جامعو المقتنيات متفائلون رغم تراجع المبيعات

تقرير موجز عن سوق الفن العالمي

بعد عام من تراجع المبيعات وتصاعد الاحتقان الجيوسياسي، مال الجامعون إلى التحفّظ بدلاً من المخاطرة. أظهر تقرير «أرت بازل و UBS لمسح جمع الأعمال الفنية 2025» الصادر يوم الخميس أن القيمة الإجمالية لمبيعات سوق الفن انخفضت بنسبة 12% في 2024 لتصل إلى 57.5 مليار دولار، فيما لم تظهر بيانات أوائل 2025 «دلالات تغيّر جوهرية».

كما كان الحال في العام السابق، جاء الانكماش بفعل تباطؤ في أعلى شرائح السوق. وتشير نتائج المزادات العلنية لدى دور مثل كريستيز وسوثبيز وفيليبس إلى تراجع يقارب 7% في النصف الأول من 2025، في حين حافظت الشرائح ذات الأسعار الأدنى على نشاطها النسبي، ما يعكس انتقالاً في ديناميات العرض والطلب.

رغم برودة المبيعات، يسود تفاؤل ملحوظ بين الجامعين. فقد عبّر 84% من الجامعين ذوي الثروات العالية عن نظرة إيجابية لمستقبل سوق الفن على المدى القصير، بانخفاض طفيف من 91% قبل عام. وعلى أفق الاثني عشر شهراً المقبلة، ظل 81% متفائلين، بينما مثّل المتشائمون نحو 5% فقط من العينة.

هذا التفاؤل ليس تسامحاً أعمى؛ إذ يبدو أن الجامعين يتحولون من منطق المضاربة إلى منطق الحفظ والإرث. فقط 25% يخططون لبيع أعمالهم خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، انخفاضاً حاداً من 55% في 2024 — وهو تراجع في وتيرة التداول قد يشير إلى مزيد من الاستقرار.

على وقع هذا التراجع في نشاط إعادة البيع، يعتزم 25% التبرع بأعمال إلى متاحف أو جمعيات خيرية، مقارنة بـ37% العام الماضي. وفي المقابل، ينوِي 29% إهداء أعمال لعائلاتهم أو أصدقائهم، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف من كانوا ينوون ذلك في العام السابق.

تُظهر بيانات الأمد الطويل أن 70% من الجامعين يأملون في التبرع بأعمالهم للمتاحف في نهاية المطاف، بينما يعتزم 80% نقلها إلى الأطفال أو الاحفاد، ما يدل على تحوّل نحو التفكير في العمل الفني كأصل تراثي طويل الأمد.

يقرأ  عارضو آرت بازل قطر — لوحة باسكيات بقيمة ٤٥ مليون دولار — حفل المتحف البريطاني والمزيد

المشهد العام يوحي بأن السوق يمر بمرحلة نضج تحول دون رؤية العمل الفني سلعة قابلة للتقليب السريع، بل كأصل تحفظه الطبقة الثرية كجزء من إرثها وثروتها الثقافية.

ورغم حالة عدم اليقين الدولي، ترى الدراسة أن الجامعين أكثر إيجابية إزاء أداء السوق على المدى الطويل منها تجاه وضعه الراهن، مع ارتفاع نسب التفاؤل في فرنسا (90%) وسويسرا (89%).

قد لا يفضي هذا الثقة إلى انتعاش فوري في المبيعات، لكنها تبرز فضيلة نادرة في السنوات الأخيرة: الصبر. بعد عقود من الحماس المضاربي، بدا الجامعون هذه المرّة مستعدين للانتظار.

أضف تعليق