اختبار واقع العائد على الاستثمار مقاييس التعلم أم تأثير الأعمال؟

الحقيقة المزعجة حول قياس أداء أقسام التعلم والتطوير

ادخل أي قسم للتعلّم والتطوير اليوم وستسمع مطلباً متكرراً عن ضرورة إظهار قيمة التدريب. مع ذلك تظل كثير من الفرق محبوسة في قياس الأنشطة بدل قياس الأثر: تعدّ نسب الإنهاء، تحصي درجات الرضا، وتسجّل أعداد الملتحقين بالدورات، بينما لا تستطيع الإجابة عن السؤال الذي يهم قادة الأعمال فعلاً: ما التغيير العملي الذي أحدثه هذا التدريب؟

هذه ليست مشكلة نية؛ فمتخصصو التعلم والتطوير شغوفون ببناء تجارب تعلم ذات معنى تساهم في نجاح المؤسسة. المشكلة تكمن في سوء فهم جوهري لما يتطلبه قياس عائد الاستثمار وكيفية ربط أنشطة التعلم بنتائج العمل.

إصدار كتاب إلكتروني
العنوان: الرابط المفقود — من مقاييس التعلم إلى نتائج صافية للأعمال
استكشف أُطُراً مثبتة لربط التعلم بنتائج الأعمال واطلع على دراسات حالة عملية حول قياس العائد على الاستثمار.

مشكلة الـ90%: لماذا تكافح معظم فرق التعلم؟
الأبحاث تشير بشكل متكرر إلى أن حوالى 90% من مؤسسات التعلم والتطوير تجد صعوبة في إظهار قيمة واضحة لأعمالها التدريبية. هذه الإحصائية ليست مجرد مسألة قياس؛ إنها أزمة استراتيجية تؤثر على توزيع الميزانيات، مصداقية القسم، والقدرة على تأمين موارد لمبادرات مستقبلية.

تتجلى الصعوبة بعدة أشكال:
– تحديات تبرير الموارد
عندما تلوح خفضات الموازنة، غالباً ما تكون برامج التدريب من أول الضحايا لأن قيمتها التجارية غير واضحة. فرق التعلم تدافع عن بنودها باستخدام نسب الإنهاء وتقييمات الرضا، بينما تُقدّم أقسام أخرى بيانات مباشرة عن الإيرادات وتخفيض التكاليف.

– تأثير استراتيجي محدود
بدون بيانات تأثير تجارية ملموسة، يصعب على قادة التعلم أن يحصلوا على مقاعد على طاولات التخطيط الاستراتيجي. يُنظر إليهم كمزودين للخدمات لا كشركاء استراتيجيين، فيُسند إليهم التنفيذ بدلاً من التأثير في اتجاه المؤسسة.

يقرأ  ما الذي يدفع ترامب وبوتين للقاء في ألاسكا؟

– بيانات بلا اتجاه
تجميع كميات هائلة من البيانات — نسب الإنهاء، وقت الدراسة، درجات الاختبارات، تقييمات الرضا — لا يضمن القدرة على الإجابة عما إذا كانت البرامج تحقق نتائج فعلية. وفرة المقاييس تعطي وهماً بالتقدّم لكنها تفشل في ربط التعلم بأهداف العمل.

الانفصال الكبير: مقاييس التعلم مقابل واقع الأعمال
في جوهر تحدي العائد على الاستثمار يكمن انفصال بين ما تقيسه فرق التعلم عادةً وما يحتاج قادة الأعمال رؤيته.

مقاييس التعلم التقليدية تركز على عملية التعلم نفسها، مثل:
– نسب إتمام الدورات
– درجات رضى المتعلمين
– اختبارات الاحتفاظ المعرفي
– زمن إكمال الدورات
– مستويات المشاركة

بينما تركز مقاييس تأثير الأعمال على نتائج المؤسسة:
– نمو الإيرادات
– خفض التكاليف
– تحسينات الجودة
– حوادث السلامة
– احتفاظ الموظفين
– رضا العملاء
– زيادات الإنتاجية

ينشأ الانفصال عندما تفترض فرق التعلم أن إيجابية مقاييس التعلم تعني تلقائياً قيمة تجارية. معدل إكمال 95% لدورة مبيعات لا ينتج عنه أثر إن لم تتحسّن مؤشرات المبيعات. درجات عالية في رضى برامج القيادة لا تعني شيئاً إذا ظل تفاعل الموظفين ثابتاً.

