دراسة جديدة: معاناة الفنانين الأمريكيين من انعدام الأمن الغذائي ونقص الرعاية الصحية

مسح وطني يكشف واقع حياة الفنانين في الولايات المتحدة

طلبت مؤسسة ميلون إجراء مسح وطني للفنانين بالتعاون مع مركز NORC بجامعة شيكاغو، وأصدر الباحثون تقريرًا من 102 صفحة استند إلى إجابات 2,618 فنانًا حول عملهم ووسائل كسبهم وبياناتهم الشخصية مثل العمر والحالة الاجتماعية والجنس والعرق. شمل التحليل خمسة مجالات فنية رئيسية: الفنون الأدائية، والفنون البصرية، والكتابة، وفنون الحِرَف، وفنون أخرى مقسمة إلى 37 تخصصًا فرعيًا؛ واستُبعد من العينة من أفادوا بممارسة التصميم فقط دون أن يزاولوا أي نشاط فني آخر.

ركزت الدراسة على الأنشطة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية التي يقوم بها المشاركون “للمتعة، أو لكسب المال، أو لتكريم ثقافتك أو تراثك، أو كشكل من أشكال النشاط السياسي، أو لأسباب أخرى”. بعد تحليل معايير متعددة—منها ساعات العمل وتعدد المهن—حدَّد الباحثون أربع فئات من الفنانين، تُصنَّف على أساس هويات فنية (مثل الفنانين المعلمين وحمَلة الثقافة) وترتيبات توظيفية محددة (أصحاب ثلاث وظائف أو أكثر، وأصحاب العمل الحر). تهدف هذه التصنيفات إلى تسليط الضوء على “حياة العمل لمجموعات معينة من الفنانين” عبر متغيرات متعددة من النشاط الفني الرئيسي وساعات الممارسة إلى المهنة الأساسية والدخل المتأتي من الأعمال الفنية.

لا تقتصر قيمة الدراسة على فهم كيفية عيش المبدعين وممارستهم لفنونهم وسبل استدامتها، بل توسع أيضًا تعريف من نعتبره فنانًا: فبعضهم يعيل نفسه بالكامل من فنه، بينما يلجأ آخرون إلى تعدد الوظائف لدعم حياتهم الإبداعية. أظهرت النتائج أن 34% من الفنانين يعملون بشكل حرّ بالكامل، و50% يعملون بحرية في وظيفتهم الأساسية، بينما جادل 11% بين ثلاث وظائف أو أكثر خلال العام الماضي.

على الصعيد الشخصي، يقدم 28% من المشاركين رعاية غير مدفوعة لأحد أقاربهم المصابين بحالة صحية أو إعاقة، و8% خدموا في القوات المسلحة الأمريكية.

يقرأ  مجلّة جوكستابوز تقدّم كريس أوستن «تباينات» هارمان بروجيكتس — سان فرانسيسكو

في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية متغيرة، تكشف الدراسة عن تحديات مالية ملموسة تواجه الفنانين في الولايات المتحدة. أكثر من 57% أفادوا بأنهم يشعرون بقلق متوسط أو شديد إزاء شكل واحد على الأقل من أشكال الهشاشة المالية—من مثل الغذاء والسكن والرعاية الصحية أو المرافق. وأشار 22% إلى قلق بشأن تأمين الغذاء، بينما عبر 32% عن مخاوف تتعلق بتغطية التكاليف الطبية.

تقول غويندولين روج، العالمة الكبيرة في مركز NORC والكاتبة الرئيسية للتقرير: «يساهم الفنانون بلا حدود في مجتمعاتنا، ومع ذلك لم تتوفر لدينا معلومات شاملة عنهم؛ البيانات المتاحة سابقًا كانت محدودة ولم تعكس بالضرورة كامل جمهور الفنانين وحملة الثقافة في الولايات المتحدة. مع نشر هذه الدراسة لدينا الآن لأول مرة صورة وطنية أوسع عن من هم الفنانون، وكيف يعيشون ويعملون، وما التحديات التي يواجهونها. هذا يؤسس لأرضية ضرورية لتصميم برامج وسياسات تستجيب فعلاً لاحتياجات الفنانين.»

تقدم الدراسة رؤية مهمة عن حياة المبدعين في ظل تداخل الضغوط الاقتصادية والمهنية والشخصية، وهو ما يمكن أن يوجّه الاستثمارات الحيوية والسياسات العامة والمؤسسات لدعم الفنانين على المدى الطويل.

يأتي ذلك في وقت شهدت فيه الولايات المتحدة تقليصات مهمة في قطاع الفنون، لا سيما على مستوى المبادرات الممولة حكوميًا، من إنهاء منح المؤسسة الوطنية للعلوم الإنسانية والمؤسسة الوطنية للفنون، وقيود على الحرية الفنية في مؤسسات مثل سميثسونيان، وتسريحات جماعية في مجلس العلوم الإنسانية الوطني، ومراكز بارزة مثل مركز كينيدي والمتحف الوطني للصور الشخصية. لدلك، تؤكد النتائج الحاجة الملحة إلى تدخلات مدروسة لحماية المشهد الإبداعي وحياة الفنانين.

أضف تعليق