التعلّم الملعّب لدور النشر في التعليم العالي نحو تعظيم العائد على الاستثمار

التعلّم المعزَّز بالألعاب: المسار الاستراتيجي لدور النشر في التعليم العالي

عالم النشر يتغيّر بوتيرة سريعة. لعقود كان هناك إيقاع متوقع في التعليم العالي — إصدارات جديدة، اعتماد من المؤسسات، وتجديدات دورية. اليوم، تسود في غرف الاجتماعات لدى أبرز الناشرين حالة من القلق الهادئ: تباعد متزايد بين المحتوى المقدم والنتائج التي تتوقعها المؤسسات الأكاديمية.

أكبر مشكلة؟ احتفاظ الطلاب بالمسار الدراسي. الأرقام واضحة: نحو 64% فقط من الطلاب الملتحقين لأول مرة بدوام كامل في مؤسسات عامة لأربع سنوات يكملون درجة البكالوريوس خلال ست سنوات. هذا يعني أن ثلث الطلاب يغادرون قبل الإكمال — ما يفقدك ليس مجرد رسوم دراسية، بل فرص تجديد الاعتماد، واستخدام متكرر، وولاء طويل الأمد.

لم يعُد العيب في جودة المحتوى بحد ذاته، بل في كيفية استهلاكه وإبقائه جذاباً للطلاب اليوم. هؤلاء طلاب رقميون بالأساس، اعتادوا على تطبيقات وألعاب ومنصات تفاعلية توفر تغذية راجعة فورية ودوافع مستمرة. الصيغ التقليدية — مطبوعة أو كتب إلكترونية ثابتة — تواجه صعوبة في المنافسة.

هنا يتبدّل المشهد: الحل ليس في إنتاج مزيد من المحتوى فحسب، بل في تقديمه بطريقة تُبقي الطلاب مشاركين ومتحفِّزين ومتقدمين حتى الإكمال. هذا ما يقدّمه التعلم المعزَّز بالألعاب. إذا نُفِّذ بشكل صحيح، فهو يعزّز الاحتفاظ، يوفّر قيمة قابلة للقياس للمؤسسات، ويقوّي عائد الاستثمار للناشر.

لماذا ينجح التعلم المعزَّز بالألعاب في زيادة الاحتفاظ وتعزيز عائد الاستثمار؟

1) الاحتفاظ = العائد
التعلم المعزَّز بالألعاب أقوى أدواتك لرفع معدلات الاحتفاظ. ليس فقط لأنه يجعل التعلم ممتعاً، بل لأنه يبني نظاماً محفزاً يقود الطلاب نحو إتمام المقررات. أبحاث متعددة تشير إلى زيادة في الاحتفاظ قد تصل إلى 60%، وتحسناً ملحوظاً في التفاعل بالمقارنة مع الأساليب التقليدية.

يقرأ  استحواذ غير مسبوق بقيمة 55 مليار دولار على عملاق الألعاب «إلكترونيك آرتس»

– حلقات التحفيز السلوكي: عناصر مثل النقاط، الشارات، وتتبع التقدّم تخلق ما يُعرف بـ«حلقة الإلزام» التي تشدّ الطالب إلى المحتوى وتجعل احتمال مغادرته أقل.
– إيرادات متوقعة: ارتفاع معدلات الاحتفاظ ينعكس مباشرة في إيرادات أكثر استقراراً وقابلية للتنبؤ. حين ترى المؤسسات بيانات تُظهر أن موادك تساعد الطلاب على الإكمال، تزداد احتمالات تجديد الاعتماد وتوسيع الاستخدام.

2) عمل قائم على البيانات: تحويل الرؤى إلى أرباح
الكتب الجامدة صناديق سوداء — لا رؤية حقيقية لكيفية الاستخدام. منصات التعلم المعزَّز بالألعاب تزودك بتدفق مستمر من بيانات سلوك المستخدم.

– تحسين المحتوى: تحليلات المنصة تكشف نقاط العُقد داخل المنهج، ما يوفّر لك بحث سوقي عملي لتعديل المحتوى وزيادة فعاليته.
– تطوير منتجات مستهدفة: بفهم الوحدات الأكثر شعبية والميزات التي تُحفّز التفاعل، يمكنك توجيه الاستثمار نحو منتجات تحظى بأعلى طلب.
– عرض قيمة يمكن إثباته: بدلاً من بيع منتج ثابت، تبيع نتيجة قابلة للقياس. بياناتك تصبح دليلاً لإقناع المؤسسات بترخيص أغلى وتأمين عقود طويلة الأجل.

3) حاجز تنافسي: التميّز في سوق يتحول إلى سلعة
مع تزايد التوفّر المجاني للمواد وظهور الموارد التعليمية المفتوحة، يصبح تميّزك أساسياً.

– ما وراء المحتوى: أنت لم تعد تبيع صفحة مطبوعة فقط؛ تبيع منصة تفاعلية وحلاً مثبتاً لمشكلة أساسية في الجامعات.
– عروض عالية الهامش: يمكن تقديم الحلول كخدمة اشتراك أو ترخيص منصة، ما يفتح قنوات إيراد جديدة ذات هامش ربح أعلى.
– توليد الطلب: الطلب على أدوات تعليمية مُعمّقة وفعالة في تزايد؛ الاستثمار المبكر لا يواكب السوق فقط بل يشكّله ويولّد طلباً على حلولك.

الخلاصة
المسألة لم تعد هل محتواك جيد بما يكفي، بل هل نموذج التوصيل الذي تتبعه فعّال بما يكفي. التعلم المعزَّز بالألعاب يقدّم مساراً واضحاً لزيادة الإيرادات، تعزيز المركز السوقي، وبناء نموذج عمل قائم على بيانات يضمن مستقبل شركتك. إذا أردت التطووّر من مزوّد محتوى إلى شريك استراتيجي في نجاح الطلاب، فهذه هي الخطوة التالية. السؤال ليس فيما إذا كان ينبغي عليك أن تستثمر، بل في مدى السرعة التي يمكنك أن تبدأ بها.

يقرأ  ترامب يعلن أدنى سقف لقبول اللاجئين في تاريخ الولايات المتحدة٧٬٥٠٠ شخص

المراجع:
[1] معدلات التخرج من مرحلة البكالوريوس
[2] التلعيب في التعليم — الألعاب الجادة: نموذج جديد للتعلّم

شركة إم آر سي سي إيدتك

إم آر سي سي إيدتك رائدة في حلول التعيلم الرقمي لمرحلة التعليم الأساسي والثانوي، والتعليم العالي، والناشرين، وشركات التكنولوجيا التعليمية. بخبرة تفوق 25 عاماً، نصمم منظومات تعليمية شاملة وعالية الجودة تدعم نمو الطلبة وتمكّن المعلمين.