البيت الأبيض ينفي أي تورط في الصفقة رغم لقاء رئيس شركة نفيديا بالرئيس ترامب قبل يوم واحد
نُشر في 18 سبتمبر 2025
تعلن نفيديا عن استثمار قدره 5 مليارات دولار في إنتل، داعمةً بذلك الشركة الأميركية المتعثرة، من دون أن تمنحها صفقة تصنيع حاسمة حتى الآن. وأفادت الشركة، ومقرها سانتا كلارا في كاليفورنيا، بالإعلان يوم الخميس.
اتفاقية الاستحواذ تتضمّن أيضاً خطة لتطوير مشروعات مشتركة لمعالجات الحواسيب الشخصية ومراكز البيانات بين إنتل ونفيديا، ما يمثل مخاطر محتملة لشركة تايوان لصناعة الرقائق (TSMC)، التي تصنّع حالياً المعالجات الرائدة لِـنفيديا — نشاط قد تنتقل إليه يومًا ما أقوى شركات العالم. كما أن دعم نفيديا لإنتل قد يضر بمصالح AMD، المنافسة لإنتل في تزويد مراكز البيانات بالشرائح.
أعلنت نفيديا أنها ستدفع 23.28 دولارًا للسهم الواحد من أسهم إنتل العادية، وهو سعر أقل بقليل من إغلاق سهم إنتل عند 24.90 دولارًا يوم الأربعاء. مع ذلك، يظل هذا السعر أعلى من مستوى 20.47 دولارًا للسهم الذي دفعته الحكومة الأميركية عندما اشترت حصة 10% في إنتل الشهر الماضي — تطور استثنائي.
البيت الأبيض نفى أي دور له في الصفقة، التي جاءت بعد يوم واحد فقط من لقاء رئيس نفيديا جنسن هوانغ بالرئيس دونالد ترامب يوم الأربعاء.
فرصة جديدة لإنتل
سيجعل استثمار نفيديا الأخير منها أحد أكبر المساهمين في إنتل، حيث قد تملك نحو 4% أو أكثر من الشركة بعد إصدار أسهم جديدة لإتمام الصفقة. يمثل دعم نفيديا انفتاحًا جديدًا أمام إنتل بعد سنوات من محاولات إعادة الهيكلة التي لم تؤتِ ثمارها.
عينت إنتل رئيسًا تنفيذيًا جديدًا، ليب-بو تان، في مارس، وتعهد بتقليص الهدر وبناء قدرة تصنيع إضافية فقط عندما يتوافق ذلك مع الطلب الفعلي. والأهم أن الاتفاق لا يشمل نشاط تصنيع العقود لدى إنتل (المعروف باسم الـ“فاوندري”) لصالح نفيديا. معظم المحللين يرون أنّ بقاء فاوندرِي إنتل يعتمد على كسب عميل كبير مستقبلاً مثل نفيديا أو آبل أو كوالكوم أو برودكوم.
إضافة إلى ذلك، تعزز الصفقة احتياطي رأس المال الذي جمعتْه إنتل بعد أن أعلنت قبل أسابيع عن استثمار بقيمة 2 مليار دولار من سوفت بنك وتلقت 5.7 مليار دولار من الحكومة الأميركية. وقال ديفيد زينسنر، المدير المالي لإنتل، لمستثمرين في مؤتمر بنك دويتشه الشهر الماضي إن الشركة في «وضع نقدي جيد» ولن تحتاج إلى كثير من رأس المال الإضافي حتى يظهر طلب كبير على عملية التصنيع التالية 14A، التي تنوي إنتل استثمار مبالغ كبيرة لبنائها.
بموجب الاتفاق، تخطط إنتل لتصميم معالجات مركز بيانات مخصّصة ستقوم نفيديا بتجميعها مع شرائحها المخصّصة للذكاء الاصطناعي (GPUs). تتيح تقنية ملكية لِـنفيديا تواصلًا أسرع بين رقائق إنتل وشرائح نفيديا مقارنة بما كان متاحًا سابقًا. وتُعد هذه الروابط فائقة السرعة عنصرًا فارقًا في سوق الذكاء الاصطناعي، إذ غالبًا ما يجب ربط عدة شرائح معًا لتعمل كوحدة واحدة لمعالجة كميات ضخمة من البيانات.
حاليًا، تُطرح خوادم الذكاء الاصطناعي الأكثر مبيعًا لدى نفيديا بمعالجاتها وروابطها السريعة فقط، لكن الاتفاق يمنح إنتل فرصة للتكافؤ مع نفيديا ويتيح لها إمكانية تحقيق عوائد من كل خادم نفيديا يُباع.
في وول ستريت، تتجه أسهم نفيديا صعودًا؛ حتى الساعة 12 ظهرًا في نيويورك (16:00 بتوقيت غرينتش) سجلت ارتفاعًا بأكثر من 3.4% منذ افتتاح السوق، بينما قفزت أسهم إنتل بأكثر من 29% خلال اليوم، في تحرك يعكس توقعات المستثمرين إزاء آثار الصفقة على الطرفين. المسااواة في الفرص بين الشركتين قد تغيّرْ ديناميكيات سوق الرقاقات العالمي.