بعد سنوات من شكاوى الموظفين ومعدلات دوران مرتفعة، لم تعد غيتان فرنا تشغل منصب المدير التنفيذي في مركز ويكسنر للفنون، المؤسسة المعنية بالفنون المعاصرة بجامعه أوهايو الحكومية.
أرسلت الجامعة إلى موظفي المركز رسالة بريد إلكتروني من مكتب نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، رافي بيلامكوندا، أبلغتهم فيها أن فيرنا “تنحى عن دورها” اعتبارًا من اليوم، 29 أكتوبر. وجاء الإعلان قبل أقل من أسبوع على تقرير نشرته صحيفة كولومبوس المحلية أفاد بأن المركز لم يسجل فقط عجزًا يقارب 1.1 مليون دولار في السنة المالية 2024، بل إن أكثر من اثني عشر موظفًا كانوا قد وقّعوا رسالة تعبّر عن عدم ثقتهم في قيادة فيرنا وأرسلوها إلى بيلامكوندا في نهاية الصيف.
وسعى موقع Hyperallergic للحصول على تعليق من فيرنا ومن إدارة الجامعة ومن مركز ويكسنر، لكن لم ترد تصريحات فورية.
تركت فيرنا منصبها قبل أن تكمل عامها الثالث في الإدارة؛ فقد تم تعيينها في نوفمبر 2022 بعد عقد قضته كمديرة ومديرة فنية لمعرض باور بلانت للفن المعاصر في تورونتو.
وفي مقابلات أجريت العام الماضي مع أربعة موظفين حاليين وسابقين — تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم — وصفوا تجاربهم مع فيرنا بمشاعر مهنية سلبية شملت “هبوط الروح المعنوية” و”ضعف القيادة”. واتهم بعضهم فيرنا بالصراخ أو التقليل من شأن الموظفين في الاجتماعات، واتخاذ قرارات مالية ومنهجية عرضية دون تحذير أو تفسير كاف، والتعرض بعنف لفظي لأي رأي معارض لنهجها المنهجي.
وحسب مستندات جامعية اطلع عليها أحد المصادر في 2024، بلغ معدل دوران الموظفين 28% في أقل من عامين بعد تعيين فيرنا. واستقال موظفون أمضوا أكثر من عشرين عامًا في المركز بجانب آخرين قبلوا تخفيض مراتبهم في مجالات أخرى، وآخرين غادروا دون أن يكون لديهم وظيفة جديدة. وذكرت الرسالة الموقعة من الموظفين، التي كشفت عنها تقارير إعلامية لاحقًا، أن ما يقرب من نصف كوادر المركز غادروا منذ تعيين فيرنا حتى أغسطس 2025، كما غادر سبعة من أصل 24 من الأمناء مجلس الإدارة.
وصعدت المخاوف بشأن صحة المركز المالية داخليًا بعدما أظهر إغلاق السنة المالية 2024 نقصًا بنحو 2.5 مليون دولار عن الدخل المتوقع، ما أدى إلى تسجيل عجز بملايين الدولارات. وأظهرت مراجعات تقارير مالية لمجلس مؤسسة مركز ويكسنر أن المركز أنفق نحو 365,000 دولار على تجديد موقع إلكتروني، و185,000 دولار على جهاز عرض جديد، وما يقرب من مليون دولار على “نفقات رأسمالية غير محددة”.
كما أبلغت وسائل الإعلام المحلية والرسالة الموقعة من الموظفين أن الجامعة منحت المركز “بطاقة حمراء” حوالي يونيو من العام الحالي بسبب عدم الاستقرار المالي.
ورغم المشاكل المالية، يتهم بعض الموظفين الحاليين فيرنا بتفضيل مشاريع قد تغوص بالمركز أكثر في العجز، بينها مقترح يقارب المليون دولار لتحويل متجر المتحف إلى فصل متعدد الأغراض ومساحة صناعية تعليمية، وإنفاق مئات الآلاف من الدولارات على إنتاج فهارس المعارض السابقة والخارجية.
كما وُجهت إليها اتهامات بإلغاء مشاريع تمت دراستها والموافقة عليها بشكل مفاجئ. وقالت تامي إكارد، موظفة سابقة عملت اختصاصية في الوصول لـ13 شهرًا، لإحدى المنصات الإخبارية إن مبادرتها لتوفير مجموعات حسية شاملة للزوار كانت على وشك الموافقة النهائية حتى أن فيرنا “استبعدتها فجأة”، ثم حاولت أن يتلقى مشرفها المباشر تقريرًا تأديبيًا ضدها بعد محاولتها ترتيب لقاء مباشر مع فيرنا لمناقشة القرار. وحاول Hyperallergic التواصل مع إكارد للحصول على تعليق.
وقبل رحيل فيرنا، اشتكى موظفو المركز من صعوبات في أن تعترف الجامعة بشكاواهم أو تتعامل معها بشكل مناسب. وذكرت رسالة الموظفين في أغسطس أن العديد منهم أعربوا عن مخاوفهم “من خلال اجتماعات ورسائل إلكترونية وشكاوى مجهولة عبر أداة الإبلاغ السرية الإلكترونية”، كما لجأ بعضهم إلى طلب دعم للصحة النفسية من برنامج مساعدة الموظفين.
“رغم هذه الجهود، لم يتم التوصل إلى حل مُرضٍ”، جاء في نص الرسالة.
لم تُعلن بعد تفاصيل القيادة المؤقتة للمركز. وأشار بيلامكوندا في رسالته إلى أنه طلب من نائب رئيس الجامعة الأول للشؤون الأكاديمية، تريفور براون، أن “يساعد في توجيه هذا الانتقال بتعاون وثيق مع فريق قيادة المركز”.