هذا لا يعني أن مقاييس التعلم بلا قيمة — إذ هي ضرورية لفهم وتحسين تجارب التعلم — لكنها نصف المعادلة فقط. الجزء المفقود هو الربط المنهجي بين ما تعلّمه المتدربون وما تحقق من نتائج أعمال.

الثورة المكوّنة من مستويين في القياس
لقياس عائد استثمار فعّال يلزم نهج ثنائي يقدّر كلّاً من جودة التعلم وأثره على الأعمال:

المستوى الأول: مقاييس التعلم تجيب عن سؤال “هل تعلّم الناس؟”
– تؤكد أن البرامج مصممة وتُنفَّذ بشكل سليم
– تزود بملاحظات لتحسين التجربة التعليمية باستمرار
– تثبت عملية انتقال المعرفة كما هو مقصود

يقرأ  روسيا تشدد الضوابط على الإنترنت وتفرض قيودًا على مكالمات واتساب وتيليغرامأخبار وسائل التواصل الاجتماعي

المستوى الثاني: مقاييس الأعمال تجيب عن سؤال “هل خلق التعلم قيمة؟”
– تربط نتائج التعلم بأداء المنظمة
– توفر بيانات لتبرير الموازنة والتخطيط الاستراتيجي
– تبيّن العائد الملموس على استثمار التعلم

كلا المستويين ضروريان، لكن لا يكفي أي منهما منفرداً. تحتاج المؤسسات إلى مقاييس تعلم قوية لضمان فعالية البرامج، وإلى مقاييس أعمال واضحة لإثبات جدواها.

تحديد توقعات واقعية لقياس العائد الحقيقي
قبل الغوص في استراتيجيات القياس، من المهم تأسيس توقعات واقعية حيال ما يتطلبه هذا المسار.

– استثمار زمني
قياس العائد ذو مغزى ليس حلّاً سريعاً. يحتاج تخطيطاً مسبقاً، جمع بيانات نظامي وصبراً بينما تتجلى تأثيرات العمل مع الزمن. بعض البرامج تظهر نتائج فورية، وبعضها يحتاج شهوراً أو أعواماً قبل أن يظهر أثره الكامل.

– تعاون عابر للوظائف
القياس الفعّال يتطلب شراكات خارج فريق التعلم: مع الموارد البشرية للبيانات الادائية، والمالية لمعلومات التكلفة، والتشغيل لمقاييس الإنتاجية، وتقنية المعلومات لربط البيانات.

– صرامة منهجية
قياس العائد يتطلب تقنيات أكثر تطوراً من المقارنات البسيطة قبل/بعد. يجب مراعاة العوامل الخارجية، وإقامة مجموعات ضابطة حينما يكون ذلك ممكناً، واستخدام أساليب إحصائية لعزل أثر التدريب.

– تعليم أصحاب المصلحة
قد يحتاج قادة الأعمال إلى توعية بتعقيدات قياس أثر التعلم. الانتصارات السريعة نادرة، لكن الرؤى المكتسبة لا تُقدر بثمن لاتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة.

المسار إلى الأمام
الفجوة بين مقاييس التعلم ونتائج الأعمال ليست مستحيلة التجاوز — يمكن سدّها بالنهج الصحيح، الأدوات المناسبة، والالتزام المؤسسي. المؤسسات التي تنجح في ربط التعلم بالأثر لا تكتفي بالبقاء في مواجهة خفضات الميــزانية، بل تتحول إلى شركاء استراتيجيين يسهمون في خلق القيمة.

في كتابنا الإلكتروني “الرابط المفقود: من مقاييس التعلم إلى نتائج صافية للأعمال” نعرض أُطُراً مثبتة لربط التعلم بالأهداف التجارية، نحلل دراسات حالة واقعية لقياس العائد الناجح، ونزوّد أدوات عملية لبناء نظام قياس خاص بكم. الهدف ليس إلغاء مقاييس التعلم، بل إكمالها ببيانات أثر تجارية تروي قصة متكاملة عن خلق القيمة.

يقرأ  طرق مبتكرة لتعليم مفاهيم الذكاء الاصطناعي دون الاعتماد على التكنولوجيا

تحوّل فرق التعلم من مراكز تكلفة إلى مراكز قيمة ممكن بتحويل طريقة التفكير: من متتبعي نشاط إلى بُناة تأثير، ومن منفذين إلى شركاء استراتيجيين.

MindSpring
MindSpring وكالة تعليمية حائزة على جوائز تصمم وتبني وتدير برامج تعلم تهدف إلى دفع نتائج الأعمال. نحن نحلّ تحديات التعلم والعمل عبر استراتيجية تعلم، تجارب تعليمية، وتقنية تعليمية.