ترامب يجدد المطالبة باستعادة مطار باغرام — و«طالبان» تشترط عدم وجود قوة عسكرية للأمريكيتين
نُشر في 19 سبتمبر 2025
أعاد الرئيس دونالد ترامب التأكيد على رغبته في أن تعود الولايات المتحدة لتتولى السيطرة على قاعدة باغرام الجوية، معتبرًا موقعها ذا أهمية استراتيجية كبيرة لكونه قريبًا من الحدود الجغرافية للصين. قال ترامب إنه «نحاول استعادتها» وانتقد أن القاعدة «سُلِّمت للطالبان بلا مقابل»، مضيفًا أن باغرام «تبعد ساعة واحدة فقط عن مكان تصنيع الصين لصواريخها النووية».
لكن السلطات الأفغانية ومن ثم حركة طالبان رفضت هذه الفكرة قاطعةً. فقد نشر مسؤول في وزارة الخارجية على وسائل التواصل أن كابل مستعدة للحوار، غير أنها تؤكد أنه لن يُسمح لأية قوة أمريكية بإعادة إنشاء وجود عسكريي في أجزاء من البلاد.
قال مسؤول طالبان، ذاكر جلال، على الشبكات الاجتماعية إن «أفغانستان والولايات المتحدة بحاجة إلى الانخراط معًا… بشرط أن لا تحافظ الولايات المتحدة على أي وجود عسكري في أي جزء من أفغانستان». وأضاف أن كابل على استعداد لتطوير علاقات سياسية واقتصادية مع واشنطن على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
تقع قاعدة باغرام شمال كابل، وقد احتضنت خلال عقدين مركز العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان وسُجِن فيها آلاف المحتجزين لسنوات من دون توجيه اتهامات أو محاكمات، كما وثّقت تقارير تعرُّض كثيرين للتعذيب وسوء المعاملة. استعادتها طالبان عام 2021 تزامنًا مع انسحاب القوات الأمريكية وانهيار الحكومة السابقة.
جاءت تصريحات ترامب بينما أكّد لأول مرة أن إدارته أجرت اتصالات مع مسؤولين من طالبان. خلال عطلة نهاية الأسبوع التقى آدم بوهلر، مبعوثه الخاص لشؤون المحتجزين، وزلمای خليلزاد، المبعوث الأمريكي السابق لأفغانستان، بوزير الخارجية أميرخان متقي في كابل، وتركز الحديث بحسب تقارير على قضية مواطنين أمريكيين محتجزين في أفغانستان.
ذكرت تقارير إعلامية أميركية، بينها سي إن إن، أن مسؤولي واشنطن يدرسون منذ مارس الماضي إمكانية إعادة تأسيس تواجد في باغرام. يؤكد ترامب ومستشاروه أن القاعدة قد تمنحهم ورقة نفوذ ليس على صعيد الأمن فحسب، بل لفتح الباب أمام الوصول إلى الموارد المعدنية القيِّمة في أفغانستان.
من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة لا تعترف رسميًا بحكومة طالبان التي استولت على السلطة عام 2021 بعد عشرين عامًا من الصراع مع القوات الدولية.