مجلة جوكستابوز — بابلو بنزو: «رحّالة عبر الزمن وانعطافات هشة أخرى» — ذا هول، نيويورك

يسرّ “ذا هول” أن تقدّم معرض “مسافر الزمن وانحرافات هشة أخرى”، العرض الفردي الأوّل في نيويورك للرّسام التشيلّي المقيم في برلين بابلو بنزو (مواليد 1982، سانتياغو)، والذي يفتتح الجمعة القادمة في فضائنا بتريـبِكا. يضمّ المعرض خمس لوحات جديدة وستّة أعمال على الورق مستوحاة من مجموعة بيجي غوغنهايم وصالتها الرائدة في نيويورك “فن هذا القرن”. تلك القاعة الأربعينيّة قدّمت السرياليّة والتكعيبيّة لجمهور نيويوركي متعطّش للأفكار الجديدة، وسيظهر روح التجريب تلك في تصميم المعرض واحتفال الافتتاح.

تحمل لوحات بنزو روح الطليعة تلك الى الحاضر. يعمل بالزيت بفرشاة متقطعة ونقشات خفيفة وبلوحة ألوان هادئة من الأخضر والأصفر والماجنتا والزرقة الناعمة؛ يبني أشكالًا حجمية مستوحاة من التكعيبية تتحرّك بلامبالاة بين الفئات. تتحوّل الدّواخل الى مسارحٍ دراميّة تندمج فيها الشخصيّات والأثاث والورق النباتيّ. من motifs المفضلة نبتة “البان كيك” بأوراقها شبه الدائريّة التي تنقّط التوليفات بإيقاع حيويّ. في إحدى اللوحات الأكثر إقناعًا في المعرض، تقف امرأة في غرفة المعيشة تحدق بالخارج من النافذة، بينما بجانبها تتدلّى لوحة لعارية على طريقة موديغلياني — لوحة داخل لوحة تحول المكان المنزلي الى تأمّل متعدد الطبقات في فعل النظر وجمع الأعمال الفنيّة.

“أنا في بحث دائم عن التوازن: بين التجريد والتصوير، بين النعومة والبُنى، بين الصمت والإيحاء”، يقول بنزو.

تتجلّى شخصنة بابلو بملامحها الممتلئة والفاخرة والجميلة؛ ففي لوحة “ثم فعلت ما فعلت” تتحوّل الأرائك الأوداليقيّة الى تكوينات جسديّة ذات نتوءات وسرّات ومنحنيات وتكدّس من الأقدام تحتها. وفي “ممرات الذاكرة” يتأرجح قماش على حامل بين منظر طبيعي لتلال وردية متدحرجة ومؤخّرة وردية مرحة. التدوّر الفاخر للأشكال يعادله لحظات من المنظور؛ زوايا قماش حادّة، إطارات نوافذ، مقدمات وخلفيات محددة. بقليل من المنطق يجعل بنزو السريالي يبدأ بالظهور ممكنًا.

يقرأ  التعلّم عبر الإنترنت في 2025نقلة فاصلة في مستقبل التعليم

هذا الاهتمام بالصور المتداخلة و”الصورة داخل الصورة” يستدعي مباشرة عصر غوغنهايم للتجديد الراديكالي، حين عطّل فنانون مثل بيكاسو وبراك المنظور ودعوا المشاهدين الى فضاءات بصريّة غير مستقرة. يحتضن بنزو تلك السلالة ليس كاقتباسٍ بحت، بل كـ”ميراث حسي” — تركيبة تسمح للأشياء والشخصيّات بالالتحام والتلاشي، فتصنع فضاءً غامضًا تتداخل فيه الذاكرة والخيال والإدراك.

أضف تعليق