استطلاع يكشف العبء الثقيل الذي تفرضه الخدمة الاحتياطية على الأسر الإسرائيلية

الطلب على خدمات الصحة النفسيه المهنية كان كبيراً؛ إذ لجأ حوالي 35% من الأزواج أو الزوجات إلى مساعدة نفسية بعد أداء شريكهم للخدمة في الاحتياط.

أرقام نشرتها مصلحة الإحصاء المركزية الإسرائيلية يوم الأحد تكشف التأثير العميق للخدمة الممتدة في الاحتياط على أسر العسكريين، حيث تعرضت ما يقرب من نصف الزيجات لضرر، وتدهورت الحالة النفسية لدى أكثر من نصف الأطفال.

أجرِيَت الدراسة الشاملة بين أبريل ومايو 2025، واستطلعت آراء أسر المقاتلين في قوات الدفاع الإسرائيلية الذين خدموا خلال أعمال روتينية أو بأوامر طوارئ بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و1 شباط/فبراير 2025. النتائج ترسم صورة قاتمة للأضرار الجانبية للحرب على الجبهة الداخلية.

بحسب المسح، أفادت نحو نصف الزوجات المتزوجات من مجندي الاحتياط أن علاقتها الزوجية تعرضت للضرر نتيجة لتمديد خدمة الشريك. وما يقرب من ثلث هؤلاء النساء أقررن أن الأذى دفعهن للتفكير في الانفصال أو الطلاق.

العلاقة بين طول مدة الخدمة وضغط العلاقة الزوجية بارزة بشكل لافت: بينما أبلغ 36% من أزواج/زوجات من خدموا حتى 50 يوماً عن أذى للعلاقة، ارتفعت النسبة بشكل ملحوظ إلى 57% لدى الأزواج/الزوجات لمن خدم شركاؤهم بين 200 و350 يوماً.

«كلما طالت مدة الخدمة في الاحتياط، ازداد تأثيرها على استقرار الأسرة»، كما جاء في التقرير.

جنود من قوات الدفاع الإسرائيلية يعملون في مدينة غزة، 20 يوليو 2024.

الأطفال لم يُستثنَوا من العبء النفسي؛ وجد المسح أن 52% من الأزواج/الزوجات أبلغوا عن تغير سلبي في الحالة النفسية لأطفالهم بعد خدمة الاحتياط، وارتفعت هذه النسبه إلى 63% بين العائلات التي خدم فيها الأب ما بين 200 و250 يوماً.

أزمة الصحة العقلية طالت أيضاً الأزواج/الزوجات أنفسهم: أفادت نسبة ملحوظة بلغت 61% من زوجات مجندي الاحتياط بحاجتهن إلى شكل من أشكال المساعدة بعد خدمة الشريك، فيما احتاج 55% إلى دعم نفسي أو عاطفي و38% إلى دعم مالي.

يقرأ  منظمو قافلة غريتا ثونبرغ إلى غزة يزعمون تعرضها لهجوم بطائرة مسيّرة

الخدمات النفسية المهنية
الطلب على خدمات الصحة النفسية المهنية ظل مرتفعاً، حيث لجأت 35% من الأزواج/الزوجات لطلب مساعدة نفسية بعد خدمة الشريك في الاحتياط. وبالنسبة لزوجات أفراد قوات البر، وصلت النسبة إلى 68%، ما يعكس الطبيعة الشديدة للخدمة في صفوف المشاة خلال الصراع.

«كلما طالت مدة خدمة الاحتياط، حتى 250 يوماً، ارتفعت نسبة الباحثين عن مساعدة نفسية»، أشار التقرير.

اتجهت العائلات بشكل متزايد إلى شبكات الدعم الشخصية للحصول على المساعدة؛ ثلاثة أرباع الأسر العسكرية احتاجت للمساعدة واعتمدت على أفراد العائلة أو الأصدقاء. وكشف المسح فروقاً ثقافية في سلوك طلب المساعدة: 83% من العائلات المتدينة استعانت بأقارب أو أصدقاء، مقابل 74% من العائلات العلمانية و64% من العائلات الأرثوذكسية اليهودية.

أظهرت أنظمة الدعم الرسمية فعالية متفاوتة؛ فقد أفادت 30% من العائلات بتلقي مساعدة من قوات الدفاع الإسرائيلية و23% من السلطات المحلية، مع تفاوت كبير حسب طول فترة الخدمة. كانت عائلات من خدم شركاؤهم أكثر من 250 يوماً أقرب إلى تلقي مساعدة من الجيش بنحو الضعف مقارنة بمن خدم لشهور أقصر.

أما الدعم المالي عبر معهد التأمين الوطني فبلغ معظم العائلات: تلقى 87% من الأزواج/الزوجات مدفوعاتهم المستحقة — 68% كاملة و19% جزئياً. ومع ذلك، لا تزال ثغرات كبيرة قائمة، لا سيما بين الأمهات المطلقات والأمهات العازبات اللاتي حصلن على دعم أقل بكثير.

أضف تعليق