وقّعت إسرائيل ومولدوفا اتفاقية تعاون زراعي تنصّ على أن تزوّد إسرائيل البذور المتقدمة والمعرفة التقنية، فيما تُقدّم مولدوفا الأراضي والمياه والقوى العاملة.
في خطوة استراتيجية لتأمين إمدادات القمح، أبرمت إسرائيل مذكرة تفاهم مع مولدوفا خلال زيارة وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر في الثالث من سبتمبر. تنص الاتفاقية على إقامة مشاريع زراعية مشتركة لزراعة القمح بهدف حماية الأمن الغذائي الإسرائيلي في الأوضاع الاعتيادية وحين الطوارئ.
تُبنى شراكة العمل على أسس تجارية، وتُعدّ هذه أول اتفاقية زراعية رسمية تربط إسرائيل بمولدوفا منذ افتتاح سفارتها قبل نحو ستة أشهر. بموجبها تقدم إسرائيل تقنيات تحسين البذور وخبراتها، بينما تتيح مولدوفا مساحات زراعية وموارد مائية ويد عاملة لتنفيذ البرامج.
أوضح ديختر أن “تنويع مصادر القمح مرحّب به في الأوقات الطبيعية وضروري في حالات الطوارئ”، مشدِّداً على أن هذه الاستعدادات تضمن استمرارية الأداء الاقتصادي. وأضاف أن مبدأ “الأرفف الممتلئة” يقود خطط الدولة، بمعنى توفير مخزونات جاهزة للاستخدام في الظروف العادية والاستثنائية على حد سواء.
تندرج الاتفاقية ضمن سياسة أوسع لوزارة الزراعة والأمن الغذائي الإسرائيلية لتعزيز الإنتاج المحلي وتنويع الواردات والاستعداد للأزمات المحتملة. وتشمل الأهداف رفع الناتج الزراعي بنحو ثلث بحلول 2035 وزيادة حصة القمح المزروعة محلياً من 10% إلى 30%.
ثمّن ديختر مساهمة المسؤولين المولدوفيين وقال: “أشكر الوزيرة لودميلا كاتلابوغا وفريقها، وكذلك السفير ألكسندر رويتمان. هذه بداية تعاون طويل ومثمر متوقع في مجال الزراعة الذي يخدم مصالح البلدين.”
تقع مولدوفا في شرق أوروبا بين أوكرانيا ورومانيا، وتُخصص حوالى 70% من مساحتها للأغراض الزراعية، ويشكل القطاع نحو 12% من ناتجها المحلي الإجمالي. تشتهر البلاد بتصدير الحبوب مثل القمح والشعير والذرة، إضافة إلى صناعتها الخمرية، وقد كانت تُعرف تاريخياً بـ«سلة الفواكه والخضروات للاتحاد السوفييتي»، ولا تزال تحتفظ ببنية تحتية وتقاليد زراعية قوية.
تأتي الاتفاقية في إطار مبادرة إسرائيلية أُطلقت بعد أزمة إمدادات القمح العالمية عام 2022، وتهدف إلى تنويع مصادر الاستيراد مع نقل الخبرة والتكنولوجيا الإسرائيلية إلى شركاء إقليميين. سبق لإسرائيل توقيع اتفاقيات مماثلة مع المغرب وكازاخستان وأوزبكستان وأذربيجان ورومانيا.
خلال الزيارة، اطلع الوفد الإسرائيلي على معاهد البحث الزراعي في مولدوفا وحاضر في لقاءات حول تحسين البذور والتكيف مع التغير المناخي، وهو ما يعكس تركيزاً على تعزيز القدرة على الصمود على المدى الطويل. وأكد المسؤولون أن الشراكة تعزّز ليس فقط الجهوزية لحالات الطوارئ بل أيضاً التجارة المستدامة والتعاون التكنولوجي.
ختم ديختر بالقول إن المذكرة تُبيّن كيف يمكن لإسرائيل ومولدوفا توحيد نقاط القوة لتأمين الموارد الغذائية الحيوية: بدمج الابتكار الإسرائيلي مع القدرة الزراعية المولدوفية نخلق نموذجاً استراتيجياً للأمن الغذائي يصب في مصلحة البلدين.