في صباح الخامس من فبراير 2015، كانت ابنتي الكبرى، التي كانت تبلغ خمس سنوات آنذاك، منزعجة من أختها الصغرى التي كانت في الخامسة عشرة من عمرها شهرياً. أعلم ذلك لأن سطرًا وحيدًا في مفكرتي لذلك اليوم يذكر أنه في الساعة 8:13 صباحًا سألتني الكبرى إن كنا نستطيع وضع أختها الصغيرة في القبو. وفي الثالث والعشرين من فبراير نفسه، أطلق طفلي الصغير على الإوز الكندي اسم «الطيور النابحة». وفي العشرين من يناير 2016، طلبت مني طفلة في السادسة تشغيل فيلم Home Alone قائلةً إنها تريد مشاهدة «كيفن الوحيد». هذه الحكايات الصغيرة ما تزال تضحكني حين أقرأها الآن.
ما الذي يجعلني أحتفظ بهذه التفاصيل البسيطة، التي عادةً ما تُنسى؟ السر هو ممارسة كتابة بدأتها قبل أكثر من عشر سنين، أسميها «السجل اليومي»، وهي واحدة من أهم حيل التربية والعمل في الصف التي أتبعها.
ما هو السجل اليومي؟
السجل اليومي عادة بدأت معها عندما كان أطفالي صغارًا. كانت الأيام تتلاشى أحيانًا في مزيج من الرتابة والاندفاع، وشعرت بسرعة مرور الوقت وخشيتي من أن تضيع آلاف اللحظات الصغيرة. لذلك التزمت أن أكتب شيئًا واحدًا يستحق التذكر عن كل يوم — ليس الإنجازات الكبرى التي تُوثَّق تفصيلًا في دفاتر المواليد، بل تلك الوميضات العابرة: محادثة مضحكة، خطأ لفظي ظريف، لقطة عفوية. بعد عشر سنوات، تعيدني هذه الأسطر الصغيرة إلى صورة واضحة جدًا عن كيف كانت الحياة حينها. هذه اللحظات البسيطة توثّق عملية النمو الحقيقية التي كنا نعيشها حتى في أبسط أيامنا.
من تصوير Jessica Kirkland
مثال بسيط: سجل يوم 4 أغسطس 2015 يقول فقط «اشترينا للفتيات كب كيك من Whole Foods وجلسنا وأكلناه بعد الدفع.» هل كنا بحاجة إلى مكافأة؟ أم كان اليوم مملًا فصار تناول الكب كيك أهم حدث؟ الأرجح أنه يوم عادي بحت — لكنه يوم شاركناه، وسجلته كي لا يُنسى.
السجل اليومي في الصف
عندما تحوّل هذا الروتين إلى جزء لا يتجزأ من أُمومتي، انتقل طبيعيًا إلى نصف حياتي الآخر: التعليم. مع أن الإيقاع والسنة الدراسية متشابهان من عام لآخر، لا يتشابه يومان في الصف تمامًا؛ كل دفعة طلابية تمنحك لقطات فريدة تُنقِش شخصياتهم في الذاكرة. الحياة مع الأطفال — في البيت أو في الصف — مليئة بالفكاهة والحنان والحِكم المفاجئة؛ لحظات قصيرة من بريق الطفولة تريد أن تلتقطها: حكايات مضحكة، نكات الصف، رسومات ورسائل، لقطات عفوية تُظهر طبائع الطلاب.
من تصوير Jessica Kirkland
بدءًا كان السجل اليومي يدون في مخططاتي الورقية؛ كل مساء كنت أكتب سطرين سريعين عن اليوم. مع الوقت تطوّر الشكل؛ ومع ظهور ميزة Story Highlights في إنستغرام عام 2018، وجدت طريقتي المفضلة لحفظ سجل كل سنة دراسية: صف من القصص المحفوظة على حسابي — اثنتان لكل سنة دراسية منذ 2018 — تحتوي على نفس النوع من المواقف العادية ذات المعنى الذي كنت أدونَه لأطفالي.
رغم أن القصص مُعَطَّلة الأسماء حفاظًا على خصوصية الطلاب، فإنني عند إعادة زيارة هذه الهايلات أتذكر كل طالب وكل تفاعل بكل وضوح.
نُعلّم أطفالًا كثيرين خلال مسيرتنا المهنية، لكن السجل اليومي يساعدني على الاحتفاظ بذكريات أكثر منهم.
مثال: لا أتذكر الكثير عن 22 سبتمبر 2022، إلا أنه في ذلك الصباح قُدمت «بوسكو ستيكس» في الكافتيريا، وأحضر لي طالب سابق واحدًا لأنه تذكر أنني أحبه. هذا ما وثقته في السجل اليومي.
