بلدة في كولورادو تتوصل إلى تسوية مع فنان من السكان الأصليين رفع دعوى بشأن حرية التعبير

دانييل سي ووكر، رسامة تنتمي إلى شعب هونكباهبا لاكوتا، أنهت نزاعاً قانونياً بشأن الحقوق المدنية مع بلدة فايل في ولاية كولورادو، بعد أكثر من عام على إلغاء البلدة لإقامتها الفنية إثر عمل فني يُعبّر عن مؤيّدة لفلسطين. وقد رفعت قضيّة نيابة عنها رابطة الحريات المدنية الأمريكية في كولورادو (ACLU)، حيث ادّعت أن البلدية انتهكت حقّها الدستوري في حرية التعبير.

في مصالحة أُبرمت الأسبوع الماضي، وافقت بلدة فايل على سلسلة من التنازلات تضمنت تمويلاً لبرنامج فني مخصّص “للأشخاص المُمثلين تمثيلاً ناقصاً والذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة”، بالإضافة إلى استضافة احتفال ثقافي سنوي (باو واو) تقوده سي ووكر كلّ عام لمدة خمس سنوات مقبلة.

قالت سي ووكر في بيان إن المقصد من الاتفاق هو إتاحة الفرصة لفنانين آخرين ممثلين تمثيلاً ناقصاً، بمن فيهم من السكان الأصليين لأمريكا، لكي يتمكّنوا من خلق أعمال فنية في مدينة فايل تعويضاً عن فرصتها الضائعة.

كما تضمّن الاتفاق التزام البلدة برعاية “منتدى مجتمعي” حول قضايا إسرائيل وفلسطين يشارك فيه قادة من مختلف الطوائف، وإجراء تدريب سنوي بقيادة ممثلين من الشعوب الأصليّة للتوعية بالحساسية الثقافية لموظفي دائرة الفنون والأماكن العامة في البلدية.

لم يَردّ متحدث باسم بلدة فايل على استفسارات موقع Hyperallergic حول موعد أو كيفية تنفيذ بنود المصالحة، كما لم ترد رابطة الحريات المدنية في كولورادو على الاستفسارات نفسها.

خلفية القضية تعود إلى عام 2024، حين مُنحت سي ووكر إقامة فنية ضمن برنامج “الفن في الأماكن العامة” لمدينة فايل لتنفّذ جدارية عامة في صيف ذلك العام؛ لكنّ البلدية سحبت الفرصة بعد أشهر عقب نشرها صورة لعمل فني يؤيّد فلسطين على حسابها في إنستغرام، وهو ما قالت البلدية إنّه غير مرتبط بتكليفها العام، مؤكدة أنها “لن تستخدم أموالاً عامة لدعم أي موقف بشأن قضية جيوسياسية مستقطِبة”.

يقرأ  أغراض معثور عليها تحمل جذورًا بورتوريكية في بورتريهات متعددة الطبقات لأدريان فياخيرو رومّان — كولوسال

اللوحة المعنونة “G for Genocide” كانت عملًا أنجزته سي ووكر في وقت فراغها ولم تُقدَّم كتصميم للجدارية العامة. أوضحت في مقابلة سابقة أنها استلهمت العمل بعد ملاحظتها خيوطاً مشتركة بين هجوم إسرائيل على غزة وتاريخ معاناة الشعوب الأصلية في الولايات المتحدة. أُدرج العمل ضمن تعاون نشر في ديسمبر 2024 بين Hyperallergic وJewish Currents سلط الضوء على فنّانين تعرّضوا لإسكات أو رقابة بسبب دعمهم للفلسطينيين.

رأت سي ووكر أن المصالحة مفيدة لأنها أمنت برامج ستعود بالنفع على فنانين آخرين، في حين أن المحاكمة ربما كانت ستسفر عن نتيجة مالية فقط، إن وُجدت. وأضافت أنها فضّلت تعظيم الفائدة المجتمعية على متابعة المظالم الشخصية.

“حتى لو تغيّر أمر واحد لآخرين إلى الأفضل، فهذا يكفيني”، قالت سي ووكر. وتذكّرت قول والدها لها: “دانييل، إن لم تتحدثي أنتِ، لن يفعل أحد ذلك نيابةً عنكِ.” she تَحمل هذه الحكمة معها أينما ذهبت.

أضف تعليق