قاضٍ فدرالي أميركي يوبّخ مزاعم إدارة ترامب بشأن رغبة أولياء أمور القُصَّر في ترحيل أبنائهم
أصدر قاضٍ أميركي أمراً يحظر على إدارة الرئيس دونالد ترامب الشروع في ترحيل أطفال غواتيماليين غير مرافقيين ممن لا زالت قضاياهم الهجرية قيد النظر، إلى أن تُحسم الطعون القانونية المتعلقة بهذه الخطوة.
القاضي تيموثي كيلي، المعين في منصبه بمرسوم من إدارة ترامب والمتمركز في واشنطن العاصمة، أبقى يوم الخميس على قرار قضائي سابق يوقف تنفيذ السياسة محل النزاع، موجهاً انتقادات لاذعة إلى تصريح الإدارة غير المُدعّم بأن أهالي هؤلاء الأطفال طالبوا بترحيلهم.
حاولت الإدارة تنفيذ عملية مفاجئة صباح يوم 31 أغسطس ترحيل 76 قاصراً غواتيمالياً كانا محتجزين لدى السلطات الأميركية، ما أثار دعوى قضائية وجلسة طارئة أدت موقتاً إلى إيقاف تلك الخطوة.
أعلن محامي وزارة العدل درو إنساين في البداية أن أهالي الأطفال طلبوا عودتهم إلى وطنهم، لكن الوزارة تراجعت لاحقاً عن هذا الادعاء.
وجاء التراجع بعد نشر وكالة رويترز تقريراً داخلياً صادر عن مكتب المدعي العام في غواتيمالا أظهر أن غالبية أولياء أمور نحو 600 طفل غواتيمالي محتجزين في الولايات المتحدة لم يكن بالإمكان الاتصال بهم. ومن بين الذين تم التواصل معهم، عبّر كثيرون عن عدم رغبتهم في إعادة أطفالهم إلى غواتيمالا، بحسب التقرير.
في رأي قضائي مؤلف من 43 صفحة، قال كيلي إن تفسير إدارة ترامب «انهار كبيت من الكروت» أمام معطيات التقرير الغواتيمالي.
وأضاف القاضي في نص حكمه: «لا يوجد دلي أمام المحكمة يُثبت أن أولياء أمور هؤلاء الأطفال سعوا لإعادتهم».
وقضت المحكمة الفدرالية بمنع الترحيل السريع للأطفال الغواتيماليين غير المرافقين الذين لم يصدر بحقهم قرار نهائي بالترحيل أو لم يمنحهم وزير العدل الأميركي إذناً بالمغادرة، طالما أن قضاياهم لا تزال نشطة.
وذكر الحكم أن الأطفال نُقلوا فجأة من أسرة ملاجئهم في منتصف الليل، ثم حُوّلوا إلى المطارات ونُقل بعضهم على متن طائرات، ما تركهم في حالة من الخوف والارتباك.
وفي مأوى في مدينة مكالن بولاية تكساس، كانت فتاة صغيرة مرعوبة لدرجة أنها تقيأت، وفق ما استند إليه القاضي من أدلة مقدمة في القضية.
قالت تريشا ماكلوغلين، متحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي الأميركية، إن القرار سيمنع إعادة الأطفال إلى ذويهم، ووصفت الأمر بأنه «محزن ولا أخلاقي».
الأطفال المهاجرون الذين يصلون إلى حدود الولايات المتحدة دون والد أو وصي يُصنّفون كـ«غير مرافَقين» وتُحال رعايتهم إلى ملاجئ تديرها الحكومة الفدرالية إلى أن تُعاد وضعهم مع أحد أفراد الأسرة أو عائلة حاضنة، وفق ما يقرّه القانون الفدرالي.
أم غواتيمالية، قد يتعرض ابنها البالغ 16 عاماً لعملية الترحيل المعلنة، قالت لوكالة رويترز إن ابنها يفضل البقاء في كاليفورنيا رغم اشتياقها له. وذكرت، متحدثة شريطة عدم الكشف عن هويتها، أنها تعمل خمسة عشر ساعة يومياً في مطعم ولا تكسب إلا ما يكفي للإيجار والطعام.