إغلاق مؤقت لمتحف السكان الأصليين بعد طلاء جدارية مؤيدة لفلسطين باللون الأبيض

أغلق متحف Gichigamiin Indigenous Nations في إيفانستون بولاية إلينوي أبوابه مؤقتاً أمام الجمهور بعد إنهاء عقد الفنان الأصلي الذي استُعين به لرسم جدارية خارجية، وذلك إثر اكتشاف الجهات المسؤولة أنّ رسوماً وشعارات ذات طابع مؤيّد لفلسطين ظهرت في الطبقة التحضيرية (underpainting) المستخدمة كـ«دودل غريد» لتكبير التصميم.

كان المتحف قد كلف الفنان ذي الأصول الأنيشينابي والكورية الأميركية، جيمي جون، برسم جدارية خارجية تُكرّم ثقافة الأنيشينابي. التصميم النهائي الذي أُقِرّ في يوليو استلهم شخصيات أسطورية من حكايات الخلق الأنيشينابية مثل امرأة السماء (Sky Woman)، السلحفاة العملاقة، القندس الصغير، طائر الرعد (Thunderbird) ونانابوزهو، الذين لهم دور محوري في تكوين الأرض بحسب التقاليد.

خلال تركيب العمل، استُخدمت عبارات ورموز مؤيدة لفلسطين في «دودل غريد» الإرشادي، من بينها عبارات مثل «تحرّروا الأرض»، «حماية المهاجرين»، «موّلوا الفن لا الأسلحة»، «أسقوا غزة»، و«من النهر إلى البحر»، إضافة إلى صور بطيخ وزروع زيتون وطيور حمام. ولاحظ المتحف أن الفنان سبق أن وظّف دلالات مشابهة في مشاريع جدارية سابقة ثم غُطّيت لاحقاً بالطبقة النهائية.

كان من المقرّر الانتهاء من المشروع في 18 أغسطس، لكن إثر اكتشاف هذه الطبعة الأساسية — التي كان الفنان في طور تغطيتها بدهان معتم — أنهى المتحف عقده وطلى اللوحة قيد التنفيذ بالطلاء الأبيض. وأكد مجلس إدارة المتحف في بيان أن هذه العناصر «لم تُكلّف بها المتحف ولا نُفّذت بإذنه أو موافقته».

أوضحت المديرة التنفيذية للمتحف، كيم فيغ، أن الدودل غريد يمثل إخلالاً ببنود العقد وأنه «لا يتوافق مع تركيز المتحف»، وأضافت أن المتحف يعتزم الاستعانة بفنان آخر لإكمال الجدارية. وفي بيان آخر قال المتحف إنه أزال المرئيات ويجري مراجعة بروتوكولاته لمحاولة منع إجراءات غير مرخّص بها في المستقبل.

يقرأ  كلوديا جولد تتولى إدارة متحف شاكر في شمال ولاية نيويورك

أُغلق المتحف يوم 11 أغسطس وسيبقى مغلقاً حتى السبت 16 أغسطس، مع نية استئناف العمل بمواعيد الزيارة الاعتيادية الأسبوع المقبل، وفق إعلان رسمي. ونقلت تقارير أنّ مصدرًا مُجهَلاً رجّح أن سبب الإغلاق مرتبط بمنشور على فيسبوك بتاريخ 10 أغسطس كتب فيه الفنان دعوة للزوار ليطلبوا «بأدب» من مديرة المتحف توضيح أسباب إنهاء العقد خلال يوم الدخول المجاني.

من جهته، قال جيمي جون لوسائل إعلام فنية متخصصة إنه يشعر بخيبة أمل من «غياب المساءلة تجاه مجتمع السكان الأصليين في منطقة شيكاغو»، وأضاف أن كثيرين هناك يعتبرون الشعب الفلسطيني شعباً أصيلاً يعاني ويناضل من أجل حياته وسيادته تحت احتلال استعماري غير قانوني. كما ادعى أن إنهاء العقد تم دون دفع المستحقات المتفق عليها وبأنّه لم تُمنَح له فرصة للحوار مع مجلس الإدارة أو لشرح موقفه أمام المديرة فيغ قبل الفصل.

ينصّ العقد الذي أُلغِي- بحسب ما نُشر — على أجر ساعة عمل بقيمة 24 دولاراً بدءاً من 7 يوليو، بينما يؤكد الفنان أنه لم يتلقَ مدفوعات بعد الإنهاء. تواصلت بعض المنصات الإعلامية مع المتحف للحصول على تعليق ولم تُنشر ردود تفصيلية إضافية حتى الآن.

القضية أثارت نقاشاً واسعاً حول حرية التعبير السياسي في الفضاءات الثقافية ومسؤولية المؤسسات المجتمعية في ضبط محتوى الأعمال الممنوحة ضمن عقود رسميّة، إلى جانب تساؤلات حول كيفية إدارة المتاحف لعمليات التفويض والمراقبة الفنية حفاظاً على التوازن بين الرؤية المؤسسية وحق الفنان في التعبير. الغاء القرار والطريقة التي سارت بها العملية تركا أثراً استقطابياً داخل المجتمع المحلي وخارجه.