تمثال رؤوس الأولمك الضخمة عبارة عن منحوتات حجرية هائلة نُحتت من البازلت، وتُصوّر وجوهاً بشرية ذات ملامح بارزة مثل الخدود المكتنزة والأنوف المستوية.
تعود هذه الرؤوس، وفق الدلالات الزمنية، إلى ما لا يقل عن القرن التاسع قبل الميلاد، وأصبحت رموزاً أيقونية لحضارة الأولمك في منتصف أمريكا. تتفاوت أطوالها بين نحو 3.8 و11.2 قدماً (أي حوالي 1.16 إلى 3.41 متراً)، ويُرجَّح أنها تمثّل أشخاصاً حقيقيين، ربما حكّاماً أو شخصيات ذات مكانة اجتماعية عالية.
المصادر تشير إلى أول اكتشاف موثق في موقع تريس زابوتس عام 1862، لكن الحفريات التي أجراها ماثيو سترلنج عام 1938 كانت السبب في لفت الانتباه إليها على نطاق واسع، حيث فتحت الباب أمام استكشاف أثري أعمق لثقافة الأولمك والكشف عن رؤوس ضخمة إضافية.
حتى اليوم تم توثيق سبعة عشر رأساً مؤكداً في أربعة مواقع رئيسية: سان لورينزو، لا فينتا، تريس زابوتس، ولا كوباتا. استُخرج البازلت المستخدم في هذه المنحوتات من جبال سييرا دي لوس توكستلاس، أحياناً من مسافات تصل إلى أكثر من 90 ميلاً (حوالي 145 كم)، ونُقل بواسطة العمل البشري وأدوات بدائية.
بعد وصول الصخور إلى مواقعها النهائية، شكّلها النحاتون باستخدام أدوات حجرية صلبة لغياب الأدوات المعدنية لديهم. بعض الرؤوس أُعيد تدويرها من آثار أقدم، وهو ما يعكس تقليداً يقدّم تقديراً للقادة السابقين. يرى الباحثون في هذه التماثيل تجسيداً للسلطة السياسية، وقد تكون مرتبطة بعبادات الأسلاف أو بممارسات طقسية احتفالية.