نُشر في 19 سبتمبر 2025
قضت محكمة إندونيسية بالسجن المؤبد على رجل أوكراني لدوره في شبكة مخدّرات واسعة النطاق تشكّلت بتعاون بين مواطنين روس وأوكرانيين على جزيرة بالي السياحية الشهيرة.
أُلقي القبض على رومان نازارينكو في ديسمبر في مطار سووارنابومي في بانكوك أثناء محاولته الهروب إلى دبي، بعد أن كان مطلوبًا لدى الإنتربول، ثم سلّمته السلطات التايلاندية إلى اندونيسيا. وكان قد ظل هاربًا لمدة سبعة أشهر عقب مداهمة فيلا للعطلات في بالي في مايو 2024، حيث عُثر في القبو على مختبر لزراعة الماريجوانا بنظام الهيدروبونيك وتصنيع مادة سابقة تُستخدم في إنتاج حبوب الإكستاسي.
خلال جلسة محاكمته في محكمة منطقة دنپاسار يوم الخميس، أكّد المدعون العامون أن نازارينكو كان أحد العقول المدبّرة لشبكة الاتجار. وقد ادّعى المتهم أنه وقع ضحية خدعة للانضمام إلى الشبكة، ومضى صامتًا بينما أصدر قضاة الهيئة المكونة من ثلاثة أعضاء حكم السجن المؤبد.
قالت القاضية رئيسة المحكمة إني مارتينينغروم: «لا يوجد سبب للتسامح أو التبرير للمتهم؛ يستحق أن يُعاقب بما يتناسب مع ما ارتكبه»، وأضافت: «جريمته قد تضر بالحالة النفسية لدى الجيل الشاب».
وقال مارتينوس هوكوم، رئيس الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات في اندونيسيا، إن هناك ظاهرة متنامية لتعاون روس وأوكران في تشكيل عصابات إجرامية على هذه الجزيرة السياحية. «إنها ظاهرة فريدة»، أضاف هوكوم، «دولتان في حالة حرب، ومع ذلك هنا في بالي مواطنوها شركاء في الجريمة يمارسون الاتجار بالمخدرات».
خلال المداهمة الأولى على الفيلا اعتُقل أيضًا الأخوان الأوكرانيان ميكيتا وإيفان فولوفود، ورجل روسي يُدعى قسطنطين كروتس، وحكمت عليهم نفس المحكمة بالسجن عشرين عامًا لكلٍ منهم. وجادل المدعون بأن الأخوين فولوفود كانا المنتجين، بينما تكفّل كروتس بترويج وبيع المنتج.
وحدّد المدعون أيضًا رجلًا روسيًا يُدعى أوليج تكاچوك (تُعتقد أنه العقل المدبّر الرئيسي للشبكة)، ولا يزال هذا الأخير طليقًا. وبحسب إفادات الأخوين فولوفود، فقد دفعت لهم هذه الشخصية 30 ألف دولار في سبتمبر 2023 لتركيب معدات في الفيلا لإنتاج الماريجوانا الهيدروبونية ومادة الميفدرون المستخدمة في تصنيع حبوب الإكستاسي.
أشار المدعون إلى أن نازارينكو جند المتهمين الآخرين لصالح تكاچوك، ووفّر المعدات وبذور الماريجوانا، وأشرف على تشغيل المختبر. وقد كرّر نازارينكو في المحكمة أنّه خُدع على يد تكاچوك وأعرب عن ندمه على دوره في عملية الاتجار.
تتمتّع اندونيسيا ببعض أشد قوانين المخدرات في المنطقة، وتُسلَّط أحيانًا أقسى العقوبات على مهربي المخدرات، بما في ذلك الإعدام رمياً بالرصاص. وفي الوقت نفسه، تحوّلت بالي إلى نقطة جذب لآلاف الفارين من أهوال الحرب من روسيا واوكرانيا منذ إطلاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزوه الشامل في أوائل 2022. ويُظهر الإحصاء أن أعداد الزائرين الروس تضاعفت ثلاث مرات تقريبًا بين 2022 و2024، إذ ارتفعت من 57,860 إلى 180,215 زائراً في العام الأخير.