الإكوادور تفرج عن الناجي من الضربة الأمريكية التي استهدفت «غواصة مخدرات» في البحر الكاريبي

أعلنت حكومة إكوادور عن تسليم الناجي من ضربة أميركية استهدفت غواصة شبه غاطسة يُزعم أنها كانت تُستخدم لتهريب المخدرات في مياه الكاريبي.

قوات أميركية اعترضت المواطن الإكوادوري ومواطناً كولومبياً بعد اقتحام الغواصة، وأكد الرئيس دونالد ترامب أن الرجلين سيُعادان إلى بلديهما “للسجن والملاحقة القانونية”. غير أن مكتب النائب العام في إكوادور أصدر بياناً مفاده أن الناجي الإكوادوري «لا يمكن توقيفه» لأن «لا وجود لبلاغ جنائي مُحال إلى هذه المؤسسة».

الجيش الأميركي نفّذ سلسلة ضربات استهدفت ما تصفه واشنطن بسفن تهريب المخدرات في المنطقة. وقد سميت السلطات الإكوادورية أحد الناجين الخميس بأنه أندريس فرناندو توفينو، بينما نُشِرَ اسم الناجي الكولومبي على أنه جيسون أوباندو بيريز (34 عاماً). هذان الرجلان هما أول ناجين من بين عمليات الضرب التي تشنها الولايات المتحدة في الكاريبي ضمن عملية واسعة لمكافحة المخدرات؛ في حين قُتل شخصان آخران كانا على متن الغواصة، حسب تصريحات ترامب.

وذكرت القيادة العسكرية الأميركية أن ما لا يقل عن 32 شخصاً قُتلوا في سبع ضربات منفصلة على الأقل منذ بداية سبتمبر. خبراء قانونيون أثاروا تساؤلات حول مشروعية هذه الهجمات واعتبروا أنها قد تنتهك القانون الدولي، بينما تصر إدارة ترامب على أنها موجهة ضد «إرهابيين مخدرات».

عند سؤاله في البيت الأبيض عن الناجين قال ترامب إنهما كانا على «غواصة معدة خصيصاً لنقل كميات هائلة من المخدرات»، مضيفاً: «لم تكن مجموعة بريئة من الناس… لا أعرف الكثير من الناس يملكون غواصات، وكانت غارة على غواصة محمّلة بالمخدرات». ونشر ترامب كذلك شريطاً قصيراً أظهر الغواصة في مياه متقلبة قبل أن تتعرض لضربة صاروخية.

إلى ذلك ادّعى الرئيس الأميركي عبر منصته أن السفينة كانت تحمل «فيتنيل في الغالب، ومخدرات غير قانونية أخرى». ويشير خبراء في شبكات تهريب المخدرات إلى أن الفنتانيل يدخل السوق الأميركي أساساً عبر المكسيك، لا من دول حوض الكاريبي الجنوبي حيث تتم عمليات الانتشار الأميركية الحالية.

يقرأ  سبيس إكس توسّع شبكة أقمار ستارلينك عبر صفقة مع إيكوستار بقيمة ١٧ مليار دولارأخبار الاتصالات

تضمّنت عملية الانتشار نحو عشرة آلاف جندي أميركي بالإضافة إلى عشرات الطائرات والسفن الحربية. الناجيان أنقذهما مروحية عسكرية أميركية ثم نُقلا إلى سفينة حربية في الكاريبي قبل أن يتم ترحيلهما. ونقلت وكالة الأنباء عن مسؤول لم يُكشف عن هويته أن الناجي الإكوادوري كان بصحة جيدة. كما اطلعت الوكالة على وثيقة حكومية إكوادورية تضمنت أنه «لا دليل أو مؤشر يقود الادعاء أو السلطات القضائية إلى اليقين» بأن توفيـنو انتهك قوانين نافذة على الأراضي الإكوادورية.

أما الناجي الكولومبي فوصل إلى بلده «بإصابة دماغية رضحية، ومخدر، وموجود على جهاز تنفس صناعي»، بحسب وزير الداخلية الكولومبي، ويتلقّى العلاج في مستشفى بالعاصمة بوغوتا. وصرّح الوزير أرمندو بينيدتي أن الرجل كان على «قارب محمّل بالكوكايين، وهذا جريمة في بلدنا».

تقول واشنطن إن الانتشار في الكاريبي يركّز أساساً على القوارب القادمة من فنزويلا. واتهم ترامب نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو بقيادة شبكة تُعرف باسم «كارتل الشمس»، وهو ما نفاه مادورو واعتبر أن الهدف من العمليات هو الإطاحة به سياسياً. وناشد مادورو ترامب علناً من أجل «السلام»، في وقت تضاعفت الضغوط الأميركية عليه؛ إذ أكّد ترامب الأسبوع الماضي أنه أعطى الضوء الأخضر لوكالة الاستخبارات المركزية لتنفيذ عمليات سرية في فنزويلا.

قال مسؤولون أميركيون إن الضربات السابقة على «قوارب المخدرات» استهدفت عصابة تُعرف باسم «ترين دي أراجوا» ومقرها الأساسي في فنزويلا. ومع تزايد عدد القوارب المستهدفة تتعاظم التساؤلات حول هوية ركابها.

اتهم الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الولايات المتحدة بشن ضربة على «مياه إقليمية كولومبية» في سبتمبر ووصف الضربة بأنها «قتل». وردّ ترامب بوصف بيترو «زعيم مخدرات غير قانوني» يشجّع إنتاج المخدرات على نطاق واسع، وأعلن أن بلاده لن تقدّم مساعدات لكولومبيا موقّتاً وهدد بفرض رسوم جمركية على صادراتها.

يقرأ  عديد من الصالات الناشئة في «فرايز» ترفض الإفصاح عن أرقام مبيعاتها

في ترينيداد وتوباغو طالبت وسائل إعلام محلية حكومتها بالتحقيق في أنباء عن مقتل اثنين من مواطنيها في إحدى الضربات، لكنها في المقابل أعلنت الحكومة يوم الثلاثاء «دعمها القوي للتدخل العسكري الأميركي الجاري في المنطقة»، مؤكدة أن العمليات الموجّهة لمكافحة تهريب المخدرات والبشر وغيره من الجرائم العابرة للحدود تهدف في المحصلة إلى أن تكون المنطقة «منطقة سلام» حيث يعيش المواطنون ويعملون بأمان.

تقرير إضافي: BBC News Mundo

أضف تعليق