وزير بريطاني: الجيش مكرَّس للدفاع عن الوطن لا لردّ طالبي اللجوء عبر القنال
قال وزير في الحكومة البريطانية إن دور القوات المسلحة يتركَّز على حماية البلاد والدفاع عنها، وليس على منع عبور طالبي اللجوء عبر القنال، رداً على اقتراح أطلقه الرئيس الأمريكي خلال زيارته الرسمية هذا الأسبوع.
أشار دونالد ترامب إلى أن التدخّل العسكري قد يكون وسيلة للتعامل مع الهجرة غير الشرعية إلى المملكة المتحدة، ما أثار جدلاً في أوساط سياسية وإعلامية. لكن وزير التجارة، بيتر كايل، رفض هذا الطرح خلال مقابلة مع برنامج BBC Breakfast، مؤكداً أن مهمة مراقبة الحدود تقع على عاتق هيئة حرس الحدود البريطانية (UK Border Force) التي تم تعزيزها ومنحها صلاحيات جديدة تحت هذه الحكومة.
وفي وقت شهدت فيه محاولات مئات المهاجرين عبور القنال، جرت عملية ترحيل ثانية بموجب اتفاق «واحد يدخل، واحد يخرج» مع فرنسا. لكن ترامب قال إن القوة العسكرية قد تكون رادعاً أفضل من نهج حكومة المعارضة العمالية الذي يقوم على تفاوض دبلوماسي واتفاقات لإعادة المهاجرين وتشديد توجيهات المحاكم. وصرّح خلال مؤتمر صحفي إلى جانب السير كير ستارمر في مقر رئاسة الوزراء الريفي «شيكِرز»: «هناك أناس يأتون، وقلت لرئيس الحكومة إنني سأوقف ذلك، ولا يهم إن أعلنتوا عن استخدام الجيش، فالمسألة ليست في الوسيلة».
وردّ كايل أن «ما اقترحه هو استخدام الجيش، لكن لدينا الآن هيئة حرس حدود بريطانية مُنظَّمة تم تدعيمها وتزويدها بصلاحيات جديدة. والبحرية لديها علاقة عمل مع هيئة حرس الحدود ويمكن استدعاؤها إذا لزم الأمر، لذا فالعلاقة الوظيفية موجودة بين قواتنا المسلحة وحماية حدودنا. لكن ما نحتاجه الآن حقاً أن يظل الجيش مركزاً على القضايا الرئيسية في أنحاء العالم التي تتعلق مباشرة بدفاعنا الوطني».
جغرافيا مختلفة
أصدر ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية التي طبَّقت حظراً واسعاً على طلبات اللجوء عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وأرسل قوات للمساعدة في جهود تأمين الحدود. ومنذ توليه المنصب انخفضت عمليات اعتقال المهاجرين على يد دوريات الحدود الأمريكية.
تطالب أحزاب مثل المحافظين و«ريـفورم يو كي» باتخاذ إجراءات أشد حدة تجاه الهجرة؛ وقال حزب ريفورم إنه سيحرم أي مركب صغير يصل إلى بريطانيا من حق تقديم طلب لجوء. ولم يقترح أي من الحزبين صراحة استخدام القوة العسكرية، رغم أن نايجل فاراج قال إن حكومة ريفورم قد تعيد قوارب صغيرة إلى فرنسا «كملاذ أخير».
قالت وزارة الدفاع مؤخراً إن الأصول العسكرية اشتُريت لأغراض دفاعية وليست مُهيأة أو مُحسّنة لاستخدامها في مواجهة الهجرة غير الشرعية. وحذّر الجنرال السير ريتشارد بارونز، القائد السابق لقوات العمليات المشتركة البريطانية، من أن مشاركة الجيش ستكون محدودة بسبب «الجغرافيا المختلفة» لتدفّقات الهجرة. وأضاف لبرنامج The World Tonight على راديو BBC 4: «لا أعتقد أن فرنسا ستكون متحمِّسة لوجود قوات بريطانية على شواطئها، إلا إذا كانت التنسيقات دقيقة جداً». كما أشار إلى أن الجيش لن يضيف كثيراً إلى جهود كشف القوارب باستخدام طائرات الدرون التجارية.
عند وصول المهاجرين إلى المملكة المتحدة، لدى وزارة الداخلية نظام لجمعهم، والجيش قد يضيف قوة عاملة إلى هذا النظام لكنه لن يغيّر المشكلة جذرياً.
تُظهر لقطات فيديو مجموعة من المهاجرين تصعد إلى قارب قرب غرافلينيس في فرنسا.
أعلنت وزيرة الداخلية الجديدة شابانا محمود أنها ستكافح «الطعون المتأخرة والمزمنة» وقال كايل إنها متلهفة لإنجاح تجربة «واحد يدخل، واحد يخرج». وأضاف: «نحرص على إعادة أكبر عدد ممن لا يحق لهم البقاء بسرعة قدر الإمكان»، مشيراً إلى أن هناك «العديد من القضايا» العالقة أمام المحاكم.
وعن وجود هدف عددي للترحيلات قال كايل: «هدفنا أن نُبعد كل من يصل إلى شواطئنا ولا يملك حق البقاء في البلاد. نريد ضبط النظام بالكامل، ونريد أن يرى الناس نظاماً يعمل بسرعة وكفاءة لدرجة تمنع قدومهم أصلاً — هذا هو الردع الذي نسعى إليه».
حالياً هناك نحو مئة رجل وصلوا إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة ومحتجزون في مراكز الترحيل قرب مطار هيثرو وقد تتم إعادتهم إلى فرنسا في إطار البرنامج. وقالت وزارة الداخلية إن رحلات ترحيل إضافية مخططة للأسبوع المقبل، وأطلقَت الحكومة استئنافاً هدفه تقليص الوقت المتاح أمام المهاجرين لتقديم أدلة للطعن في قرار ترحيلهم.
منذ بدء تطبيق البرنامج في مطلع أغسطس، وصل أكثر من 5,500 مهاجر إلى بريطانيا، وتأمل الحكومة أن تساهم رحلات الترحيل المستمرة في ردع المزيد من المحاولات بالمستقبل.