استقلالية المتعلّم ركيزة أساسية لتعزيز التعلم

تعريف: تعني الاستقلالية الطلابية أن يمتلك الطلاّب قدرة أكبر وذات مغزى على التحكم في ما يتعلّمون، وكيفية تعلمهم، ومتى يقومون بالتعلّم، ومع مَن يتعلّمون.

تعريف الاستقلالية الطلابية
الاستقلالية الطلابية تعني أن يُمنح المتعلّمون سيطرة ذات معنى على أجزاء من عمليّة تعلمهم ضمن أهداف واضحة — مثل: ما الذي سيعملون عليه، كيف سيبرزون ما تعلّموه، متى ينهون المهام، أو مع من يختارون العمل — على أن تكون الأهداف مكتوبة بلغة يسهل على الطلبة فهمها.

(إدوارد إل. ديسي وريتشارد إم. رايان، Intrinsic Motivation and Self-Determination in Human Behavior، 1985)

دلالة الاستقلالية الطلابية
تخيّل درسًا يديره المعلم. عادةً تتخذ معظم القرارات المعلم: أي نص نقرأ، أي مسألة نبدأ بها، كم من الوقت يجب أن تستغرق الأنشطة، وهل نسمح بالعمل مع أقران. تطلب منا فكرة الاستقلالية أن نفحص تلك القرارات نقطة بنقطة:
– أي من هذه القرارات يمكن للطلاب امتلاكها دون أن يفقدوا الهدف المبيّن؟
– ماذا سيحدث إذا اختار الطلاب أي نص يقرأون أولًا؟
– ماذا سيحدث إذا سمِح لهم باختيار أي مسألة يحاولون حلّها أولًا؟
– ماذا لو اختار الطلاب العمل منفردين، أو في أزواج، أو في مجموعات؟

نظريّة تحديد الذات لديسي ورايان توضح أن الاستقلالية حاجة إنسانية أساسية. الفصول التي يتيح فيها المعلمون قرارات حقيقية للطلاب تظهر دافعية أقوى، مثابرة أطول أمام المهام الصعبة، وتفاعلًا مستمرًا مع عمليّة التعلّم.

الاستقلالية داخل الصف
سيناريو: مختبر علوم للصف السابع. الهدف: تصميم اختبار لقياس ضغط الهواء أو رصد نسبة الرطوبة. يختار الطلاب واحدًا من ثلاثة مواد للاختبار، يقررون العمل مع شريك أم لا، ويختارون كيف يعرضون النتائج — تقرير صفحة واحدة، ملصق بيانات، أو فيديو مدته ثلاث دقائق. جميع المنتجات تُقيّم وفق نفس المعايير. يوجد نقطة فحص منتصفية تتطلب خطة عمل، قائمة بالمتغيرات، وجدول بيانات.

يقرأ  الذكاء الاصطناعي:تعزيز مواد وتجارب التعلم الإلكتروني

أمثلة على الاستقلالية الطلابية
ابدأ بنقطة واحدة في درسك يمكن للطلاب عندها اتخاذ قرار حقيقي. أبقِ الهدف ثابتًا لكن دعهم يقررون جزءًا من المسار.
– اختيار المهمة: عرض نصين أو ثلاثة تتوافق مع المعيار نفسه، ليختار الطالب النص الذي يحلله.
– اختيار العملية: دع الطلاب يظهِرون فهمهم بخريطة مفاهيم، مقالة قصيرة، فيديو مدته 30 ثانية، إلخ — كلها تُقيّم بنفس المعيار.
– اختيار التوقيت: قدّم خمسة مسائل تدريبية ودع الطلاب يقررون الترتيب وما إذا كانوا سيؤدونها في الصف أم في البيت مع نقطة تدقيق معلنة.
– اختيار التجميع: يعمل الطالب منفردًا، مع شريك، أو في ثلاثيات، مع أدوار وتوقعات معلنة.

قبل وبعد (نماذج عمليّة)
– توجيه المعلم ← بيئة داعمة للاستقلالية
– منتج واحد للجميع ← قائمة منتجات، معيار تقييم واحد
– جدولة ثابتة ← مواعيد مصغّرة للطلاب داخل نافذة زمنية
– يجيب المعلم أولًا ← يفحص الطلاب المصادر ثم الأقران ثم المعلم
– تقييم من محاولة واحدة ← تغذية راجعة وفرصة للمراجعة

أسئلة للتفكير لمعلّمي المستقبل
– أين في الدرس القادم يمكنني أن أقدّم خيارًا ذا معنى؟
– كيف سأوضّح التوقّعات كي يستخدم الطلاب الحرية بشكل منتج؟
– ما الأدلة التي سأجمعها لأعرف إن الاستقلالية حسّنت الانخراط أو التعلّم؟

حدود ومخاطر
الاستقلالية ليست غيابًا للبنية، بل فرصة لتفويض مسؤولية أكبر للطلاب ضمن إطار واضح. ساعد المتعليمن بالحفاظ على الأهداف والمعايير مرئية، وقدِّم تغذية راجعة لتوجيههم قدر الإمكان. ابدأ بخيارات صغيرة واحدة أو اثنتين ثم وسّع نطاقها. علِّم الروتينات التي تجعل الاستقلالية فعّالة: التخطيط، التحقّق الذاتي، وطلب المساعدة.

موارد إضافية للاستزادة في موضوع انخراط الطلاب
(مصادر ذات صلة متاحة لدى TeachThought وغيرها)

يقرأ  إسرائيل تؤكد بدء هجومٍ بري واسع النطاق على مدينة غزة

المراجع
– ديسي، إ. ل. ورايان، ر. م. (1985). Intrinsic Motivation and Self-Determination in Human Behavior. نيويورك: Plenum.
– رايان، ر. م. و ديسي، إ. ل. (2000). Self-Determination Theory and the facilitation of intrinsic motivation, social development, and well‑being. American Psychologist, 55(1), 68–78.
– ريف، ج. (2006). Teachers as facilitators: What autonomy‑supportive teachers do and why their students benefit. The Elementary School Journal, 106(3), 225–236.

أضف تعليق