بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، تعرض الفنانة المقيمة في برلين تشيهارو شيّوتا مجموعة مؤثرة من الأعمال الضخمة تحت عنوان «وطنان» في صالة جمعية اليابان. تشتهر شيّوتا بتركيباتها الخيطية الغامرة التي تدعو المتلقّي إلى تجارب حسّية وعاطفية تلامس سرديات عامة وشخصية في آنٍ واحد.
في «وطنان» يدخل الزائر عالماً مشكَّلاً بخيوط حمراء تُحيل إلى عروق و أوعية دموية تتشبث بالأرضية، تتخذ أشكال بيوت، وتمتد في فضاء القاعة كغيمة حمراء مُحشوة بصفحات مكتوبة. تتقاطع في أعمالها موضوعات الذاكرة والموت والاتصال والهوية والانتماء، مستكشفةً “كيف يشكّل الألم والتهجير والحدود واللايقين الوجودي الحالة البشرية وفهمنا لذواتنا”، كما تصف الصالة.
في عمل حجمه غرفة كاملة بعنوان «يوميات» — وهو إعادة تصور لتركيب سابق كُلف من جديد لـ«وطنان»— تُنسج شبكة كثيفة من الخيوط يطفو داخلها صفحات من دفاتر كانت تخص جنوداً يابانيين، وكتاباً مدونين من مدنيين ألمان في حقبة ما بعد الحرب. تكشف الصفحات المتراكمة سجلاً رحباً لوجودٍ إنساني مشترك عابر للحدود الوطنية.
تقول شيّوتا: «حين يغادر الجسد، تبقى الأشياء التي أحاطت به». أثناء تجوالها في أسواق برلين، تقول إنها تعثر على أغراض شخصية بديهة كصورٍ فوتوغرافية وجوازات سفر قديمة ويوميات؛ مرة وجدت مذكرات تعود لعام 1946 قدّمت لها بصيرة حميمة لحياة صاحبها وتجربته. لدى شيّوتا، تكمن قدرة هذه الأشياء في أن تجعل الحضور الداخلي للكاتب محسوساً.
المعرض معروضه في نيويورك حتى 11 يناير. يمكنكم التخطيط الى زيارتكم من خلال موقع جمعية اليابان، وللاطلاع على مزيد من المواد تابعوا موقع شيّوتا وصفحتها على إنستغرام.