انقطاع الاتصالات يضرب غزة — تقدم الدبابات الإسرائيلية

مع تقدم القوات الإسرائيلية في هجوم بري على غزة، أفادت مصادر بأن خدمات الإنترنت والهواتف توقفت عن العمل بشكل مفاجئ، ما اعتُبر مؤشرًا على تصعيد محتمل للعملية البرية.

قال سكان إن دبابات إسرائيلية ظهرت في منطقتين من مدينة غزة تُعدّان بوابتين إلى مركز المدينة، فيما انقطعت خطوط الاتصال عبر قطاع غزة بأكمله، في علامة على أن العمليات الأرضية قد تتسع في أي لحظة.

تسيطر القوات الإسرائيلية على الضواحي الشرقية لمدينة غزة، وخلال الأيام الماضية كثفت قصفها لمناطق الشيخ رضوان وتل الهوى، من مواقع تهيئها للتقدم نحو المناطق الوسطى والغربية التي يحتمي فيها أغلب المدنيين.

«انقطاع الانترنت والهواتف نذير شؤم. كان دائمًا إشارة سيئة؛ شيء وحشي جدًا سيحدث»، قال إسماعيل، الذي اكتفى بذكر الاسم الوحيد، مضيفًا أنه اضطر لاستخدام الشريحة الإلكترونية (e‑SIM) والارتقاء إلى أماكن مرتفعة لالتقاط إشارة ضعيفة.

قالت شركة الاتصالات الفلسطينية في بيان إن خدماتها قطعت «بسبب العدوان المستمر واستهداف مسارات الشبكة الرئيسية». ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلبات التعليق بشأن انقطاع الاتصالات.

مع توجيهات بإخلاء سكان مدينة غزة نحو الجنوب، تحرك مئات الآلاف من المشردين من شمال القطاع إلى مناطق وسطى وجنوبية، بينما ظل عدد كبير منهم في بيوتهم المدمرة أو في مخيمات عشوائية لا تقي من القصف.

وجاء في أحدث بيان للجيش الإسرائيلي أنه يوسع عملياته داخل مدينة غزة لتفكيك بنى تحتية «إرهابية» والقضاء على «مسلحين»، مع استمرار نشاطاته في خان يونس ورفح جنوبًا.

تؤكد إسرائيل أن هدفها القضاء على حماس في معاقلها وتحرير آخر الرهائن المحتجزين في غزة، لكن الهجوم الأخير، الذي يُعدّ الأكبر بعد عامين من الحرب المدمرة، أثار إدانة دولية واسعة.

فرّ منذ إعلان إسرائيل في 10 أغسطس/آب عزمها السيطرة على المدينة مئات الآلاف من سكان غزة، ومع ذلك بقي عدد كبير من الأهالي في منازلهم المدمرة أو في مخيمات مؤقتة تفتقر إلى الحدّ الأدنى من المقومات.

يقرأ  ١٥٠ نكتة فائزة عن كرة القدملتدغدغ عصب الضحك

قال بسام القنّو، مهجرٌ يقيم مع نحو ثلاثين من أفراد الأسرة في مخيم مرتجل على الشاطئ، إنهم «لا يملكون وسيلة للخروج ولا مكانًا يذهبون إليه». وأضاف أن الأطفال لا ينامون من شدة انفجارات الصواريخ من البحر والجو والبر.

تقوم القوات بنشر منشورات تُحث السكان على التوجّه إلى «منطقة إنسانية» محددة في جنوب القطاع، لكن وكالات الإغاثة تحذّر من أن الأوضاع هناك كارثية، تفتقر إلى الغذاء والدواء والمساحة والمأوى الكافي.

على طول الطريق الساحلي، تحرّك قافلة غير منقطعة من مركباتٍ صُنعت لكل مستويات النقل — من عربات يدوية وسيارات محطمة إلى شاحنات محملة — متجهة جنوبًا، محمّلة بالمراتب وعبوات الغاز والعائلات بأكملها فوق أمتعتهم.

«نتجه لننام في الشوارع على شاطئ البحر هكذا حافيين، لا نعرف إلى أين نذهب»، قال ياسر صالح وهو يقف على طرف مقطورة مهترئة تُجرّ بسيارة.

أفاد سكان في الشيخ رضوان، شمال مركز المدينة والتي تعرّضت لقصفٍ عنيف خلال الأيام الأخيرة، أنهم شاهدوا دبابات في قلب حييهم، ما يزيد من حالة الرعب والتهجير لدى المدنيين.

أضف تعليق