احتُجز آلاف الأشخاص الذين يتنقّلون للعمل في أحد أرقى أحياء الهند على الطرق من ست إلى ثماني ساعات يوم الأثنين بسبب اختناقات مرورية ناجمة عن هطول أمطار.
أثار الحادث غضباً واسعاً على الإنترنت، وتساءل كثيرون كيف لمدينة مثل جوروجرام — المعروفة بناطحات سحابها المستقبلية ومقَار شركاتها الشاسعة — أن تعاني من بنية تحتية بهذا السوء.
نصحت سلطات إدارة الكوارث في الضاحية، الواقعة على مشارف العاصمة دلهي، المكاتب والمدارس والجامعات بالعمل من المنازل يوم الثلاثاء مع توقع هطول أمطار إضافية.
شهدت عدة مناطق في الهند هذا العام أمطاراً غزيرة ألحقت دماراً واسعاً وأودت بحياة المئات جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية.
توجه كثيرون إلى منصات التواصل للتعبير عن استيائهم من حركة المرور «الكوابيسية» في جوروجرام، والتي امتدت لأكثر من عشرة كيلومترات في طريق واحد، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.
يُظهر فيديو انتشر بسرعة صفّاً لا ينتهي من السيارات يعرقل ما لا يقل عن اثنتي عشرة حارة على أحد الطرق السريعة الرئيسة.
قال أحد المستخدمين على منصة X: «جوروجرام تغرق. تدفعون إيجارات باهظة لتعودوا إلى هذا المشهد».
مازح بعضهم بأنهم قد يبيتون في المكتب، بينما أشار آخرون إلى أنهم ربما يصلون أسرع سيراً على الأقدام.
جوروجرام جزء من ولاية هاريانا، التي تحكمها حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
طرح السكان الغاضبون تساؤلات حول سبب عجز الولاية عن تحسين البنية التحتية في المدينة التي تستضيف مقرات إقليمية لشركات كبرى مثل جوجل، ميتا، أميركان إكسبريس وسامسونج.
وفي الوقت ذاته، صدرت تحذيرات جوية في دلهي والمدن المحيطة.
تجاوز نهر يامونا مستوى الخطر خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى فيضان بعض المناطق المنخفضة، وقد ناشدت السلطات السكان هناك الانتقال إلى أماكن أكثر أماناً.
أُغلق الجسر الحديدي القديم الذي يربط ضفتي النهر بسبب ارتفاع منسوب المياه.
في منشور على وسائل التواصل يوم الإثنين، طمأنت رئيسة حكومة دلهي ريخا غوبتا السكان بأن الوضع يخضع للمراقبة الدقيقة.
تشهد الهند بانتظام فيضانات عنيفة خلال موسم الرياح الموسمية الذي يمتد من يونيو إلى سبتمبر، لكن المسؤلين يقولون إن حدة الأمطار هذا الموسم كانت أعلى بشكل ملحوظ.
كما شهدت ولايات أخرى مثل هيماشال براديش، أوتاراخاند، بنجاب ومناطق من كشمير الخاضعة لإدارة هندية أمطاراً عاصفة.
قُتل ما لا يقل عن 29 شخصاً نتيجة الفيضانات في بنجاب، حيث يُتوقع هطول مزيد من الأمطار يوم الثلاثاء.
أظهرت بيانات صادرة عن هيئة إدارة الكوارث في هيماشال براديش أن 310 أشخاص لقوا حتفهم في حوادث مرتبطة بالأمطار — كفيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية وحوادث طرق — في الولاية منذ يونيو 2025.
في الشهر الماضي، قُتل ما لا يقل عن 46 شخصاً في قرية تستضيف حجاجاً هندوساً في منطقة كشمير الخاضعة لإدارة هندية.
في الخامس من أغسطس، غُمرت نحو نصف قرية دهارالي في ولاية أوتاراخاند بعد أن ضربتها فيضان مفاجئ هائل.