نشرت وحدة طائرات مسيرة اوكرانية، يوم الثلاثاء، مقطعًا يظهر طائرة روسية من طراز “جيربيرا” مزودة بكاميرتين متجهتين إلى الأعلى.
يعد المقطع مؤشراً متزايد الأهمية على كيفية استجابة روسيا لتنامي اعتماد أوكرانيا على طائرات الاعتراض الرخيصة.
تُعد طائرات “جيربيرا” من أرخص منظومات الطائرات المسيرة لدى روسيا، وغالبًا ما تُستَخدم كطُعم أو كمحرك لموجات هجوم متتابعة.
في الفيديو يظهر طراز جيربيرا بكاميرات مركّبة على ظهره، ما يبيّن كيف قد تسعى موسكو إلى إحباط استخدام أوكرانيا المتصاعد لردائف اعتراض رخيصة موجهة ضد موجات الشاهد ذات المنشأ الإيراني.
نُشر المقطع يوم الثلاثاء عبر قناة “وو ساموراي” على تيليغرام، وهي تشكيل تابع للواء المدرع الثقيل 117 يركز على الحرب المضادة للطائرات المسيرة.
يبدو أن التسجيل التُقط بواسطة طائرة اعتراض، وهي عادة نظام من دون طيار بنظرة آنيّة (FPV) مصمم لملاحقة الطائرات الأكبر وإسقاطها.
أظهر المقطع هيكل جيربيرا المميز—طائرة دفعها مروحة صُممت لتقليد قنابل دائمة التحليق من طراز “شاهد” الإيرانية—وهي تحلّق فوق حقول زراعية.
مع اقتراب طائرة الاعتراض من الجيربيرا، بدت كاميرتان بصريتان بوضوح مُلصقتين في مؤخرة الطائرة الروسية؛ إحداهما موجهة إلى السماء، والأخرى مائلة تجاه الخلف، ما يشير إلى أنها وُضعت لكشف التهديدات القادمة من الأعلى أو من المؤخرة.
ورغم ذلك، كتبت قناة وو ساموراي على تيليغرام أن طائرة الاعتراض التابعة لهم نجحت في إصابة الجيربيرا.
“الجيربيرا حاولت التملص بكاميرتين على ظهرها — ولم تنجح الكاميرات في حمايتها”، جاء في التغريدة. ولا يزال توقيت ومكان تصوير المقطع غير مؤكدين؛ واللواء 117 يشارك في القتال بمنطقة دونيتسك.
يُعد ظهور هذا المقطع، لطائرة جيربيرا التي صارت من أكثر المنصات رخصًا انتشارًا في الحرب، علامة إضافية على أن روسيا قد تسعى لتوسيع تكتيك الحفاظ على الطائرات المسيرة الذي جرّبته سابقًا على منظومات أغلى ثمنًا.
خلال الأشهر الماضية، أفاد الجنود الأوكرانيون بتزايد اللقاءات مع طائرات استطلاع روسية مثل “سوبركام” المزوّدة بمستشعرات أو كاميرات تساعد المنصات الجوية على المناورة والالتفاف لتفادي طائرات الاعتراض.
في 7 سبتمبر نشر المدوّن الأوكراني البارز سيرهي “فلاش” بيسكريستنوف مقطعًا لما وصفه بكاشف إشارة راديوية صناعي يُستخدم على طائرة من طراز سوبركام؛ وقال بيسكريستنوف إن الطائرة مبرمجة لتنفيذ مناورات تفادٍ بمجرد أن تكشف اشارة راديوية خارجية — إشارة تدل على وجود طائرة أخرى محتملة بالقرب.
بالنسبة لكثير من طائرات الاستطلاع، يعني ذلك عادةً غوصًا سريعًا لزيادة السرعة وخلق مسافة مع طائرة الاعتراض.
تحديات متصاعدة للاعتراضات
مع ذلك، فإن طائرات الاستطلاع مثل “زالا” و”سوبركام” أغلى بكثير من الجيربيرا؛ وتُقدَّر تكلفة صنع كل واحدة من الأخيرة بنحو 10 آلاف دولار وفق تقديرات أوكرانية لعام 2024. وغالبًا ما تُستخدم هذه الطائرات الرخيصة كطُعم لطائرات “شاهد” وتُطلَق في موجات تضم المئات لإرهاق منظومات الدفاع الجوية الأوكرانية.
ردًا على ذلك، عززت أوكرانيا قواتها المضادة للطائرات بتطوير طائرات اعتراض منخفضة التكلفة بنظام FPV لملاحقة طائرات الشاهد والجيربيرا والاصطدام بها عمداً.
كان مفهوم الاعتراض المتخصص، الذي كان يعتبر فكرة هامشية قبل عامين، قد تحوّل إلى أولوية منذ أواخر 2024 مع تصعيد روسيا لهجماتها بطائرات الشاهد؛ وتسعى كييف لبلوغ قدرة إنتاجية سنوية تصل إلى مليون طائرة اعتراض.
يُظهر مقطع وو ساموراي أن روسيا، بالمقابل، شرعت بتجهيز حتى أرخص منصاتها بمعدات للتملص والمناورة، ما يعكس مدى الانتشار الذي بلغته طائرات الاعتراض في ساحات القتال.
إذا نُفّذت هذه الكاميرات الخلفية وكاشفات الإشارة على نطاق واسع في طائرات هجوم بعيدة المدى أو في الطُعوم، فقد تشكل صعوبات جديدة لطياري الاعتراض الأوكرانيين. فمع التكنولوجيا الحالية، يجب أن يمتلك طيارو الطائرات المسيرة مهارات عالية للعثور على طائرات الشاهد والجيربيرا وملاحقتها في بيئة ثلاثية الأبعاد واسعة.
قد تذهب تغيّرات موسكو في تكتيك الجيربيرا إلى ما هو أبعد من حدود أوكرانيا، إذ إن الغرب بصدد تقييم أساليب مواجهة المنظومات غير المأهولة منخفضة التكلفة. ففي وقت سابق من هذا الشهر أعلنت بولندا وحلف الناتو إسقاط عدة طائرات روسية انتهكت المجال الجوي البولندي.
ورغم أن وارسو كشفت القليل عن المنصات والأسلحة المستخدمة في إسقاط تلك الطائرات، فمن المرجّح أن الحلف استخدم صواريخ جو-جو مكلفة لاستهداف طائرات من طراز جيربيرا.
في 18 سبتمبر وقّعت بولندا مذكرة تعاون مع أوكرانيا تتضمن تبادل الخبرات حول كيفية تنفيذ كييف لنظم دفاع جوي منخفضة التكلفة.
المقال الأصلي منشور على موقع Business Insider.