ومن ملامح سنة التعليم عن بُعد: في 10 مارس 2021، كان يومًا ربيعياً دافئًا، وتذكرت ذلك لأن طالباً شغل الكاميرا ليُرينا قطته وهي تستكشف الحديقة الأمامية — حفظت لقطة شاشة من اجتماع Google Meet في السجل. لولا السجل لما تذكرت أن ذلك العام لم يكن فقط تشوُّشًا وإرهاقًا وغبارًا من الإغلاقات؛ كان فيه أيضًا يوم مشمس وقط يمشي في الفناء. لحسن الحظ أنني وثّقت ذلك.
من تصوير Jessica Kirkland
نقاط مضيئة بسيطة — قطة ظهرت في Google Meet ومحاولة رشوة — تصنع ذكريات في أيام التدريس العادية.
في نهاية كل سنة يحصل الطلاب على كتاب عام جميل يجمع النجاحات والفعاليات والجوائز والرقصات وصور الصف النهائية. أنا حفاظًا على ذكريات بناتي احتفظت بدفاتر خاصة توثق أول قصّة شعر، أول خطوات، وأوزانهن عند كل زيارة للطبيب؛ كلها لحظات بارزة ومهمة. لكن السجل اليومي لا يضم تلك الإنجازات الكبرى؛ بل يضم ما كان يحدث في الفراغ بين هذه الأحداث: أيام «ما بين» لا يحدث فيها الكثير سوى تراكم اللحظات العادية التي كنت أريد أن أتذكرها مع طلابي وأولادي.
مثال آخر: رسائل Remind طريفة استمرت شهورًا بعد أن علم طلابي أنني لا أحب بطاطا الوافل — شيء بسيط لكن لا يُنسى.
نصائح لبدء سجلك اليومي
مع اقتراب بداية سنة دراسية جديدة، أقترح أن تبدأ سجلًا يوميًا — للبيت، للمدرسه، أو لكليهما. إليك خيارات عملية:
– إذا فضّلت الشكل الورقي: مفكرة يومية، أجنِدة أو دفتر «سطر-في-اليوم» (line-a-day) ممتازة. ابحث عن مخططات تحتوي على spread شهري وأسبوعي لتتيح مساحة قصيرة لكل يوم. دفاتر ذات غلاف صلب أو مربوطة بأسلاك تعمل جيدًا حسب ذوقك.
– دفتر «سطر-في-اليوم» مفيد للأهل الذين يريدون تتبّع طفِل عبر سنوات، ويُجدي أيضًا للمعلمين الثانويين: بدلًا من استخدام الأقسام المتعددة لكل سنة، استعمل كل قسم لفصل دراسي مختلف.
– إن كان الشكل الرقمي أسهل: انشر قصصًا على إنستغرام واحفظها في Highlights لكل سنة دراسية — طريقة سريعة لا تتطلب حمل مفكرة، وكنت أستخدمها في المدرسة كثيرًا. حتى لو لم أشارك نسخة الصف مع الطلاب، وجودها متاحًا ذكّرني بقصص مرحة يمكن أن أرويها لاحقًا.
– إن لم تكن من محبي إنستغرام: مستند Google Doc لكل سنة دراسية يعمل بشكل ممتاز لتجميع الإدخالات.
الاستمرارية والإيجاز هما مفتاح الحفاظ على هذه العادة دون أن تصبح عبئًا. لا يجب أن تكتب مقالًا يوميًا أو تدخل في تفصيلات مطوَّلة؛ الإدخالات قصيرة وبسيطة — ملاحظة سريعة عن لقطة لحظية. هذا يجعلها قابلة للتطبيق حتى على جداول الآباء والمعلمين الأكثر ازدحامًا، وتدفع عوائدها لسنوات قادمة. عندما أخرج سجلاتي القديمة لأراجعها مع بناتي (الآن 15 و11 سنة)، كنّا نضحك ونتبادل الأسئلة عن ما كتبت عنهما.
أفكار ختامية
أيًا كانت الوسيلة التي تختارها لتخزين سجلك اليومي، فإن الممارسة البسيطة نفسها تُدرِّب ذهنك على رصد اللحظات التي كانت لتنجلي لو لم تُسجَّل. بمرور الوقت سيتغيّر منظورك لتركّز على ما كان جيدًا حتى في أصعب الأيام. (في بعض الأيام كان عليّ أن أجهد نفسي كثيرًا لأجد شيئًا واحدًا لأدونه، لكن العزم على إيجاد شيء واحد خلق القدرة على رؤيته دائمًا.) ستصبح أبًا أو معلمًا أكثر حضورًا ووعيًا — والمستقبل أنت سيشكر الحاضر أنت على الوقت الذي خصصته لتسجيل كل حياة عشتها وأنت منشغل بالعيش.