مجلة جوكستابوز تيموثي كورتيس «وجه نحو الشمس» غاليري ألمين ريش — نيويورك، أبر إيست سايد

تيموثي كيرتس — «وجهاً إلى الشمس» في معرض ألمين ريتش بنيويورك

عرض رئيسي في مدينة نيويورك يسلط الضوء على الفنان المولود في فيلادلفيا تيموثي كيرتس، حيث يتخذ العمل الفني في هذه المجموعة شكل اتجاه الوجه صوب شمس دافئة تمثل الحرية. تتكرر في المعرض ثيمة الزهور كرمز للسعادة والنزوع نحو النور، وهي صورة استعارتها لوحات كيرتس لتعبر عن نشوة الإبداع والتموضع في فضاء أوسع. لقد أسس كيرتس مسيرة متميزة لاسيما باعتباره فناناً ذاتيّ التعلم، مع معارض منفردة في طوكيو ونيويورك وبرلين وباريس، ومشاركات في معارض جماعية مثل مركز الرسم في نيويورك وأكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة في فيلادلفيا، ومعرض ساشي في لندن ومتحف بيكاسو مالقة في إسبانيا.

عند مدخل قاعة ألمين ريتش على الجانب الشرقي العلوي لمانهاتن تستقبل الزوار ثلاث نوافذ بزخارف زجاجية ملونّة تحمل بعض رموز كيرتس المميزة: الوجوه والزهور. النوافذ الزجاجية الملونة تشكّل عنصراً معمارياً بارزاً في بيوت الصفوف في مدينته الأصلية، مانحة المساكن البسيطة هيبة وأناقة. بالقرب من هناك يتدلى عمل بعنوان «الزمن الضائع» محفور عليه علامات عدّ تمتد لسنوات، تذكير بعقد أمضاه الفنان في بناء حياته عبر الفن، وبمشروع جداري علمه لأسرى مؤبدين في سجن بولاية بنسلفانيا لمساعدتهم على التعبير والتأهيل. العمل يجمع بين التجريد ودلالاتٍ شخصية عميقة.

المعرض الجديد يستكمل دوافع بصريّة وظّفها كيرتس سابقاً في معرضه الأخير لدى ألمين ريتش بباريس عام 2023 تحت عنوان «الزهور ذاتية السقاية». زهور كيرتس تنتمي إلى تقليد تصويري عريق لكنها تتقاطع خصوصاً مع إرث اثنين من أبناء بنسلفانيا: رسّام الخزف الشامي شيم توماس وأندي وارهول، الذي اشتهر أيضاً بتجسيداته للوجوه والزهور.

تتواصل خطوط العمل مع عروض حديثة في أتلانتا وذا كَرنت في ستو بفيرمونت. في عرض أتلانتا طغت مواضيع بقع الحبر وشبكات الوجوه التي تشكل «مخططات المشاعر»، مفاهيم صاغها الفنان أثناء فترة سجنه. وفي ذا كَرنت تناول العلاقة بين خزف بنسلفانيا والجرَافيتي — نمط آخر يجيده كيرتس.

يقرأ  إل إيه لوفر تغلق صالة العرض وتنتقل إلى نموذج عمل خاص

«وجهاً إلى الشمس» يضم جداراً من الرسومات، الشكل الأكثر مباشرة لعلامة اليد، وهو نوع يشتغل عليه كيرتس بشبه هوس؛ قطع تمتد من 2010 إلى اليوم وتستعرض سماته البصرية الأصيلة: الوجوه، الدراجات، منظورات المدينة، ومواضيع الحرية والقيْد. قاعة العرض الرئيسي تجمع عدة لوحات جديدة مترابطة ضمنياً، مرتبة حول مجموعة من الأشياء المعاد استعمالها التي أصبحت بمثابة منهل إنتاجي لأعماله وموضوعة على قاعدة تشبه المَندوب.

في وسط القاعة بستان من أماكن الخزف المصبوغ بطلاء أزرق كوبالت مميز لمنطقة بنسلفانيا، غالباً ما تتكرر عليه أشكال التوليب ووجوه «الرجل في القمر». بصبغِه لرموزه على أمثلة تاريخية من خزف بنسلفانيا، يدخل كيرتس في حوار مع الماضي؛ وتقف الأواني فوق قاعدة منخفضة من الطوب، تذكيراً بالدور المعماري البارز للطوب في مشهد فيلادلفيا المبني، بما في ذلك الهندسة الفيكتورية لأكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة، أحد أقدم متاحف ومدارس الفن العاملة باستمرار في الولايات المتحدة. تلك الطُفُلِ (الأفران) نفسها صَنعت الطوب الذي صُنع منه خزف بنسلفانيا المميز، الذي يحتل مكانة خاصة لدى الفنان.

قماش كبير بعنوان «فلنتذكّر الحب» مطلى بنفس الأزرق الكوبالتي؛ سطحه مغطى ببتلات أزهار، تبرز منها وجهان مبسّطان يحدقان بحنان في بعضهما. هذه الوجوه تمثل ثيمة قديمة لدى كيرتس، مستلهمة من رمز الابتسامة الذي ابتكره هارفي روس بول وانتشر عبر إخوة فيلادلفيا برنارد وموراي سباين، كما تستدعي أيضاً «رجل القمر» في خزف المنطقة.

لوحة كبيرة أخرى تظهر رجلاً على دراجة، صورة تحمل معنى ثرياً بالنسبة لفنان عمل لسنوات مراسلاً بالدراجة. مثل الزهور والوجوه، للدراجة تاريخها في الفن؛ ففنانون مثل فيرنان ليجيه وجورج براك تناولوا الدراجة كرمزّ للحرية خصوصاً في زمن الحروب. في أعماله السابقة غالباً ما صورها مكسورة أو مقفلة، لكن في إحدى اللوحات الجديدة يهرول رجل على دراجة حاضراًً لوحة كيرتس معه — لوحة داخل لوحة، رمز للانعتاق عبر المصنوعة الفنية.

يقرأ  يبقى الاهتمام بالفن الآسيوي قويًا رغم تحديات سوق الفن

رغم اعتماده على رموز مألوفة، فإن إحساس الحرية يتصاعد في هذه المجموعة. كما يقول الفنان: «كل شيء يدور حول النماء.»
— برايان بوشر

(ملاحظة صغيرة: بعض التفاصيل موضوعة في سياقٍ جديد لتؤكّد على التطور الإبداعي لدى الفنان وتضفي على المعرض صبغة تأملية ومعمارية في آن واحد.)

أضف تعليق