أمطار موسمية غزيرة وفيضانات مستمرة تجتاح البنجاب الباكستاني أخبار أزمة المناخ

تحذير إخلاء عاجل لسكان مناطق ضفاف تشيناب وستليج ورافي

٨ سبتمبر ٢٠٢٥

أصدرت السلطات تحذيرات إخلاء جديدة لعدة مناطق منخفضة الارتفاع في إقليم البنجاب بباكستان، بعد تنبيه من فيضانات واسعة يُعدّها المسؤولون الأسوأ في التاريخ المسجّل للمنطقة. وتعاني الأقاليم المتأثرة هطولات مطرية غزيرة مع استمرار نشاط موسمي حاد يُتوقع أن يفاقم الوضع خلال اليومين القادمين.

نقلت دائرة الأرصاد الباكستانية على منصة إكس أن سُيصاحب النظام الموسمي الحالي هطول أمطار استثنائية في أجزاء الجنوب خلال الساعات المقبلة، وأن موجات من الأمطار الغزيرة جداً مع رعد ورياح قوية ستستهدف مناطق واسعة. وناشدت السلطات السكان التزام أوامر الإخلاء والابتعاد عن مجاري الأنهار والمناطق المنخفضة.

من مدينة ملتان، أفاد مراسل الجزيرة كمال حيدر أن الوضع “خارج نطاق السيطرة” في عدة مناطق قريبة من الأنهار المتورمة. وردت تقارير مُبكرة تفيد بأن بلدة جلالبور بيروالا، التي تبعد نحو ٩٠ كم عن ملتان، شهدت احتجاز نصف مليون شخص بعد غمر المياه لقراهم، وبعضهم لجأ إلى أسطح المنازل طلباً للحماية. وأضاف المراسل أن قوارب الإغاثة غير كافية، وأن عمليات الإخلاء بطائرات الهليكوبتر جرى تفعيلها لكن الطقس عرقل كثيراً من الجهود.

مع استمرار الأمطار، وصف حيدر الوضع بأنه كارثة كبيرة تسببت بتدمير قرى ومنازل، وبخسائر واسعة في المحاصيل إثر اجتياح الأراضي الزراعية. في ملتان نفسها، بين نهري ستلج وتشيناب، تَسلّلت المياه عبر ثلاثة سُدودٍ أو حواجز على الأقل وغمرت عشرات القرى، وكانت جلالبور بيروالا من أكثر الأماكن تضرراً حيث غمرت المياه المنازل والحقول والمزروعات الواقفة.

لقي خمسة أشخاص حتفهم يوم السبت عندما انقلب قارب إنقاذ كان يقل نحو ٣٠ شخصاً قرب ملتان. وفي تطور دبلوماسي، نبهت الهند باكستان يوم الأحد إلى ارتفاع منسوب مياه نهر ستليج محذرة من تأثير الأمطار الموسمية على المناطق المنخفضة في المصب، وقدمت هذه التحذيرات عبر القنوات الدبلوماسية بدلاً من آليات معاهدة مياه السند التي لم تعد سارية بين البلدين بعد انسحاب الهند منها في أبريل الماضي عقب الهجوم الدامي في كشمير الذي أودى بحياة عشرات السائحين واتهمت نيودلهي باكستان بالوقوف وراءه.

يقرأ  كييف تسمح للأوكرانيين حتى سنّ الثانية والعشرين بمغادرة البلاد

تعرضت ولايات بنجاب الهندية أيضاً لهطولات وأضرار، وإن بدرجة أقل من باكستان. ويشير خبراء مناخ إلى أن الاحترار العالمي ضاعف من حدة أنماط الأمطار الموسمية، ما جعل كلا البلدين يدفع ثمن التقلبات المناخية المتطرفة وآثارها على السكان والزراعة والبنى التحتية.

أضف تعليق