استقالت مديرة متحف جامعي مثقل بالجدل بعد أن اتهم فنانون إدارة الجامعة بفرض رقابة على معرض أشرفت على تنسيقه. أكدت أندريا جيورودي أنها تركت منصبها مديرًا لمتحف فريدريك ر. وايزمان للفنون في جامعة بيبردين وأن اليوم هو آخر أيامها في العمل، بحسب تصريحاتها لموقع Hyperallergic.
تأتي الاستقالة بعد ثلاثة أسابيع من قرار ادارة الجامعة تعديل عملين اعتبرتهما الإدارة «سياسيين» كانا معروضين ضمن المعرض الجماعي «أمسك يدي في يدك» الذي نظمته جيورودي. وبعد ذلك أُغلق المعرض قبل ستة أشهر من موعده المقرر، إثر طلب عدد من الفنانين سحب أعمالهم احتجاجًا على التعديلات.
قال مايكل فريل، المدير الأول للاتصالات والعلاقات العامة في بيبردين، لموقع Hyperallergic إن جيورودي والجامعة «اتفقا بشكل متبادل» على أن تغادر المنصب. وأضاف المتحف في بيان مقتضب: «تشكر الجامعة الدكتورة جيورودي على قيادتها ومساهماتها خلال فترة عملها».
أوقفت الادارة عرض فيلم الفيديو للفنانة إلانا مان بعنوان «نداء إلى السلاح 2015–2025»، الذي يوثّق عشر سنوات من العروض والاحتجاجات التي استخدمت فيها الميكروفونات المكونة على شكل ذراع الفنانة. كما نزع المسؤولون رقعة مطرّزة صغيرة كُتب عليها «ألغوا ICE» كانت جزءًا من النحت التعاوني الكبير «Con Nuestros Manos Construimos Deidades» (بأيدينا نبني آلهة) الذي أنجزته مجموعة Art Made Between Opposite Sides (AMBOS).
وقالت المتحدثة باسم الجامعة آنذاك إن «ممارسة بيبردين المتبعة مع متحف وايزمان كانت تجنّب المحتوى السياسي الصريح تماشيًا مع وضع الجامعة كمنظمة غير ربحية، لذا أُزيلت هاتان القطعتان من العرض».
بعد قرار إغلاق المتحف، عبّر طلاب وأعضاء هيئة تدريس وخريجون عن سخطهم. في الجمعة 17 أكتوبر، نشر أعضاء قسم الفنون الجميلة في كلية سيفر بجامعة بيبردين بيانًا مؤكدين فيه «دعمهم الكامل والثابت لطلابنا وحقهم في الانخراط في البحث الإبداعي دون الخوف من الرقابة».
وأضاف البيان: «بصفتنا مربين وباحثين، نؤمن أن حرية استكشاف الأفكار المعقّدة والتحديات الجوهرية مركزية لمهمة التعليم المسيحي الليبرالي التي تسعى لها جامعة بيبردين. إن قمع العمل الفني لمجرّد اعتباره ‹سياسيًا› يقوّض هذه المهمة ويقوّض الثقة بالمسار الأكاديمي».
في مساء التاسع من أكتوبر، تجمّع نحو مئة طالب لليلة فنية صنعوا خلالها ملصقات ولافتات عُلّقت لاحقًا على ما أطلقوا عليه «جدار الحرية» في مركز الطلاب. وستُستخدم الأعمال الاحتجاجية مرة أخرى يوم الأربعاء 29 أكتوبر في تظاهرة أمام مسرح إلكينز، حيث سيعقد أعضاء هيئة التدريس اجتماعًا لمناقشة الأحداث الأخيرة في المتحف، بحسب غريس بيدويل. وقالت مان إنها تنوي الحضور مع «قرونها» لتضخيم رسالة الطلاب.
ووصفت بيدويل، الطالبة التي تدرس الفن والاستدامة معًا، تعديل الأعمال بأنه يتعارض مع رسالة بيبردين المسيحية. وقالت: «هذا لا يتوافق مع معتقداتهم كمؤسسة تعليمية. المسيح كان يرى أن جميع المخلوقات خُلقت متساوية. إن عرض عمل فني يحترم هذا المنظور لا ينبغي أن يكون مشكلة».
عبر براين سي. كين، خريج الجيل الثالث من بيبردين الذي درّس تاريخ الفن وعمل أولى وظائفه في عالم الفن كحارس متحف في وايزمان، عن مشاعر مماثلة في رسالة مفتوحة إلى رئيس الجامعة ومجلس إدارتها بتاريخ 12 أكتوبر. كتب فيها أن «الرقابة الأخيرة على الأعمال الفنية في متحف فريدريك ر. وايزمان تمثل خيانة عميقة لمهمة بيبردين الأكاديمية، لقيمها المسيحية، ولالتزامها المعلن بالتنوع والقيادة العالمية».
ورفض كين أيضًا حجة الجامعة القائلة إن وضعها كمنظمة غير ربحية يمنع عرض أعمال ذات محتوى سياسي: «عرض عمل فنان لا يعني تأييدًا مؤسسيًا؛ والقول بغير ذلك يعكس سوء فهم عميق للفن وللمشهد التعليمي».
تولت جيورودي منصب مديرة وايزمان عام 2021، ونظمت هناك معارض لفنانين مثل هيلدور آسيغيرسدوتير جونسن، جيني سبوتا سي، إيزابيل ييلين، وكارل هاندل. وكانت سابقًا مساعدة قيّمة للأعمال الحديثة والمعاصرة في متحف آلن التذكاري للفنون في كلية أوبيرلن، حيث شاركت في تنسيق معرض «اليماعات المتعددة والتركيبات لشتات أفريقيا» (Afterlives of the Black Atlantic)، الذي نال جائزة التميّز في التنسيق المتحفي عام 2020 من رابطة قيّمات المتاحف الفنية.
وصفت مان رحيلها بأنه «خسارة كبيرة لمجتمع بيبردين ولمشهد الفن في لوس أنجلوس»، مضيفة: «هي قيّمة عبقرية، ومؤرخة للفن، وكاتبة ومفكرة». وأضافت: «هناك حزن بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، لكني آمل أن يشعل ذلك تغييرًا حقيقيًا بشأن من يملك حق القرار النهائي حول ما يُعرض في المتحف».