لم تشهد حركة “الليكود العالمي” مواجهة من هذا النوع خلال العقدين الماضيين.
قضت محكمة الليكود الإسرائيلية بصلاحيتها التدخّل في شؤون الليكود العالمي، رغم إنكار محامي الليكود العالمي القاطع لولاية محكمة الليكود الإسرائيلية على شؤون الفرع الدولي للحزب.
اعلن هذا الخبر حصريًا لصحيفة “جيروزاليم بوست” يوم الخميس.
الليكود العالمي هو الجناح الدولي لحزب الليكود الذي يربط أنصار الحزب خارج إسرائيل بالمقر المركزي داخل البلاد؛ ينظم مؤتمرات مثل مؤتمر الليكود العالمي ويشغّل برامج للتواصل مع الشتات. وضمن هذا الفرع تعمل محكمة الليكود كأعلى مرجعية قضائية داخل الحزب.
عُقدت يوم الأربعاء جلسة استماع لحل سلسلة نزاعات تنبع من صراع أوسع حول مستقبل الليكود العالمي.
أُجريت الجلسة في محكمة الليكود العليا بين المرشحين لقيادة الليكود العالمي: الوزير ميكي زوهر ويعقوب حاجويل، رئيس المنظمة الصهيونية العالمية.
انطلقت المسألة بعدما لاحظ الوزير زوهر شذوذات وإخلالات في آلية انتخاب أعضاء الليكود العالمي، ومن بينها خلاف حول هوية المندوبين الذين يحق لهم التصويت في مؤتمر الليكود العالمي الذي يحدد من سيقود الحركة خلال السنوات الخمس المقبلة.
تراوحت الخلافات الأساسية بين ثلاثة محاور: أولًا، يرى زوهر أن بعض البلدان لا تمتلك فروعًا رسمية منظمة للليكود؛ ثانيًا، يرغب الليكود العالمي في إجراء انتخابات سرية وإلكترونية لأول مرة، بينما يطالب زوهر بأن يكون التصويت علنيًا؛ ثالثًا، ثمة إشكالية تتعلق بتسجيل بعض المندوبين تلقائيًا بحكم مناصبهم بما يخالف دستور الليكود. وأخيرًا، كان الخلاف الأبرز حول هوية المندوبين الذين ستقدّمهم إلى المؤتمر ائتلافية ZOA الممثلة لليكود في الولايات المتحدة.
كرر محامو الليكود العالمي رفضهم القاطع لولاية محكمة الليكود الإسرائيلية على قضايا الفرع الدولي، وهو موقف وصفه الوزير زوهر بـ”العبثي”، ويرجع، بحسبه، إلى خشية الليكود العالمي من صدور قرارات قد تضر بمصالح حاغويل.
بعد نحو أربع ساعات من النقاش المحتدم، أصدرت محكمة الليكود قرارًا حاسمًا بأن لها—بموجب دستور الليكود—الولاية للتدخّل في شؤون الليكود العالمي وإلغاء قرارات محكمة الليكود داخل الفرع الدولي.
طالبت المحكمة الليكود العالمي بالإعلان عن قبولها لهذه الولاية، وهو ما رفضه كل من الليكود العالمي ويعقوب حاغويل.
أبلغت مصادر مطلعة الصحيفة أن رد فعل حاغويل كان شديدًا، وأنه يدرك أن الوقت يصب تدريجيًا في صالح الوزير زوهر الذي كسب أرضية دعم متزايدة بين أعضاء الشتات، ولا سيما بعد حصوله على تأييد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وصفت مصادر مقرّبة من حاغويل أن مثل هذه المواجهة لم تشهدها الحركة خلال عشرين سنة، فيما يُعدّ الحكم نجاحًا بارزًا لزوهر الذي حشد دعمًا ملموسًا من مندوبين في الشتات.