الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع وطلقات مطاطية بينما يحتشد المحتجون في مدغشقر

مسيرة في أنتاناناريفو بعد رفض متظاهري «جيل زد» محاولات الرئيس لتهدئة التوتر

نزل نحو ألف متظاهر مناهض للحكومة إلى شوارع العاصمة المالاجاشية مطالبين باستقالة الرئيس، في مشهد تخللته قنابل غاز مسيل للدموع وذخيرة مطاطية وقنابل صاعقة استخدمتها قوات الأمن لتفريق الحشود. تأتي المسيرة في الأسبوع الثالث من أكبر موجة اضطرابات تشهدها الجزيرة في سنوات.

تنظيم «جيل زد مدغشقر» — الذي يعرّف عن نفسه كحركة مدنية سلمية — أشعل التحركات في بدايتها بالغضب بسبب انقطاع المياه والكهرباء المتكرر، قبل أن تتسع المطالب لتضم اتهامات بالفساد والمحسوبية. دعا منظمو الاحتجاجات إلى إضراب عام ورفضوا لقاء عرض عليهم من الرئيس فيما حاول الأخير احتواء الأزمة.

أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والذخيرة المطاطية على بعض المتظاهرين الذين ردوا برمي الحجارة. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن إطلاق الغاز قرب جناح الولادة اضطر الطواقم التمريضية لنقل الأطفال الخدّج إلى مؤخرة المبنى. وأفادت مصادر طبية ومحطتان إعلاميتان في الموقع بإصابة أربعة أشخاص بالذخيرة المطاطية واثنين بشظايا من قنابل صاعقة.

بدأت الاحتجاجات في 25 سبتمبر، وردّ الرئيس أندري راجولينا، 51 عاماً، بإقالة حكومته بأكملها، ثم عيّن هذا الأسبوع الجنرال روفان فورتيونات زافيسامبو رئيساً للوزراء. ظل راجولينا مصراً على البقاء في منصبه، متّهماً المطالبين برحيله بأن هدفهم «تدمير البلد»، بينما رفض المحتجون عرضاً للقاءه.

قصر السلطة وتاريخ الصعود

صعد راجولينا إلى الحكم في انقلاب عسكري عام 2009 بعدما كان ناشطاً من أجل الإصلاح، ثم تنحى لفترة قصيرة عام 2014 قبل أن يفوز بالانتخابات عام 2018.

المشكلة هي النظام

وفق صندوق النقد الدولي، لا يتمتع سوى نحو ثلث سكان مدغشقر البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة بإمكانية الوصول المستمر للكهرباء. تتجاوز فترة الانقطاعات اليومية في كثير من المناطق ثماني ساعات، وتواجه شركة الكهرباء الحكومية «جيراما» اتهامات بالفساد وسوء الإدارة مما زاد من حنق الشارع. رغم الثروات الطبيعية، كان نحو ثلاثة أرباع سكان البلاد البالغ عددهم نحو 32 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر عام 2022 بحسب تقديرات البنك الدولي. كما تراجع الناتج المحلي الإجمالي للفرد من 812 دولاراً في عام 1960 إلى 461 دولاراً في 2025 بحسب البنك ذاته.

يقرأ  ألمانيا تقرّ ميزانية مؤقتة لعام 2025 في إطار مساعي التعافي الاقتصادي

«لا زلنا نكافح»، قالت هيريتينا رافانوميزانتسوا، إحدى المشاركات في المسيرة بأنتاناناريفو، لوكالة فرانس برس. «المشكلة هي النظام. حياتنا لم تتحسن منذ نيل الاستقلال عن فرنسا.» نالت البلاد استقلالها الكامل عام 1960.

تحولت الاحتجاجات التي بدأت سلمية إلى أعمال عنف في أعقاب استخدام الغاز والذخيرة من قبل الشرطة، وقد أفادت الأمم المتحدة بوقوع ما لا يقل عن 22 قتيلاً منذ انطلاق الاحتجاجات، إما بضربات من قوات الأمن أو جراء أعمال عنف أعقبت التظاهرات، وهو رقم نفاه الرئيس. كما أحيل 28 متظاهراً إلى مكتب المدعي العام بتهم رسمية بحسب محاميهم.

أضف تعليق