من التصميم إلى الرسوم التوضيحية كيف وجدت ستيسي هسو توازنها الإبداعي في أحضان البرية

تركت ستايسي هسو مسيرة مهنية امتدت خمس عشرة سنة في مجال التصميم لتتفرغ لرسم النباتات، لكنها لم تفعل ذلك بدافع موضة أو بحث عن تغيير روتيني فحسب؛ كانت تسعى إلى استعادة شعور بالارتباط—مع عملها ومع العالم الطبيعي من حولها. خلال الجائحة، شرعت في الرسم كطريقة لإعادة التواصل مع الطبيعة ولمعالجة الشعور بالإرهاق. فعل بسيط: قلم على ورق، وملاحظة نباتات حديقتها أو رسم حيوانات برية أثناء النزهات، أعاد إليها متعة وصفاء كانت تفتقدهما.

أصبح الوضوح بمثابة بوصلة لها، واليوم تدير ستايسي استوديو خاصاً متاخماً لسرديات بيئية، تحوّل النظم البيئية إلى مطبوعات ونقوش وموارد تعليمية غنية بالتفاصيل. أعمالها تحتفي بالتنوّع الحيوي في شمال غرب المحيط الهادئ وما بعده، وتجمع بين بحث علمي دقيق وعين فنية تعشق الدهشة.

قبل أن تؤسس الاستوديو، عملت عبر قطاعات التقنية والمنظمات غير الربحية والحكومة، مصمِّمة منتجات رقمية وأنظمة بصرية. كانت تحب حل المشكلات وصياغة التجارب، لكنها كثيراً ما شعرت بوجود فجوة بين قيمها وسرعة بيئات العمل الرقمية. أدركت أن الإيضاح (illustration) يمكن أن يعيد التوازن عبر فتح الباب أمام السرد، والتمهل، والعالم الطبيعي الذي يثبّتها أرضاً.

وصفت خطوات عملها كما لو كنت تراها: يبدأ المشوار في الهواء الطلق، دفتر رسم في اليد، تنزه عبر الغابات وبرك المد والجزر ومسارات الجبال. في الاستوديو، تُغلف ملاحظتها الميدانية بطبقات من البحث—أدلّة ميدانية، تقارير حفظ، وخرائط جيولوجية—لتتبلور صورة دقيقة ومشوقة. عادةً ما تنطلق من مكان أو منظومة طبيعية ترتبط بها شخصياً؛ تريد للقطعة أن تكون مفرحة وغنية بالتفاصيل وفي الوقت نفسه تعليمية. الرسم بالنسبة لها رسالة حب ودعوة: تعال وانظر عن قرب.

وجد عملها مكانه بين العلماء والمعلمين والعائلات؛ ربما ليس جمهور مجلات التصميم التجاري، بل أولئك الذين يتعاملون مع الأدلة الميدانية ويعرفون كيف يقرأون الطبيعة. لم ترغب أن يظل عملها محصوراً داخل دوائر الصناعة؛ الطبيعة ملك للجميع، وكانت تريد لوصدها تصيب الأشخاص الأكثر انسجاماً مع هذا الشعور.

يقرأ  ليجيا بابيتدعوكللمشاركة

تلقّت طلبات تنفيذ جداريات من مؤسسات بيئية مثل مشروع Billion Oyster، حيث أنجزت جدارية غامرة تُجسّد النظام البيئي تحت سطح ميناء نيويورك. رسمت أسماكاً وسرطانات وحشائش بحرية وشقائق البحر، وشكّلتها إلى منظر تحت مائي متعدد الطبقات يمكن للأطفال التفاعل معه. هذا المشروع، الذي روى قصة المحار كمهندس للنظام البيئي، يجسد إيمانها بأن الفن يمكن أن يكون جميلًا ومعلِّماً في آن معاً. هذا المبدأ يمرّ في كل أعمالها، مدعوماً بفكرة مفادها أن التصميم فعل رعاية—يساعد الناس على فهم محيطهم ليس عبر الأرقام فحسب، بل عبر المتعة والاكتشاف.

عندما لا تكون منشغلة بأعمال بتكليفات، تطوّر مجموعتها الخاصة من مطبوعات الفن الرفيع وقطع مستوحاة من الأدلة الميدانية: مطبوعات وبطاقات وقطع منزلية مُوضّحة تهدف إلى جلب لحظة دهشة إلى الداخل. ليست كل أسرة قادرة على تكليف جدارية أو شراء أصل عمل فني، لكن طباعة جيدة أو مجموعة بطاقات قد تدعو المرء إلى التوقف، وإمعان النظر، وإعادة الاتصال بالطبيعة.

ومنحها عملها الشخصي المساحة للاطلاع على فضولها واستكشاف مسارات جديدة—مساحة للحرية تسمح لها بالاستمرار في المزج بين العلم والجمال، وبين المعرفة والإحساس.

أضف تعليق