فرنسا: اعتقال هشام حرب بعد 42 عاماً من الهجوم ترتب عليه اعتراف محتمل بالدولة الفلسطينية
نُشِر في 19 سبتمبر 2025
أعلنت السلطة الفلسطينية عن توقيف مشتبه به أساسي في هجوم دموي استهدف مطعماً يهودياً في باريس عام 1982، في خطوة جاءت مع استعدادات فرنسا للاعتراف بدولة فلسطينية. وأكد مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب في فرنسا، في بيان الجمعة، أن الإنتربول أبلغه باعتقال هشام حرب بمقتضى مذكرة توقيف دولية صادرة عام 2015.
وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أن المشتبه به اعتُقل في الضفة الغربية المحتله، وأن باريس تعمل مع السلطة الفلسطينية لضمان “تسليمه السريع” إلى فرنسا. ونشر وزير الخارجية جان-نوال باروط على منصة X أن القرار الرئاسي بالاعتراف بدولة فلسطينية هو الذي أتاح لفرنسا تقديم طلب تسليم.
من المتوقع أن يعلن ماكرون هذا القرار التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل، في وقت تنوي نحو عشر دول أخرى، بينها أستراليا وبلجيكا والمملكة المتحدة وكندا، القيام بخطوات مماثلة.
خلفية الهجوم
تعرض مطعم جو غولدنبرغ في حي الماريه اليهودي في 9 أغسطس 1982 لهجومٍ أدّى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 22 آخرين. يُعتقد أن الهجوم، المنسوب إلى منظمة أبو نضال، بدأ بقذيفة أُلقيت داخل قاعة الطعام ثم دخل المهاجمون وأطلقوا النار بالرشاشات المصنعة في بولندا، وقد اعتُبر من أعنف الاعتداءات المعادية للسامية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
المشتبه به وهويته
الاسم المعروف للمشتبه به هشام حرب، واسمُه الحقيقي المسجل لدى السلطات محمود خضر عبد أدرا، وهو أحد الأشخاص المطلوبين على قائمة أكثر المطلوبين في فرنسا، وكانت هناك مذكرة توقيف دولية ضده منذ نحو عشر سنوات. ويُشتبه بأن الرجل، البالغ من العمر نحو 70 عاماً، تولّى قيادة مجموعة من خمسة مهاجمين في الاعتداء، وأنه أشرف على العملية وربما شارك فعلياً بإطلاق النار على مرتادي المطعم والمارة.
الملاحقات القضائية
وجّه قضاة فرنسيون لائحة اتهام رسمية للحرب في يوليو تتضمن تهم القتل ومحاولة القتل على خلفية الهجوم، وأُحيل هو وخمسة مشتبهين آخرين إلى المحاكمة. أما مشتبه آخر، أبو زيد، نرويجي من أصل فلسطيني يبلغ 66 عاماً، فكان قد سُلّم إلى فرنسا عام 2020 ونفى الاتهامات الموجهة إليه.
وكان محاميا أبو زيد، برونو جاندران ورومان رويز، قد رأيا أن توقيف المشتبه به المزعوم يبرهن أن “التحقيق لم يكن مكتملاً”، مضيفين أن محاكم مكافحة الإرهاب حرصت كما المعتاد على التعجيل بالإجراءات، وأن ما يحدث الآن يُبرز عواقب هذا التعجل.
وتصنف الولايات المتحدة وأوروبا منظمة أبو نضال على أنها جماعة إرهابية.