق: عشرات القتلى بعد غرق قارب كان على متنه غالبية لاجئين سودانيين
أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ليبيا أن 13 شخصًا فقط نجوا من قارب كان يقلّ 74 شخصًا، غرق قبالة سواحل مدينة طبرق شرق ليبيا، فيما لا تزال عشرات الأسماء في عداد المفقودين، حسب منشور للمفوضية على وسائل التواصل الاجتماعي الأربعاء.
من جهتها، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن ما لا يقل عن 50 شخصًا لقوا حتفهم بعد احتراق القارب. وأفادت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة بأنها قدمت دعماً طبياً لـ24 ناجياً.
المفوضية شددت على أن المسارات الآمنة والقانونية متاحة لعدد ضئيل جداً من الأشخاص، وأن الحل الحقيقي يكمن في إنهاء الحرب في السودان لكي تتمكن العائلات من العودة إلى ديارها بأمان بدل خوض هذه الرحلات الخطرة.
المتحدثون بالمفوضية أعادوا التأكيد على الحزن العميق إزاء الحادث الثاني قبالة طبرق في 13 سبتمبر، حيث غرِق القارب الذي كان يقلّ في معظمه لاجئين سودانيين — نجاة 13 فقط، وتعازينا الحارة لأسر وذوي الضحايا.
أدى النزاع في السودان بين القوات النظامية والميليشيات شبه العسكرية إلى نزوح أكثر من 140,000 لاجئ إلى ليبيا خلال العامين الماضيين، ما يوازي تقريباً ضعف عدد اللاجئين السودانيين في البلاد.
تأتي هذه الكارثة في سياق موجة حوادث متكررة على طريق البحر الأبيض المتوسط؛ ففي أغسطس لقي 27 شخصًا على الأقل حتفهم بعد غرق قاربين قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وفي يونيو خشي أن يكون 60 لاجئاً ومهاجراً فقدوا وغُرقوا بعد غرق سفينتين قبالة ليبيا.
بحسب المنظمة الدولية للهجرة، فقد مات ما لا يقل عن 456 شخصًا، وأُبلغ عن 420 مفقودًا على طول طريق وسط البحر المتوسط بين 1 يناير و13 سبتمبر.
تعد ليبيا، التي يعيش عليها نحو 867,055 مهاجراً، نقطة عبور رئيسية للراغبين في الوصول إلى أوروبا منذ سقوط معمر القذافي في 2011. وبعد الإطاحة به، عجزت البلاد عن بناء دولة قوية، وانقسمت بين حكومتين متنافرتين، فيما تتكرر الاشتباكات بين الميليشيات في مناطق غنية بالنفط.
وثّقت منظمات حقوقية ووكالات الأمم المتحدة انتهاكات ممنهجة ضد اللاجئين والمهاجرين في ليبيا، شملت التعذيب والاغتصاب والابتزاز.