الوقوف من أجل التفكير النقدي والتقدم
بقلم تيريل هايك
في “تيتش ثوت” لطالما ركزنا على تعزيز التفكير النقدي وتوظيفه في سياقات إنسانية—بمعنى، بين الناس (أطراف العملية التعليمية) وفي الأماكن (المجتمعات المحلية).
كانت مهمتنا مقصودة بأن تكون غير متحيزة سياسياً—متمحورة حول تحسين التفكير والتعليم وإطلاق الإمكانات البشرية دون الانحياز إلى أيديولوجيات أو تيارات سياسية.
ومع ذلك، فإن الأحداث الأخيرة في الولايات المتحدة جعلت البقاء على الحياد التام رفاهية لم نعد نستطيع تحملها.
مفهوم الليبرالية في التعليم
عند حديثنا عن «الليبرالية» لا نعني الحزب الديمقراطي بالطبع، بل المفهوم الفلسفي وغير الحزبي: الالتزام بالعقلانية والحرية والمساواة والتنوع والإيمان بإمكانية التقدم.
في هذا الإطار، تضع الليبرالية الانفتاح على الأفكار وتقدّر الحوار والبحث والتقرير الذاتي—وهي قيم متأصلة بطبيعتها في جوهر التربية نفسها.
فالتعليم يهدف إلى تمكين الأفراد، وإكسابهم قدرة التفكير النقدي، وتشجيع التعلم المستمر، والسعي لتحسين ذواتهم ومجتمعاتهم.
هذه مبادئ ليبرالية—لا بوصفها انحيازاً حزبياً، بل كأسس فكرية تشكل نواة المعرفة والديمقراطية والعدالة.
لماذا اتخاذ موقف أصلاً؟
من المستحيل الدفاع عن التفكير النقدي بينما نلتزم الصمت أمام محاولات قمع الفكر الفردي، والحد من التنوع، وتفكيك مؤسسات اتحادية حيوية، ومقاومة التقدم الذي يسعى التعليم لدعمه.
الظروف الراهنة تستلزم مقاومة السياسات التي تقوض الحريات المدنية، وتهاجم الشمولية، وتهدد أسس العملية التعليمية ذاتها.
نداء للتفكير النقدي
نحن نعارض الإجراءات التي تقيد البحث والاستقصاء، وتقلص التنوع، وتعرض نزاهة التعليم للخطر.
كمؤسسة، نسعى وننادي بـ:
– التفكير النقدي: القدرة على التساؤل والتحليل وتركيب المعرفة في مواجهة المعلومات المضللة والاستقطاب السياسي المتزايد.
– التنوع الثقافي والفكري: إدراك أن الشمولية تُثري التعلم والابتكار وفهم المجتمع.
قد يشير الجدل حول هذه الأفكار إلى الحاجة الملحّة للدفاع عنها ودعمها.
في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتتعاظم الانقسامات الاجتماعية، يصبح دور التفكير النقدي بالغ الأهمية.
قضايا مثل إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والسياسة المتقطّبة، وتراجع الدعم للتعليم العام تتطلب استجابة قائمة على العقلانية والأدلة والقيم الإنسانية.
موقفنا
بينما نحرص على البقاء مؤسسة تركز على التعليم، فإن التزامنا بالتفكير النقدي يفرض علينا أن نُعبّر عن رفضنا للظروف التي تقوّض الثقة والشمول والتقدم.
من الإضعاف المتعمد للمؤسسات الفدراليه إلى القرارات التي تحد من التنوع وتكبت فرص الوصول، نقف بثبات ضد هذه المسارات.
تمثل سياسات الإدارة الحالية في الولايات المتحدة تهديداً ملحّاً لهذه القيم الأساسية، وأنا شخصياً أشعر بالالتزام بمواجهتها كجزء من دفاع أوسع عن التعليم والنقاش المستنير والعقلاني.
بغض النظر عن السياق، سيظل هدفنا التأكيد على ضرورة التفكير النقدي كأداة لا غنى عنها لتجاوز تحديات عصرنا، مع الحفاظ على الاحترام للأصوات والتجارب والمعتقدات المتنوعة.
تيريل هايك
مدير، تيتش ثوت