دي بي وورلد: رهان بقيمة ٢٩ مليون دولار على قطاع التخزين المبرد في مصر

تشهد منطقة شمال إفريقيا والشرق الاوسط انفجاراً في قطاع سلسلة التبريد؛ السوق متوقع أن يبلغ حجمه 41.1 مليار دولار بحلول نهاية عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 8.8%، بحسب تقديرات شركة بي سي سي ريسيرش. وفي سياق هذا التوسع، أعلنت شركة دي بي وورلد عن خطة لإنشاء منشأة متطورة للتخزين البارد في مصر، وتحديداً في منطقة الأولى التابعة للدولة.

انضم إلى قادة صناعة الشحن لتشكيل مستقبلها في مهرجان F3: مستقبل الشحن، الذي يقام في 21–22 أكتوبر. فرصة للتواصل مع أفضل الفاعلين واكتشاف التوجهات القادمة.

تبلغ قيمة الاستثمار نحو 29 مليون دولار (ما يقارب 1.4 مليار جنيه مصري)، وسيشمل إنشاء مستودع بمساحة 174,311 قدم مربع داخل الحديقة الصناعية التابعة لشركة السويدي. ويتضمن المشروع ثماني حجرات خاضعة للمراقبة الحرارية تخزن السلع المبردة والمجمدة، والفواكه، والخضروات، ومنتجات الألبان، بسعة تقارب 25,000 موقع لوضع المنصات (البالِت).

وصف محمد شهاب، المدير العام لـ دي بي وورلد مصر، المشروع بأنه «خطوة كبيرة لتعزيز قدرات مصر في سلاسل التبريد وخلق فرص جديدة للتجارة والصناعة».

تأتي هذه المنشأة في وقت لا تزال بنية التخزين الغذائي في إفريقيا متواضعة للغاية، إذ تغطي أقل من 30% من الإنتاج السنوي. يسهم نقص حلول سلسلة التبريد الملائمة في خسائر ما بعد الحصاد الكبيرة؛ حيث يضيع نحو 40% من السلع سريعة التلف و20% من بقية المنتجات الغذائية سنوياً على طول سلسلة الإمداد.

هذا التطور يتجاوز مواجهة نقص المباني فقط؛ إنه مؤشر على طموح مصر لسد أحد أكبر تسريبات القيمة الاقتصادية في القارة. بالنسبة للشركات الزراعية، فإن توفر مخزن مبرد يمكن التنبؤ به قد يعني الفارق بين الربح والإفلاس.

أما المستهلكون فسيستفيدون من منتجات أكثر نضارة وإمدادات أكثر موثوقية. ومع ذلك، فإن بناء المنشأة يعد نصف المعركة فقط؛ فاستمرارية النجاح مرهونة بسلامة التشغيل—من توفر الطاقة والصيانة والربط بالنقل إلى وجود قوة عاملة ماهرة—وهي العوامل التي ستحدد ما إذا كان المستثمر سيجني عائداً مجدياً أم يتحول المشروع إلى بنية تحتية منخفضة الاستخدام.

يقرأ  ما مدى أهمية مدينة غزة بالنسبة لحركة حماس؟

إذا أُنشئت وأُديرت بشكل جيد، فقد تصبح مرجعاً لمعايير التخزين البارد في القارة. لكن ذلك يتوقف بدرجة كبيرة على الحوكمة، والدعم التنظيمي، والقدرة على الاندماج في الشبكات التجارية الإقليمية والعالمية؛ عندها فقط تنتقل البنية من الوعد إلى الأداء.

أبرز محركات النمو الخمسة التي ذكرتها بي سي سي ريسيرش:

– تزايد الطلب على السلع سريعة التلف: التحضر، ونمو السكان، وارتفاع الدخول المتاحة تزيد من استهلاك الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان والمأكولات البحرية والمنتجات الصيدلانية الحساسة للحرارة.

– نمو التجارة الإلكترونيه والبقالة عبر الإنترنت: مع تحول المستهلكين إلى التسوق الرقمي للمواد الغذائية، ازداد الطلب على لوجستيات السلسلة الباردة الفعالة لمرحلة الميل الأخير في المراكز الحضرية.

– تشدد أنظمة سلامة الغذاء والدواء: تشدد الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الضوابط على تخزين الغذاء والدواء، مما يشجع اعتماد حلول تبريد متقدمة للامتثال.

– الاستثمار في التخزين البارد والتقنيات الذكية: تعتمد المستودعات الذكية وأنظمة المراقبة اللحظية والأتمتة لتحسين الكفاءة وتقليل التلف.

– الموقع الاستراتيجي للتجارة العالمية: بفضل الوصول إلى أوروبا وآسيا وإفريقيا، تظل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نقطة عبور حيوية للسلع الحساسة لدرجات الحرارة.

أضف تعليق