مع اقتراب انتخابات يناير 2026، ترددت على منصات التواصل الاجتماعي ادعاءات بأن الرئيس الأوغندي الذي يحكم منذ 1986، يوويري موسيفيني، أعلن أن مواجهة 2026 ستكون آخر ترشّح له. الفيديو المنتشر ظهر على أنه يُظهر موسيفيني يعلن اعتزاله بعد 2026، لكن التحقيقات أظهرت أن المقطع مُحرّف رقمياً.
الخلاصة
– الفيديو المنتشر هو نسخة مُعدّلة لمقطع أصلي من مؤتمر صحفي مشترك عُقِد في أغسطس 2025 في القاهرة. المقطع الأصلي نُشر على القناة الرسمية للرئاسه المصرية، أما النسخة المتداولة فتمت فيها مزامنة شفاه المتحدث مع كلام مُنتج اصطناعياً (lip‑sync) وصوت مُستنسخ.
– حُمل المقطع المعدّل على تيك توك وفُسّر في وسوم متعدّدة، وشاركته صفحات على فيسبوك وإنستغرام وX ويوتيوب، كما أعادته بعض وسائل الإعلام في المنطقة.
سياقٌ سياسي مختصر
موسيفيني استولى على السلطة عام 1986 بعد حرب عصابات قادها الجيش الوطني للمقاومة. من تمجيدٍ لإصلاحات إلى تثبيت للسلطة: أُلغي حدّ الولايتين في 2005، وأُزيل سقف السن الرئاسي (75 عاماً) في 2017، ما مكّن الرئيس من الترشح لمدد إضافية، ويُنتظر أن يخوض انتخابات 2026 بترشيح حزب الحركة الوطنية للمقاومة الذي أكّد في يونيو 2025 أنه سيُرشّحه مرة جديدة.
ما قاله الخطاب الأصلي فعلاً
في الخطاب الأصلي بالقاهرة تحدث موسيفيني عن مستقبل دول حوض النيل وحاجات المنطقة العملية، ودعا إلى تجاوز مناقشات “الحقوق التاريخية” والتركيز على معايير التنمية: ازدهار شامل، كهرباء متاحة للجميع، ريّ شامل، ومياه شرب نظيفة للجميع. كما شدّد على ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي وحذّر من الاقتصار على التجارة مع أوروبا فقط، وثمّن دعم مصر لأوغندا في قضايا صحية بما في ذلك تزويدها بلقاحات وخطط لإنشاء مصنع للقاحات في أوغندا.
دليل التزوير
فاحصو الحقائق أجروا بحث صور معكوسة فتبين لهم أن الإطلالة المرئية هي نفسها في المقطعين، لكن الصوت في النسخة المتداولة لا يطابق النص الأصلي: حركات الشفاه غير طبيعية، النبرات تبدو ميكانيكية والإيقاع غريب، علامات مألوفة لتقنيات المزامنة الاصطناعية والـ deepfakes. كما حلّل فريق التحقق الصوت عبر أداة InVID‑WeVerify فكانت النتائج تُشير بقوة إلى استنساخ صوتي (voice cloning).
الاستنتاج
لا توجد أدلة موثوقة تؤكد أن موسيفيني أعلن أن انتخابات 2026 ستكون آخر محاولاته الرئاسية. المقطع المتداول مُحوّر صوتياً ومرئياً، والخطاب الأصلي كان حول قضايا إقليمية تنموية على ضفة نهر النيل، لا حول التنحّي أو الاعتزال. التحقيات الصحفية تُظهر أن الادعاء غير دقيق ومضلّل.