أبحاث تكشف أن نخبة بومبي سكنت يومًا أبراجًا فاخرة

اتضح أن المنظر من بنتهاوس كان دائماً ولا يزال رمزاً للمكانة الاجتماعية. تشير دراسة جديدة إلى أن بعض أثرياء بومباي قد سكنوا منازل تعلوها أبراج — عناصر معمارية اعتُبرت دلالة على السلطان والهيبة.

تنبثق هذه الفرضية من النتائج الأولى لمشروع «Pompeii Reset»، وهو مشروع بحثي مستمر يهدف إلى إعادة بناء رقمية لأجزاء من المدينة الرومانية القديمة التي اعتُبرت مفقودة لزمن طويل. نُشرت النتائج بالتعاون بين متحف الآثار في بومبي وجامعة هومبولت في برلين هذا الشهر في المجلة الإلكترونية Scavi di Pompei.

استلهم فريق علماء الآثار عمله من مسكن يُعرف باسم بيت “Thiasus” (Casa del Tiaso) الواقع في المنطقة التاسعة Regio IX من الموقع الأثري. أُطلق اسم البيت بعد أن اكتشف الباحثون هذا العام جدارية ضخمة تصور مواكب ديو نيسوس، إله الخمر والاحتفالات في العصور القديمة.

درجت التكهنات حول درج داخلي بدا للوهلة الأولى وكأنه لا يؤدي إلى أي مكان؛ فاقترح الباحثون أن هذا الدرج كان يؤدي إلى طابق علوي على نحو برجٍ صغير، قد يكون مكّنه سكانه من التمتع بمشاهد شاملة للمدينة وخليج نابولي التاريخي.

أظهرت اعادة بناء رقمية للمسكن هيكلاً شبيهاً بالبرج يبلغ ارتفاعه نحو 11.8 متراً تقريباً، مؤلفاً من مستويين مرتبطين بدرج داخلي يربط مساحة خدمية محتملة في الطابق الأرضي بغرفة طعام عليا.

باستخدام تقنيات المحاكاة الافتراضية ومسح رقمي دقيق، أعاد الباحثون تركيب الجزء العلوي المفقود من السكن. دعمت النمذجة الناتجة فرضيتهم حول تنظيم الفراغات المعمارية في بومبي، المدينة الشهيرة التي طمرها ثوران جبل فيزوف عام 79 ميلادية والمحلّة بالدهشة والاهتمام عبر العصور؛ ولا تزال وجهة يستقطب ملايين السياح سنوياً.

وصف مدير الحديقة الأثرية غابرييل تسوخرَيغل البحث الأثري في بومبي بأنه «معقَّد للغاية»، مشدداً على أن تقنية الإعادة الرقمية المبتكرة تفتح آفاقاً جديدة لدراسة ما لا يصل إليه الحفر التقليدي. وأضاف أن الطوابق العليا للمباني تزودنا بفهم أعمق لثقافة ونمط حياة البومبيين القدماء.

يقرأ  متحف وودمير يرفع دعوى قضائية ضد إدارة ترمب بعد إلغاء منحة من معهد خدمات المتاحف والمكتبات

«بجمع البيانات في نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد، نتمكن من بناء إعادة تركيب افتراضية تساعدنا على إدراك التجربة والمَساحات والمجتمع في ذلك الزمن.»

أضف تعليق