إضراب الدوحة قد يفضي إلى تداعيات بالغة الخطورة

أدانت عدة دول زعامة العالم الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مسؤولين رفيعي المستوى من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، والتي طالت كبار القادة أثناء اجتماعات تفاوضية بشأن وقف إطلاق النار عُقدت يوم الثلاثاء.

زعيم الكنيسة الكاثوليكية، البابا ليو الرابع عشر، أعرب عن قلق بالغ إزاء الضربة وما قد تجره من تبعات، وقال شفوياً: «لا نعلم كيف ستسير الأمور. الأمر خطير للغاية»، مؤكدًا أن الجهات الدولية «ينبغي أن تواصل العمل والإصرار على السلام».

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اتهم إسرائيل بأنها قوّضت الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، واعتبر ما حدث «انتهاكًا صارخًا لسيادة ووحدة أراضي قطر». ومن جهته حذر رئيس الحكومة الكندية مارك كارني من أن أي إجراءات إضافية من إسرائيل «ستعرّض مباشرة جهود إحراز السلام والأمن للخطر».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف الضربات بأنها «غير مقبولة مهما كانت الأعذار»، وجدد تضامنه مع قطر مؤكداً أن «الحرب لا يجب أن تنتشر في المنطقة تحت أي ظرف من الظروف».

رئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر حذر من احتمال أن تؤدي الضربة إلى تصعيد واسع، ودعا إلى أن يكون الإجراء الوحيد الرادع مزيدًا من الهدوء عبر «وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتدفق كبير للمساعدات إلى غزة».

وزارة الخارجية التركية وصفت الهجوم بأنه «جريمة بشعة» ودليلاً على أن إسرائيل «اعتمدت نشر عدم الاستقرار والإرهاب في المنطقة كسياسة دولة رسمية»، ودعت المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط قوية لوقف اعتداءات إسرائيل على فلسطين والمنطقة.

كما أدانت وزارتا خارجية ألمانيا وإسبانيا الضربة واعتبرتا أنها تقوّض سيادة قطر. والسفارة الصينية في الدوحة أصدرت تحذيراً أمنياً للمواطنين الصينيين دعتهم فيه إلى «تقليل الخروج غير الضروري وتجنب الذهاب إلى المناطق عالية الخطورة»، بحسب رويترز.

يقرأ  ١٠ طرق فعّالة لتعزيز الصحة النفسية لدى المعلمين

رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني دانت بدورها الضربات، مؤكدة أن إيطاليا «تعارض أي تصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة في الشرق الأوسط»، فيما جدد وزير خارجيتها أنطونيو تاجاني تضامن روما مع قطر معتبراً أن «الدبلوماسية والحوار يظلان السبيلين الرئيسيين لحل عادل ودائم للصراع».

هل ستستمر قطر في دور الوساطة؟

أبدت الدوحة موقفًا متباينًا حيال استمرارها في وساطة المفاوضات بين حماس وإسرائيل. قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء القطري، في مؤتمر صحفي: «قطر لم تدخر وسعًا وستبذل كل ما في وسعها لإيقاف هذه الحرب في غزة، لكن بالنسبة للمحادثات الحالية لا أظن أن هناك ما يمكن البناء عليه الآن بعد ما شاهدناه في هجوم اليوم».

من جهته أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية أن «دولة قطر تدين بشدة الهجوم الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مبانٍ سكنية تضم عدة أعضاء من المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة».

وكانت الدوحة قد سهلت محادثات تتعلق بصفقة تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار في غزة؛ ومن بين الأهداف الرئيسية للعملية كان خليل الحية، زعيم حركة حماس، الذي وُصف بأنه من بين الأسماء التي تعرّضت للاستهداف.

أضف تعليق