مع اندلاع فيضانات مفاجئة في منطقة الهيمالايا بالهند في شهري يوليو وأغسطس، انتشر على منصات التواصل مقطع يُظهر شاحنة تكاد تُبتلعها كتلة من الانهيارات الصخرية، وزعمت منشورات أنه يصوّر حادثاً في ولاية هيماتشال برادش الشمالية. لكن التحقيق البصري ورصد الإطار أكدا أن المقطع مُستخلف: الفيديو منشور سابقاً ضمن تقارير عن انهيار أرضي في مقاطعة سومطرة الغربية عام 2024، وأنه في الواقع من اندونيسيا.
منشور هندي نُشر على فيسبوك في 1 أغسطس 2025 وصف الحادث بأنه «انهيار أرضي في تشامبا: شاحنة تهرب من الموت»، وحصل المقطع الذي شاركته حسابات عدة على أكثر من 132 ألف مشاهدة. المُشاركات نفسها تداولت المقطع على فيسبوك وإنستغرام وThreads مدعية أنه مرتبط بالأمطار الغزيرة التي ضربت هيماشال برادش وأوتاراخاند وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 69 شخصاً في الشمال الهندي خلال موسم الرياح الموسمية.
على الرغم من هذه الادعاءات، أظهر بحث عكسي على صور الإطارات (keyframes) أن نسخة أطول من الفيديو نُشرت في 20 مايو 2024 على موقع يوتيوب، مع نسب العمل لوكالات أخبارية بينها رويترز وNewsflare. النسخة الأصلية، المنشورة أيضاً على موقع Newsflare، عنونت الحادث: «شاحنة صهريج تحمل زيت النخيل الخام تكاد تُطمرها انهيارات أرضية في سومطرة الغربية بإندونيسيا في 17 مايو»، وأكدت التقارير عدم وقوع إصابات بشرية مبلّغة.
كما لاحظ المحققون أن المقطع المروج له على شبكات التواصل كان مقلوباً أفقياً مقارنة بالأصل، ما يُدلّ على محاولة لتغيير المشهد بصرياً. ونشرت وسائل إعلام إندونيسية مثل CNN Indonesia وSINDOnews المقطع في تقارير عن الحادث في مايو 2024.
أسفرت أمطار متواصلة في غرب إندونيسيا خلال الفترة نفسها عن انهيارات طينية وحمم باردة تدفقت من بركان نشط، وغمرت الطرق والمنازل والمساجد، وسُجلت عشرات القتلى والمفقودين حسب تقارير مايو 2024. ومن جهتها أكدت مراسلة لوكالة فرانس برس أن المركبة الزرقاء والبيضاء الظاهرة في المقطع هي شاحنة صهريج تابعة لشركة النفط الوطنية الإندونيسية «برتامينا»، وما أثبتته تقارير سابقة عن ترميز ألوان تلك المركبات.
باختصار: الفيديو الذي أُعيد تداوله على أنه من انهيارات في شمال الهند ليس من هناك، بل يصوّر حادثة انهيار أرضي على طريق ترانس-سومطرة في اندونيسيا في مايو 2024، وتم تداوله لاحقاً بصورة مضلّلة ومعدّلة بصرياً.